لو دخلت على عمران بن حصين رضى الله عنه ستجده يصافح الملائكة .. ولودخلت على شيخ طريقة صوفية فى ليبيا سيخبرك أنه يصلى البردين يومياً فى الحرم خلف ماهر المعيقلى ويعود لليبيا تحمله الريح !!
الأول ليس له من هذه الطقوس ولاالرياضات إلا ماشرع الله ولم يكن همه أن يظفر بالاشراقات .. أما الثانى فانكب يبحث عن معجزة يقنع بها مريديه أنه صاحب كرامة .. فهجرالزوجات والطعام والشراب وعشق السهر حتى اسودت عيناه .. وانهمك فى ذكر بدعى بمئات الآلاف .. ونسى قوله صلى الله عليه وسلم " أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا ، أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ ، وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ ، وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ ، فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي " !!
لايستويان حتى تشيب مفارق الغربان !!
فالمشاهدات والمكاشفات والاشراقات لاتُطلب ولايُلهث خلفها بل تأتيك كرامة من الله إذا أخصلت النية له وكان العمل خالصاً لوجه موافقاً لسنة نبيه .. وإلا فأنت عرضة لتدخل النفس والهوى والشيطان ..
هل أدلكم على رياضة تجعلكم من أولياء الله الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون .. ؟
روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: (( قَالَ اللهُ تَعَالَى : مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْء أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُهُ عَلَيْهِ، وَمَازَالَ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَقَدَمَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي َلَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَغْفَرَنِي لَأَغْفِرَنَّ لَهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّه )) !!
تأملوا سلمكم الله :
من أولياء الله .. يحارب الله من أذاك .. سل فتعطى .. استغفر فيغفر لك .. تستعيذ يعيذك !!
هذه لايستطيعها أحد لاصوفى ولابوذى ولاهندوسى .. بل هى لمن آمن بالله واستقام على دينه !!
ولكم فى قصة المكاشفة " ياسارية الجبل الجبل " مع عمر بن الخطاب عبرة وموعظة وعظة .. فلم يختلِ بنفسه وينقطع فى غرفة ويجوع ويتعرّى أويسكن الكهوف وينقطع عماأحله الله ليصل إلى هذا الحال !!
أبو همام الراقى