مكانتها عند الطوائف الإسلامية
أهل السنة والجماعة
تحظى شخصية عائشة بمكانة مرموقة عند أهل السنة والجماعة وتحاط بواجبات التقدير والاحترام كونها زوجة رسول الله وأم المؤمنين.
الشيعة
تختلف نظرة الشيعة لعائشة بنت أبي بكر من ناحية المكانة والتقديس وذلك لأنهم يعتبرون أنه قد بدر منها تصرفات منافية للاعتقاد الشيعي فيما يخص موضوع الإمامة, وقد ألف فيها متأخروهم ومتقدموهم كتبا في ذمها كالكافئة للمفيد من المتأخرين وفي أجزاء المثالب للمجلسي والفاحشة لياسر بن يحيى الحبيب, ورووا في ذمها روايات عن النبي وأهل البيت.
أحاديث شيعية في ذم عائشةعن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ”ما تدع عائشة عداوتنا أهل البيت“.[31]
عن جعفر بن محمد أنه قال: ”تدرون مات النبي (صلى الله عليه وآله) أو قُتل؟ إن الله يقول: أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ، فُسَمَّ قبل الموت! إنّهما سقتاه! فقلنا: إنهما وأبويهما شرّ من خلق الله“! [32]
جاء قوم من المخالفين من أهل البصرة إلى جعفر بن محمد فقالوا له: «ما تقول في حرب علي وطلحة والزبير وعائشة؟ قال: ما تريدون بذلك؟ قالوا: نريد أن نعلم ذلك. قال: إذن تكفرون يا أهل البصرة! عائشة كبير جرمها، عظيم إثمها، ما أهرقت محجمة من دم إلا وإثم ذلك في عنقها وعنق صاحبيها! قالوا: إنك جئتنا بأمر عظيم لا نحتمله! قال عليه السلام: وما طويتُ عنكم أكثر! أما إنكم سترجعون إلى أصحابكم وتخبرونهم بما أخبرتكم فتكفرون أعظم من كفرهم»! [33]
وأحاديث أخرى.
لكن مؤخراً هناك جانب آخر من الشيعة يحترمها ويترضى عليها خلافاً لمتقدميهم، كما ذكر ذلك الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران آية الله محمد علي تسخيري في حوار له في مؤتمر عقد بالدوحة حين قال: "إننا جميعا نحترم السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها".[34]
الطوائف الإسلامية الأخرى
لا تختلف نظرة بقية الطوائف الإسلامية لعائشة عن نظرة أهل السنة والجماعة.
وفاتها ودفنها
جاء عبد الله بن عباس يستأذن على عائشة عند وفاتها فجاء ابن أخيها عند رأسها، فأكب عليها ابن أخيها عبد الله فقال: هذا عبد الله بن عباس يستأذن، وهي تموت، فقالت: دعني من ابن عباس. فقال: يا أماه!! إن ابن عباس من صالح بنيك يسلم عليك ويودعك. فقالت: ائذن له إن شئت. قال: فأدخلته، فلما جلس قال ابن عباس: أبشري. فقالت أم المؤمنين: بماذا؟, فقال: ما بينك وبين أن تلقي محمداً والأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد، وكنت أحب نساء رسول الله إليه، ولم يكن رسول الله يحب إلا طيباً. وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فأصبح رسول الله وأصبح الناس وليس معهم ماء، فأنزل الله آية التيمم، فكان ذلك في سببك، وما أنزل الله من الرخصة لهذه الأمة، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات، جاء بها الروح الأمين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار فقالت: دعني منك يا ابن عباس، والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسياً منسياً.
توفيت ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان من السنة السابعة أو الثامنة أو التاسعة والخمسين للهجرة. صلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أختها أسماء بنت أبي بكر والقاسم وعبد الله ابنا أخيها محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان عمرها يومئذ سبعا وستين سنة.
ويكيبيديا