السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فإن مما تنال به مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة كثرة السجود، وذلك لما رواه مسلم في صحيحه عن ربيعة بن كعب الأسلمي ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت أبيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتيته بوضوئه وحاجته فقال لي: سل فقلت: أسألك مرافقتك في الجنة، قال أو غير ذلك؟ قلت: هو ذاك، قال: فأعني على نفسك بكثرة السجود.
قال النووي في شرح مسلم: والمراد به السجود في الصلاة.
وأما الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: فلا شك في أن من أكثر منها في هذه الدنيا نال خيرا كثيرا وفضلا عظيما، ومن ذلك القرب من النبي صلى الله عليه وسلم في الآخرة، فقد روى البيهقي في شعب الإيمان وغيره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أقربكم مني يوم القيامة في كل موطن أكثركم علي صلاةً في الدنيا.
وفي السنن الكبرى للبيهقي أيضا: أكثروا علي من الصلاة في كل جمعة، فإن صلاة أمتي تعرض علي في كل جمعة، فمن كان أكثرهم علي صلاةً كان أقربهم مني منزلة.
ومنها أنه يكفى همّه ويغفر ذنبه، وذلك لما رواه الحاكم في المستدرك وصححه الذهبي عن أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ربع الليل قام فقال:يا أيها الناس اذكروا الله، يا أيها الناس اذكروا الله، يا أيها الناس اذكروا الله، جاءت الراجفة تتبعها الرادفة، جاء الموت بما فيه، جاء الموت بما فيه، فقال أبي بن كعب: يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك، فكم أجعل لك منها؟ قال: ما شئت، قال: الربع؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: النصف؟ قال: ماشئت، وإن زدت فهو خير لك، قال: الثلثين؟ قال: ما شئت، وإن زدت فهو خير، قال يا رسول الله: أجعلها كلها لك؟ قال: إذاً تكفي همك ويغفر لك ذنبك.
ويكفي الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فضلا أن الله عز وجل أمرنا بها بعد أن أخبرنا أنه سبحانه وتعالى وملائكته يصلون عليه، فقال تعالى: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا {الأحزاب:56}.