امرأة أبي سفيان بن حرب ، وهي أم معاوية.
أسلمت في الفتح بعد إسلام زوجها أبي سفيان ، وأقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم على نكاحها ، كان بينهما في الإسلام ليلة واحدة ، وكانت امرأة لها نفس وأنفة ورأي وعقل.
وشهدت أحدا كافرة ، وهي القائلة يومئذ : نحن بنات طارق نمشي على النمارق إن تقبلوا نعانق أو تدبروا نفارق فراق غير وامق فلما قتل حمزة مثلت به وشقت بطنه واستخرجت كبده فلاكتها ، فلم تطق إساغتها.
فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " لو أساغتها لم تمسها النار " ، وقيل : إن الذي مثل بحمزة معاوية بن المغيرة بن أبي العاص بن أمية ، جد عبد الملك بن مروان لأمه ، وقتله النبي صلى الله عليه وسلم صبرا منصرفه من أحد.
ثم إن هند أسلمت يوم الفتح وحسن إسلامها ، فلما بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم النساء وفي البيعة : وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ سورة الممتحنة آية 12 ، قالت هند : وهل تزني الحرة وتسرق ؟ فلما قال : وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ سورة الممتحنة آية 12 ، قالت : ربيناهم صغارا وقتلتهم كبارا ؟ وشكت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم زوجها أبا سفيان وقالت : إنه شحيح لا يعطيها من الطعام ما يكفيها وولدها ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " خذي من ماله بالمعروف ما يكفيك وولدك ".
روى هشام بن عروة ، عن أبيه ، قال : قالت هند لأبي سفيان : إني أريد أن أبايع محمدا.
قال : قد رأيتك تكذبين هذا الحديث أمس ! قالت : والله ما رأيت الله عبد حق عبادته في هذا المسجد قبل الليلة ، والله إن باتوا إلا مصلين.
قال : فإنك قد فعلت ما فعلت ، فاذهبي برجل من قومك معك.
فذهبت إلى عثمان بن عفان ، وقيل : إلى أخيها أبي حذيفة بن عتبة ، فذهب معها فاستأذن لها فدخلت وهي من منتقبة ، فقال : " تبايعيني على أن لا تشركي بالله شيئا " ، وذكر نحو ما تقدم من قولها للنبي صلى الله عليه وسلم.
وشهدت اليرموك ، وحرضت على قتال الروم مع زوجها أبي سفيان ، وكانت قبل أبي سفيان تحت حفص بن المغيرة المخزومي وقصتها معه مشهورة ، وتوفيت هند في خلافة عمر بن الخطاب في اليوم الذي مات فيه أبو قحافة والد أبي بكر الصديق.
أخرجها الثلاثة.