قد يعطى الله المفضول ( عمر رضى الله عنه ) مالايعطيه للفاضل ( رسول الله صلى الله عليه وسلم ) كما أعطى الخضر عليه السلام العلم ولم يعطه لكليمه موسى عليه السلام .
يقول القرافى رحمه الله فى كتابه " أنواع البروق فى أنواع الفروق " الجز الثانى :
( الفرق الحادي والتسعون بين قاعدة الأفضلية وبين قاعدة المزية والخاصية)
[[ إلا أنه يجوز أن يحصل للمفضول ما لم يحصل للفاضل ، ومن ذلك { قوله عليه السلام لعمر ما سلك عمر وادياً ولا فجاً إلا سلك الشيطان فجا غيره } فأخبر عليه السلام أن الشيطان ينفر من عمر ولا يلابسه ، وأخبر عن نفسه عليه السلام { أنه قد تفلت علي الشيطان البارحة ليفسد علي صلاتي فلولا أني تذكرت دعوة أخي سليمان لربطته بسارية من سواري المسجد حتى يلعب به صبيان المدينة } فلم ينفر الشيطان من النبي عليه السلام كما نفر من عمر وفي حديث الإسراء { أن شيطانا قصده عليه السلام بشعلة من نار فأمره جبريل عليه السلام بالتعوذ منه } وأين عمر من النبي عليه السلام غير أنه يجوز أن يحصل للمفضول ما لا يحصل للفاضل ، ومن ذلك أن الأنبياء صلوات الله عليهم أفضل من الملائكة على الصحيح وقد حصل للملائكة المواظبة على العبادة مع جميع الأنفاس يلهم أحدهم التسبيح كما يلهم أحدنا النفس إلى غير ذلك من الفضائل والمزايا التي لم تحصل للبشر ]] اهــ .
أبو همام الراقى