بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني وأخواتي في الله هذه بِضع أسطُرٍ في قمة الأهمية أحببته أن أنقلها لكُم وهذا من باب الحُب والأُخوة في الله حتى لا يلتبس على بعض الأصحاء أنهم مرضى روحيون فيبددوا الأوقات ويبذروا الأموال ويصرفونها في غير موضعها وقد استندت على كتاب في مُنتهى الروعة أنصح بقراءته كُل من اهتم بعلاج الأمراض الروحية بالرقية الشرعية بل والباحثين في مثل هذه المواضيع والمُدرسين في المدارس والكُليات والجامعات حتى يستطيعوا التفريق بين من ابتلي بأذى الجان وبين الموهوم المُعافى من تلك الأمراض أعاذنا الله وإياكم منها والكتاب يحمل اسم -الجواهر اللماعة في علاج المس والصرع والعين والطيرة في الوقت والساعة لمُؤلفه أحمد بن عبد الملك الزُغبي وحتى لا أُثقل عليكم أذهب بكم إلى ما قاله الشيخ
أنواع الوهم في المس والسحر
والوهم على دروب بالنسبة لمرض السحر والمس والعين والحسد ومنهم
1) الوهم بسبب المُشاهدة- المُندمج
وهذا هو الذي يُشاهد أن بعض المرضى يصرع أو يتحدث الجني على لسانه أو يرى تأثير القُرآن فيهم فيبدأ الإنفعال النفسي عنده عندما يشعر ببعض الآلآم ويبدأ وسواسه يزيد تلك الأوهام عنده فيبدأ يندمج فيما رآه ويتحول تخيله ووهمه إلى انفعالات ومنها يرى نفسه مصروعا ويتحول الوهم إلى حقيقة وكما قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: "ويقوى هذا التخيل في نفسه حتى يكون كأنه حقيقة" فيرى نفسه مصروعا أو يرى أن سورة بعينها تؤثر فيه كما قال شيخنا العلامة ابن باز طيب الله ثراه : عن الذي يُصرع حينما يسمع سورة الكهف قال : إما وهم فعليه أن يتقي الله ويدع الأوهام وإما حقيقة فهو مس
2) الوهم بسبب السماع
وهذا يُعد وهم بسبب كثرة الإستماع إلى أعراض المس والسحر والحسد والعين فيجد بعض هذه الأعراض عنده فيترجمها بفهم خاطئ وتخيل في نفسه أنها أعراض سحر أو مس أو حسد وتبدأ معه مراحل الوهم فيتخيل نفسه مريضا فيصبح مريضا هذا والله أعلم
3) الوهم بسبب القراء
فهذا القارئ يقول لشخص ما أنت بك سحراً أو مس أو عين.....إلخ فيوهم الشخص بذلك ، وهذا أشبه بمن يقابل رجل ويقول له وجهك شاحب أنت مريض فيتأثر بالكلام وتراه يشتكي بأنه مريض وليس به داء وقد تقدم قول شيخنا ابن عثيمين والألباني عن أمثال هؤلاء القراء الذين يصطادون في الماء العكر
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: فكثرت الأوهام من الناس وصار بعض الناس كلما أُصيب قال هذا جن
سحر الوهم
قال أبو عبدالله الرازي: سحر أصحاب الأوهام والنفوس القوية، ثم استدل على أن الوهم له تأثير بأن الإنسان يمكنه أن يمشي على الجذع الموضوع على وجه الأرض ولا يمكنه المشي عليه إذا كان ممدودا على نهر أو نحوه.....ثم قال: وما ذاك إلا لأن النفوس خلقت مطيعة للأوهام
أمور يُعرف بها الموهوم
أولا يُعرف الموهوم في حالة وهمه بالمس أو السحر أو العين...إلخ بكثرة تشكيه وسؤاله عن الأعراض
إذا قُرئ عليه شعر بأنه هو المُتحدث وأن لسانه يتكلم بهذا الكلام مع الكراهة
قال ابن عثيمين رحمه الله : ما هي إلا وساوس يلقيها الشيطان في قلبك وربما ينطق بها لسانك بدون قصد ولذلك تحس أنك مرغم على أن تنطق بها مع كراهتك الشديدة لها
أنه يشعر بالضرب: إذا ظن القارئ أن به مس وضربه فإنه يشعر بالضرب والآمه
يشعر بعدم الرضا عن نفسه بعد تلك الوساوس التي حدثت من نطقه على أنه جن......إلخ
يشعر أنه وسط الأصحاء صحيحا ووسط المرضى مريضا
عدم جدوى العلاج معه
شعوره أنه لن يستطيع أحد أن يعالجه لشدة سحره أو المس أو العين التي ابتلى بها
إفاقة الموهوم
ولكي تخرج الموهوم من وهمه فعليك بالآتي
الترغيب (والنصح والإرشاد) فقد يأتي بالترغيب والنصح والإرشاد فيكون كفاك الله مؤنة المواجهة
بالزجر والترهيب: وهناك أنواع من الناس لا تفيق إلا بالمواجهة بالحقائق وزجره بعلاجه عن طريق الرقى أو ما يميل إليه كما في طريقة المربوط - أي علاج وهمه بما يظنه
دور المُعالج
وعلى المُعالج دور كبير فأولاً لابد وأن يكون عنده فراسة لكي يرى أي هذه الألوان يمكن أن تجدي مع الموهوم إما بالترغيب إما بالزجر والترهيب أو بعلاجه بما يظن أنه علاج له "فعلى المُعالج الدور الرئيسي والمُهم في إنتشاله من هذا المُستنقع الذي وقع فيه الموهوم وللزيادة يراجع باب الفراسة ودور المُعالج فلقد أفاد ابن القيم رحمه الله كثيرا
المرجع: الجواهر اللماعة في علاج المس والصرع والعين والطيرة في الوقت والساعة، أحمد بن عبد الملك الزغبي ، غراس للنشر والتوزيع،الكويت، الطبعة الأولى، 1423ه - 2002م