حضور الجن ونطقهم !!
الحمد لله ..
موضوع حضور الجنى على الجسد موضوع شائك ومعقد ، وقد استغرب كثير من الخلق السليم قبل المصاب ( كيف لم ينطق الجنى على فلان أو فلانة ولاينطق على آخرين ؟ ) و ( كيف نطق عند هذا الراقى ولم ينطق عن آخر ؟ ) ودواليك ..
أرواحنا وإن كان الأصل فيها واحد ولكنها ليست على وتيرة واحدة ( قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ) وماالإيمان إلا سمو الروح وارتقائها إلى حد يصبح العبد فيها ولياً من أولياء الله عز وجل الذى من عاداه أذنه الله بالحرب .
فمن كان هذا حاله لايصرعه جنى ولاينطق على لسانه ، وهكذا ..
فإن للناس مزاجات وطبائع قد تتوافق مع الجنى المتلبس فيحكم السيطرة وقد لاتتوافق فتكون الغلبة للإنسى .
ولو رجعنا بذاكرتنا للحالات لوجدتا أن أكثر من يصرع وينطق الجنى على لسانه المرأة .
فمن كانت له شخصية فى سلوكه قوية وثبات فى حياته فلا يصرع ولايتحكم فيه الجنى وإن شعرببعض الأعراض بخلاف من كان على نقيض فى سلوكه .
وإن كان ماقلنا ليست قاعدة مضطردة ولكنه واقع مشاهد .
لحضور الجنى ـ ونقصد الكامل ـ ثلاثة أركان أساسية :
1) المصاب :
فطبيعة المصاب وشخصيته وقوته البدنية وتركيبة جسده ومدى سمو روحه تتحكم فى حضور الجنى على المصاب والنطق على لسانه من عدمه .
2) الجنى :
فمنهم الداهية الخبيث الذى علم خبايا البشر وقدعمر فى الأرض 500 عاماً ودخل فى 100 جسد قبل هذا الجسد ، فهذا يعرف متى يحضر ؟ ومتى ينطق ؟ ومتى يتظاهر بالضعف ؟ ومتى يتظاهر بالقوة ؟ ويقيم الراقى ويحكم عليه من خلال رقيته وهالته وتقواه وصلاحه ؟
ومن الجن من لايعرف التعامل مع الجسد .
وقد يندرج تحت هذا النوع ( الساحر + قوة السحر) .
3) الراقى :
العلم نور من الله يقذفه الله فى قلب العبد ويجرى الشفاء على يديه بإذنه تعالى .
ذهب الشافعى إلى وكيع ابن الجراح ـ وكان شيخه ـ يشكو إليه سوءً فى حفظه ، فنصحه نصيحة نظمها الشافعى فى قصيدة جاء فيها :
شكوت إلى وكيعٍ سوء حفظى .. فأرشدنى إلى تركالمعاصى
وقال اعلم أن العلم نور .. ونور الله لايؤتاه عاصِ
فعلى الراقى أن يتق الله فى نفسه وفى رقيته وفى من طرقوابابه ـ بعد باب الله ـ وأن لايقفل بابه فى وجه مكروب .
فمن كان هذا حاله فعليه بشرط مهم آخر ..
الإخلاص وأن يجعل العمل فى أصله خالصاً لوجهه الكريم .
فمن كان هذا حاله عقدت عليه خناصر الإنس والجن حيث أنه أطاع الله فأطاعوه .
ومن كان هذا حاله ..
أتاه الله العلم والحكمة والخبرة التى تفند له شبه الشياطين وتجعله يقف على مواطن العطب .
وعادة المعالج الفذ لايجاريه الجنى لابحضور ولابكلام إلا نادراً خوفاً من الهلكة على يديه فحضور الجنى ونطقه قد تكون دلالة ضعف وفيه أن الجنى يفقد الكثير من قوته .
والله الموفق لما فيه نفع العباد !
أبو همام الراقى