قدرات عجيبة
يقول الشيخ المنجد لينبه ان الله قد اخبرنا انهم اصحاب قدرات عجيبة وسخر الجن لنبيه سليمان فكانوا يقومون له بالأعمال الكثيرة قال الله عز وجل (ومن الجن من يعمل بين يديه باذن ربه، ومن يزغ منهم عن امرنا نذقه من عذاب السعير، يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات) فقد سخرهم الله وسلطه عليهم فلا يستطيعون ان يخالفوا امر سليمان ومن خالف اذاقه الله من عذاب السعير وهو الحريق فيحرقه.. والمحاريب هي المساجد والابنية الكبيرة، والتماثيل قيل من غير ذوات الارواح ولو كانت من ذوات الارواح فيحمل على انه لم يكن حراماً في شريعة سليمان (وجفان كالجواب) اي انهم يعملون له احواض كبيرة جداً للماء (وقدور راسيات) يعني ثابتات في اماكنها لا تتحرك من عظمها واتساعها، فهي قدور يطبخ فيها طعام جيش سليمان الذي كانت تحمله الريح (غدوها شهر ورواحها شهر) فهو ملك لا ينبغي لاحد من بعده ولا يكون عند الكفار المتقدمين ولا المتأخرين.. واضاف فضيلته ان من قدراتهم استطاعتهم نقل الاشياء عبر الجدران والطيران بها في المسافات الشاسعة واحضارها وادخالها عبر الجدران مرة اخرى الى مكان ما، ولذلك قال سليمان وهو يفكر في طريقة لدعوة ملكة سبأ الى الله وكيف يقنعها، قال وهو يستشير من حوله من اولياء الله الصالحين ومن الجن الذين سخرهم الله له (ايكم يأتيني بعرشها قبل ان يأتوني مسلمين.. قال عفريت من الجن انا آتيك بها قبل ان تقوم من مقامك) فهذا الجني الشديد كان يستطيع ولم يكن يكذب في دعواه، كان يستطيع بأن يأتي بعرش ملكة سبأ من داخل قصرها في اليمن ويضعه داخل قصر سليمان في الشام قبل ان يقوم سليمان من مقامه..فقضية استطاعتهم لنقل الاشياء عبر الجدران والاجسام الصلبة والطيران بها تلك المسافة الشاسعة في وقت قصير جداً للغاية امر مقدور له اخبرنا الله عنه ولا مجال للتكذيب به فاستخدمت الشياطين هذه القدرات في اضلال الانس (وانه كان رجال من الانس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً) وهذا هو المنطلق الذي ننطلق به في اسكتشاف كل القصص التي يأتي بها الناس ويتداولونها عن اشياء خارقة خرقت العادة التي يعرفونها ونقول للناس انتبهوا فليس كل خارقة كرامة من الله وليس كل خارقة تدل على صلاح صاحبها.. والنبي صلى الله عليه وسلم كان يمتحن الدجالين فقد ذهب الى عبدالله ابن صياد وكان قد ظن انه الدجال وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصاً على كشف امره فقال له قد خبأت لك خبأ فقال عبدالله بن صياد (الدخ الدخ) والنبي صلى الله عليه وسلم كان قد خبأ له سورة الدخان فقيل: ان شيطان عبدالله بن صياد قد اوصل له الخبر من السماء ولكن الخبر وصل ناقصاً فما وصلت كلمة الدخان كاملة لعبدالله بن صياد..ولذلك قال له عليه الصلاة والسلام (اخسأ فلن تعدو قدرك) يعني انك من اخوان الكهان، فالشياطين يأتون بهذا الخبر ويخلطون فيه، فلذلك اتوه به ناقصاً وترجح وعرف بعد ذلك ان عبدالله بن الصياد ليس هو الدجال المنتظر الاكبر وانما هو دجال من الدجاجلة يعينه الشياطين، وهكذا اعانت الشياطين مدعي النبوة بعد النبي صلى الله عليه وسلم من اجل فتنه الناس، فهذا الاسود العنسي الذي ادعى النبوة كان له من الشياطين، فقد ثبت تاريخياً من يخبره ببعض الامور المغيبة، وكذلك مسيلمة الكذاب، كان معه من الشياطين من يخبره بالمغيبات ويعينه على بعض الامور.
منقول للفائدة