بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله أما بعد :
معاشر الأحبة المشكلة هي من المريض و بعض المعالجين , فلو أردنا تحليل المشكلة التي هي ( لماذا بعض المرضى لا ينتفع من رقية بعض المعالجين بالقران أو بعلاجهم ) , فنقول مستعينين بالله و لا حول و لا قوة إلا بالله :-
أولا :جانب المريض :-
المرضى كثير منهم يتصورون أن العلاج بالرقية الشرعية مربوط بشخصيات معينة و إلا فلا رقية و لا قران و لا علاج فلا زيت مقروء عليه أفضل من زيت فلان و فلان.
يا أخي المريض اعلم أني راقي وأنك راقي و أن أبو المريض راقي و أم المريض هي أفضل راقي فالكل راقي و ليس كتاب الله لي دون غيري أو لك دون غيرك , و لا ننكر و لا نهمل ما للرقاة الذين فرغوا أنفسهم لخدمة الناس و نصرة المظلوم من علم و فضل و إحسان .
و المصيبة التي معها يتأخر الشفاء او لا يندفع معها البلاء بالقران أو غيره هي أن كثيرا من المرضى يحتاجون معرفة و تحقيق أبجديات العقيدة و الدين , يحتاج معرفة و تحقيق لا إله إلا الله و انه لا نافع و لا ضار إلا الله , يحتاجون معرفة ما معنى الله أكبر هم يحتاجون معرفة لا حول و لا قوة إلا بالله .
و المعالج قد يعطي علاج أو يرقي و لا يحصل معه الشفاء, فقد لا يأذن الله بذلك أو قد تكون هناك موانع , و العلاج لا يلزم منه الشفاء بل هو سبب يؤخذ به و لا يعتمد عليه من دون الله , فمشكلة كثير من المرضى لما لديهم من خلل في العقيدة هي أنهم يريدون علاج فيه شفاء من دون الله و لو لم يصرحوا بذلك , يريدون علاج فتاك , يريدون راقي أو معالج مثل عيسى عليه السلام .
ثانيا : جانب المعالج :-
المعالجون منهم صاحب المنهج السليم من هو خال من البدع و المحدثات , لا يبالغ في الأمور بل هو على نهج الحبيب صلى الله عليه و سلم , و منهم من يظهر للناس انه معالج الزمان صاحب الخلطات التي تقتل و لا تذر , فيفتن الناس و يفسد في الأرض بعد إصلاحها و الله لا يحب المفسدين .
و كل ما ذكر من جانب المريض او بعض المعالجين يجعل المريض بين هذا و ذاك من المعالجين و القراء بفائدة أو بدون فائدة , مع أن ذهاب المريض لأكثر من راقي أمر فيه سعة , و هو من حقه فهو يعاني و يتألم , و لكن عليه تصحيح اعتقاده و نواياه و دينه لكي يستفيد منهم .
تنبيه : قراءة القران و الرقية به أجر عظيم و لا يخلو من النفع و الفائدة للراقي و المريض إذا ابتغي به وجه الله سبحانه و تعالى , و قد يكون التحسن موجود و لكن بعض المرضى يريد شفاء بمدة ساعة .
و في الختام اعلم أخي المريض أن الله ارحم بك من خلقه فلا تدعو إلا هو و لا ترجو إلا هو و لا تتوكل إلا عليه فهو نعم المولى و نعم النصير , لا تنكسر إلا بين يديه فتفوز بالدنيا و الدين .
آسف على الإطالة و استغفر الله العظيم من كل ذنب و خطيئة
و الله تعالى اعلم و صلى و سلم سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
الشيخ أحمد الردادي