الحمد لله ..
إذا أراد انسان أن يثبت فكرة ما فليجأ إلى التدليل عليها بما يقنع الناس .
أما أن يقول جربت ونمت وحملت وخرجت فهذه أمور لن يتقبلها الناس إنما يتقبلها طائفة قليلة ممن هو على شاكلة المُجرب الذى قد يكون يعانى من مرض روحانى فاختلط عنده الحابل بالنابل !!
وقد دلل فيه أحد البحّاث على إمكانية وجود جسد أثيرى أو نجمى مطابق للجسد المادى حيث قال :
يقول الدكتور يحيى المحجري :
[[[ .. قال تعالى : ( وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) فكلمة "شيء " تشمل الإنسان والحيوان والنبات والجماد، فوجود الجماد أو المادة في صورة زوجين المادة وقرينها ، ليس قاصرًا على عالم الإنس فقط بما يشمله من البشر والحيوان والنبات والجماد ، بل خلق كذلك عالم الجن بما يشمله من الجن والحيوان والنبات والجماد ، وهذا ثابت عن عالم الجن بما ورد في الكتاب والسنة ، بل جعل من كل شيء زوجين حتى من الجماد والمادة وهذا هو تفسير الشمول التام الذي نراه في الآية : (وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) ... ]]] اهــ . من كتاب " آيات قرآنية في مشكاة العلم
"
قال أبو همام الراقى :
حتى تدليل العقل وإن غاب النقل يوفق بين تأثير جنى صاحب شفافية عالية لايُرى ولايُسمع على جسد فيزيقى بلحم ودم نراه ونمسكه !!
فلا يمنع العقل ولاالنقل ولاالعلم وجود قاسم مشترك بين هذا الجنى الشفاف وبين جسد آخر شفاف قرين لجسدنا المادى !!
وهذا الجسد هو محط السحر ومهبط المس وكافة الأمراض الروحانية .
وليس هناك اختلاف بينه وبين مسارات الطاقة لأن مسارات الطاقة هى جزء من هذا الجسد كما أن عروق الدم جزء من جسدنا المادى !!
وهذه المسائل قد تحارب اليوم ولكنكم ستجدونها مثبتة فى كافة المواقع غداً لأنه لامناص من التصديق بها كحقائق علمية وماتخبط البحاث والرقاة فى إيجاد بعض التفسيرات إلا لجهلهم بمثل هذه الجزئيات أو خوفهم من التعمق فيها ونسوا أن تناسوا أن الحكمة ضالة المؤمن إن وجد فهو أحق بها !!
يقول ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى فى كتابه ( الروح ) :
((( الروح جسم مخالف بالماهية لهذا الجسم المحسوس ، وهي - أي الروح – جسم نوراني علوي خفيف حي متحرك ، ينفذ في جوهر الأعضاء ويسري فيها سريان الماء في الورد ، وسريان الدهن في الزيتون ، والنار في الفحم ، فما دامت هذه الأعضاء صالحة لقبول الآثار الفائضة عليها من هذا الجسم اللطيف بقي ذلك الجسم اللطيف مشابكاً لهذه الأعضاء ، وأفادها هذه الآثار من الحس والحركة الإرادية ، وإذا فسدت هذه الأعضاء بسبب استيلاء الأخلاط الغليظة عليها ، وخرجت عن قبول تلك الآثار ، فارق الروح البدن ، وانفصل إلى عالم الأرواح ))) اهــ .
فالجسد الأثيرى الذى أخبر عنه العلماء بأنه عبارة عن جسد غير مرئى وهو صورة أثيرية للروح التى يحيى بها الإنسان والتى يظهر بها فى أحلامنا سواء كان حياً أو ميتاً ، فتلتقي أرواح الأحياء والأموات كما تلتقي أرواح الأحياء قال تعالى ( الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ) .
إذا الهالة المحيطة ماهى إلا انبعاث لهذا الجسد سلمك الله فلن تستطيعى فصل الهالة عن الجسد الأثيرى وهى امتداد له وتوحى أنهما شيئان متغايران !!
أما مسألة الخروج من الجسد فلم لايتم تحويره أيضاً أنه جنى غادر الجسد بعين النائم ؟!!!
ولم لايحور على أنه كشف منامى وحلم من الأحلام مع تحكم فى الملكات لاسيما أن هناك تجارب أقيمت لمن قالوا بخروج الجسد تم وضع بعض الأشياء فى غرفة النائم دون علمه ولم يستطع رؤيتها أثناء الخروج وقد وصف غرفته التى شاهدها قبل نومه ولم يصف ماوضع له قبل نومه ؟!!!
هل نسى أم لم يجد له عزماً ؟؟
تكلم العلماء عن النفس والروح هل هما مسميان لشىء واحد أم أنهما متغايرتان أم تطلق هذه على تلك وتلك على هذه وهذا يراجع فى مظانه ككتاب " الروح " لابن القيم " وغيره .
والذى عندى أن الجسد الأثيرى هو نسخة الجسد المادى والتوأم له وعليه يعول السحرة والجن وعبره تايتنا الإصابات الروحانية فهو صاحب التأثير الأول والذى بعده يتأر الجسد المادى والذى هو تبع له !!
ولامانع إطلاقاً أن يكون الجسد الأثيرى هو النفس البشرية !!
مصلطح الأمراض الروحية مصطلح متأخر فهو ليس حجة لأنه مبنى على اجتهاد ، وقد صرح غير واحد من العلماء فى كتبه بأن أمراض الحسد والعين هى أمراض من الأنفس الخبيثة .
الجسد الأثيرى هو ذلك القالب الشفاف الذى لانراه والذى هو صورة مطابقة للقالب المادى الذى نراه .
فلو قلنا بتغاير النفس مع الروح لايمنع أن يكون هو الجسد الأثيرى الذى يغادر الجسد عند النوم والذى يؤثر ويتأثر بالأمراض ..
عند مسلم عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ فَقَالَ نَعَمْ قَالَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ اللَّهُ يَشْفِيكَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ .
ولو قلنا بأن النفس والروح مسميان لشىء واحد ـ وهو قول الجمهور ـ فيكون الجسد الأثيرى صورة لهما !!
فالمسألة عند التحقيق غير عند الإطلاق بارك الله فيك .
والله أعلم .
أبو همام الراقى