8- محبة أهل بيته وصحابته صلى الله عليه وسلم :
إن محبة أهل بيت رسول الله r، ومحبة أصحابه رضي الله عنهم، كل ذلك من محبته r وهي محبة واجبة ، فمن أبغض أحداً من أهل بيت النبي r أو أحداً من صحابته الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، فقد أبغض النبي r لأن محبته مقرونة بمحبتهم .
ولعلي لا أطيل على القارئ الكريم في هذه النقطة لأنني قد شرحت جزءاً منها في الفقرة السابقة لها ولكن هناك بعض الآثار التي تدل على محبة أهل بيته r وصحابته رضي الله عنهم :
1- قال r: (( أنشدكم الله أهل بيتي )) .
2- وقوله r للعباس : ( وهو من أهل بيته ) ، : (( والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله ومن آذى عمي فقد آذاني ، وإنما عم الرجل صنو أبيه )) [ الترمذي وغيره ] .
3- قوله r لأم سلمه : (( لا تؤذيني في عائشة )) [ فتح الباري وسير أعلام النبلاء ] .
4- قول عمر بن عبد العزيز لعبدالله بن الحسن بن حسين : ( إذا كانت لك حاجة فأرسل إلي ، أو اكتب فإني أستحي من الله أن يراك الله على بابي ) .
وهذا من تعظيمه t لأل بيت رسول الله r .
5- وقوله r في صحابته : (( عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ )) [ ابوداود وغيره ] .
6- وقوله r : (( لا تسبوا أصحابي فلو أنفق أحدكم مثل جبل أحد ذهباً ما بلغ من أحدهم ولا نصيفه )) [ البخاري ومسلم ] .
7- قوله r في الأنصار : (( اعفوا عن مسيئهم واقبلوا من محسنهم )) [ مسند أبي يعلى ] .
8- وقال مالك بن أنس : من غاظه أصحاب رسول الله r، فهو كافر لقوله تعالى : [ ليغيظ بهم الكفار ] ( الفتح 29) .
9- وقال عليه الصلاة والسلام : (( اقتدوا باللذين من بعدي أبي بكر وعمر )) [ الترمذي وغيره ] . 9- الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم :
ومن حقه على أمته أن يصلوا عليه كلما ذكر عليه الصلاة والسلام ، قال تعالى : [ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ] ( الأحزاب 56 ) . قال بن كثير في تفسير هذه الآية : [ أي أن الله تعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلي عليه ثم أمر أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع عليه الثناء عليه من أهل العالَمْينِ : العلوي والسفلي جميعاً ] انتهى .
فالصلاة والسلام عليه واجبة على كل مؤمن ومؤمنة لما في ذلك من الأجر العظيم من الله جل وعلا ، ولما في ذلك أيضاً من طاعة لله تعالى عندما أمر المؤمنين بالصلاة والسلام عليه .
ولا يقتصر الإنسان على الصلاة أو التسليم بل يجمع بينهما ، فلا يقول : صلى الله عليه فقط , ولا عليه السلام فقط , هكذا قاله النووي رحمه الله , وقال : إذا صلي على النبي r فليجمع بين الصلاة والتسليم – أي ليقل عليه الصلاة والسلام – مصداقاً لقوله تعالى : [ ياأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ] ( الأحزاب 56 ) . ** حكم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
قال بن حجر رحمه الله في الفتح : [ أما حكمها ـ أي حكم الصلاة والسلام على النبي ـ فما صل ما وقفت عليه من كلام العلماء فيه عشرة مذاهب , أولها : قول بن جرير أنها , أنها مستحبه وادعى الإجماع على ذلك , ثانيها : أنها تجب في الجملة بغير حصر لكن أقل ما يحصل به الإجزاء مرة واحدة ، ثالثها: تجب في العمر في صلاة أو في غيرها وهي مثل كلمة التوحيد ، رابعها: تجب في القعود آخر الصلاة ، خامسها: تجب في التشهد ، سادسها: تجب في الصلاة من غير تعيين المحل ، سابعها: يجب الإكثار منها من غير تقييد بعدد ، ثامنها: كلما ذكر عليه الصلاة والسلام ، تاسعها: في كل مجلس مرة ولو تكرر ذكره مراراً ، عاشرها: في كل دعاء . وذكر بعض العلماء ـ وهو الصحيح ـ أنها تجب مرة واحدة في العمر، وكذلك في المواطن التي يجب الصلاة والسلام عليه فيها .
** ومن أدلة وجوبها ما يلي :
قال تعالى : [ إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ] ( الأحزاب 56 ) .
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله r يقول : ( من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ) [ رواه مسلم ] .
وعن بن مسعود t أن رسول الله r قال : ( أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم علي صلاة ) [ الترمذي وهو حسن صحيح ] .
وعن فضالة بنى عبيد t قال : ( سمع رسول الله r رجلاً يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي فقال رسول الله r: عجل هذا ، ثم دعاه فقال له أو لغيره : إذا صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد الله عز وجل والثناء عليه ، ثم ليصل على النبي ثم ليدع بما شاء ) [ رواه أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وبن خزيمة وبن حبان وهو صحيح ] .
وعن أبي هريرة t قال : قال رسول الله r : (( رغم أنف امرئ ذكرت عنده فلم يصلي علي )) [ الترمذي وهو صحيح ] .
وروى الإمام أحمد عن علي بن الحسين عن أبيه أن رسول الله r قال : (( البخيل من ذكرت عنده ثم لم يصل علي )) [ صحيح ] .
عن أبي هريرة t عن النبي r قال : (( ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم تِرةً ـ حسرة وندامة ـ يوم القيامة ، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم )) [ الترمذي وهو صحيح ] .
3- صدق الاتباع له r ، فلا تتجاوز شريعته ولا تزاد ، ولا ينقص منها شئ فإن الرسول r الإمام في جميع العبادات ، فهو إمام هذه الأمة ومتبوعها ، ولا يحل لأحد أن يتبع سواه إلا من هو مبلغ عن رسول الله r ، بحيث يكون واسطة بين المبلغ له والمبلغ عنه ، ولا يكون له شريعة مستقلة .
الذب عن شريعته r وحمايتها بألا يزيد فيها أحد ماليس فيها ، أو أن ينتقصها أحد ، فيحارب أهل البدع القولية والفعلية والعقدية ، كل حسب بدعته لقوله عليه الصلاة والسلام : (( كل بدعة ضلالة )) [ مسلم ]
5- احترام أصحابه وتعظيمهم ومحبتهم، لأنهم خير القرون فلا يجتمع حب رسول الله r والنصح له ، وبغض أصحابه أو أحد منهم ، فمن سب الصحابة فقد قدح في الدين ، لأنهم هم الذين بلغوا دين الله عز وجل بعد وفاة نبيه r، وفي ذلك قدح لله عز وجل وسب له ، وتشكيك في حكمته تعالى ، فالله جل وعلا قد اختار لنبيه r ولحمل دينه من هم أهل لذلك لأن الله تعالى تكفل بحفظ دينه ، وهيئ له من العلماء من يبلغوه إلى الناس ، فالأمة لا تجتمع على ضلالة . فمن النصح له r محبة أصحابه لأنهم هم الذين بلغوا عنه هذا الدين ، فرضي الله عنهم أجمعين .
فاللهم صلي وسلم وزد وبارك على نبينا محمد ما غرد طير وصاح ، وصلي على محمد ما أظلم ليل وأشرق صباح . 8- محبة أهل بيته وصحابته صلى الله عليه وسلم :
إن محبة أهل بيت رسول الله r، ومحبة أصحابه رضي الله عنهم، كل ذلك من محبته r وهي محبة واجبة ، فمن أبغض أحداً من أهل بيت النبي r أو أحداً من صحابته الكرام رضي الله عنهم وأرضاهم، فقد أبغض النبي r لأن محبته مقرونة بمحبتهم . ولعلي لا أطيل على القارئ الكريم في هذه النقطة لأنني قد شرحت جزءاً منها في الفقرة السابقة لها ولكن هناك بعض الآثار التي تدل على محبة أهل بيته r وصحابته رضي الله عنهم :
1- قال r: (( أنشدكم الله أهل بيتي )) .
2- وقوله r للعباس : ( وهو من أهل بيته ) ، : (( والذي نفسي بيده لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبكم لله ورسوله ومن آذى عمي فقد آذاني ، وإنما عم الرجل صنو أبيه )) [ الترمذي وغيره ] . ** المواطن التي تجب فيها الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
1- وهو أهمها وأكبرها وقد أجمع المسلمون على مشروعيته وذلك في التشهد الأخير في الصلاة،2- وهي ركن من أركان الصلاة الأربعة عشر،3- من تركها متعمداً بطلت صلاته،4- فقد أخرج البيهقي بسند قوي عن الشعبي وهو من كبار التابعين قال: [ من لم يصل على النبي r في التشهد فليعد صلاته ] ،5- وفي ذلك أيضاً حديث فضالة السابق وهو صحيح فليراجع .
6- في صلاة الجنازة ،7- بعد التكبيرة الثانية ،8- فقد ورد في السنة ،9- أنه بعد التكبيرة الأولى : يقرأ الفاتحة ،10- وبعد التكبيرة الثانية : يصلي على النبي r ،11- وبعد التكبيرة الثالثة : يدعو للميت ،12- وبعد التكبيرة الرابعة : ينتظر قليلاً ثم يسلم تسليمة واحدة عن يمينه .
13- في الخطب : كخطبة الجمعة والعيدين والاستسقاء وغيرها .
14- بعد إجابة المؤذن ،15- لما روى الإمام أحمد رحمه الله عن عبدالله بن عمرو بن العاص ،16- أنه سمع رسول الله r يقول : (( إذا سمعتم مؤذناً فقولوا مثل ما يقول ،17- ثم صلوا علي ،18- فإنه من صلى علي صلى الله عليه بها عشراً ...... )) [ صحيح ] .
19- عند ذكره r أو كتابته ،20- لقوله r : (( البخيل من ذكرت عنده فلم يصل علي )) [ الترمذي وهو حسن صحيح ] ،21- وذكر بن حجر في فتح الباري،22- من حديث أبي هريرة مرفوعاً : (( من ذكرت عنده ولم يصل علي فمات فدخل النار فأبعده الله )) [ الترمذي وصححه الحاكم وله شواهد ] .
23- يوم الجمعة وليلتها،24- فعن أوس بن أوس ،25- عن النبي r قال : (( إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة ،26- فيه خلق أدم-عليه السلام- وفيه قبض ،27- وفيه النفخة ،28- وفيه الصعقة ،29- فأكثروا علي من الصلاة ،30- فإن صلاتكم معروضة علي)) قالوا : يا رسول الله : كيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت- أي بليت- قال : (( إن الله قد حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء عليهم السلام )) [ النسائي وصححه الألباني ] .
31- عند دخول المسجد والخروج منه , عن فاطمة قالت : ( كان رسول الله r إذا دخل المسجد صلى على محمد وسلم , وقال : ( رب إغفر لي ذنوبي , وأفتح لي أبواب رحمتك ) وإذا خرجr , قال : ( رب إغفر لي ذنوبي , وأفتح لي أبواب فضلك ) [ رواه الترمذي وصححه الألباني ] .
32- ذكر r والصلاة عليه في كل وقت لقولهr : ( إن لله ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام ) [ رواه أحمد والنسائي وهو صحيح ] .
33- قبل الدعاء وبعده , فالداعي يبدأ بحمد الله والثناء عليه , ثم يصلي على النبي r , ثم يدعو بما شاء من خيري الدنيا والآخره , ثم يختم دعاؤه بالصلاة على النبي r , لما ورد: ( الدعاء بين الصلاتين علي لايرد ) [ أورده الجزائري في هذا الحبيب ] . ولقول عبدالله بن مسعود tإذا أراد أحدكم أن يسأل الله شيئاً فليبدأ بحمد الله والثناء عليه بما هو أهله ثم يصلي على النبيr, وقد ذكرت في حديث سابق أن r سمع رجلاً يدعو ولم يمجد الله ويثني عليه ولم يصلي على النبي r , فقال النبي r: ( عجل هذا ) ثم دعاه النبي r فقال له أو لغيره: (( إذا صلى أحدكم فليبدأ بتحميد الله عز وجل والثناء ،34- ثم ليصل على النبي ثم ليدع بعد بما شاء)) [ حديث صحيح رواه الحاكم وغيره ] .
10- عند كتابة أو قراءة اسمه صلى الله عليه وسلم : بما أن الصلاة على النبي r مشروعة في الصلوات في التشهد ، وغير ذلك من المواضع ، فهي تتأكد عند كتابة اسمه في كتاب أو مؤلف أو رسالة أو مقال أو نحو ذلك ، والمشروع أن تكتب كاملة تحقيقاً بما أمرنا الله به ، وليتذكرها القارئ عند المرور عليها ولا ينبغي عند الكتابة الاقتصار في الصلاة على رسول الله r على كلمة (ص) أو ( صلعم) وما أشبهها من الرموز التي قد يستعملها بعض الكتاب والمؤلفين لما في ذلك من مخالفة أمر الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز بقوله : ( صلوا عليه وسلموا تسليماً ) [ الأحزاب 56 ] ، مع انه لا يتم بها المقصود وتنعدم الأفضلية الموجودة في كتابة ( صلى الله عليه وسلم ) كاملة ، وقد لا ينتبه لها القارئ أو لا يفهم المراد بها ، علماً بأن الرمز لها قد كرهه أهل العلم وحذروا منه .
فقد ذكر بن الصلاح في كتابه علوم الحديث المعروف بمقدمة بن الصلاح : { التاسع : أن يحافظ على كتابة الصلاة والسلام على رسول الله r عند ذكره ولا يسأم من تكرير ذلك عند تكراره فإن ذلك من اكبر الفوائد التي يتعجلها طلبة الحديث وكتبته ومن أغفل ذلك فقد حرم حظاً عظيماً } .
وقد رأينا لأهل ذلك منامات صالحة ، وما يكتبه من ذلك فهو دعاء يثبته لا كلام يرويه .
وقال بن الصلاح : ثم ليتجنب في إثباتها نقطتين :
أحدهما: أن يكتبها منقوصة رامزاً إليها بحرفين أو نحو ذلك .
الثاني: أن يكتبها منقوصة معنى بألا يكتب (وسلم) وروي عن حمزة الكناني رحمه الله تعالى أنه كان يقول : كنت أكتب الحديث وكنت أكتب عند ذكر النبي r ولا أكتب ( وسلم ) فرأيت النبي r في المنام فقال لي : مالك لا تتم الصلاة علي ؟ قال : فما كتبت بعد ذلك r إلا كتبت ( وسلم ) ، وقال بن الصلاح : ويكره كتابة ( عليه السلام ) .
وقال العلامة السخاوي رحمه الله تعالى في كتابه { فتح المغيث شرح ألفية الحديث للعراقي } [ واجتنب أيها الكاتب ( الرمز لها) أي الصلاة والسلام على رسول الله r في خطك بأن تقتصر منها على حرفين ونحو ذلك فتكون منقوصة كما يفعله بعض الجهلة وعوام الطلبة فيكتبون بدلاً من r (ص) أو (صم) أو (صلعم) .
وقال السيوطي رحمه الله تعالى في كتابه تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي : [ ويكره الاقتصار على الصلاة أو التسليم هنا وفي كل موضع شرعت فيه الصلاة كما في شرح مسلم وغيره لقوله تعالى : ( صلوا عليه وسلموا تسليما ) [ الأحزاب 56 ] , إلى أن قال : ويكره الرمز لها في الكتابة بحرف أو حرفين كمن يكتب ( صلعم ) بل يكتبها بكمالها . فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يحافظ على الصلاة والسلام على النبي r في كل وقت وحين ويلتمس الأفضل وما فيه زيادة في الأجر والثواب , وأن يترك الشيطان وتسويله وتهوينه مثل هذه الأمور , التي هي من آكد حقوق النبي r على أمته .
ومواطن الصلاة فيها على النبي r كثيرة ذكرها أهل العلم في كتبهم وسأجمل بعضها :
11- في آخر القنوت .
12- على الصفا والمروة . عند الاجتماع في المجالس .
13- عند الفراغ من التلبية .
14- عند استلام الحجر الأسود في الطواف .
15- عند إلقاء الدروس والمحاضرات والندوات .
16- عقب ختم القرآن .
17- عند القيام من المجلس .
18- عند المرور على المساجد ورؤيتها .
19- عند الهم والغم والشدائد .
20- عند طلب المغفرة والرحمة من الله عز وجل .
21- في أول النهار وآخره .
22- عقب الذنب أو المعصية إذا أراد المذنب أو العاصي أن يكفر الله عنه .
23- عند خطبة الرجل المرأة .
24- عند دخول المنزل .
25- كلما ذكر الله عز وجل .
26- إذا نسي الشيء وأراد ذكره .
27- عند النوم .
28- عقب الصلوات .
29- عند طنين الأذن . كان هذا بعض ماذكره أهل العلم من مواطن ذكره r , وإلاّ فذكره في كل وقت وحين فقد روى مسلم في صحيحه أن النبي r يقول : ( من صلّى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ) فصلوات ربي وسلامه عليه مادامت السموات والأرض قائمتين , وما دامت الشمس والقمر دائبين .
** فوائد وثمرات الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم :
1- امتثال أمر الله عز وجل،2- حيث قال جل من قائل سبحانه ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً ) [ الأحزاب 56 ] .
3- القرب منه r يوم القيامة،4- قال r : (( أولى الناس بي يوم القيامة أكثرهم على صلاة )) [ الترمذي وهو حسن صحيح ] .
5- حصول عشر صلوات من الله على المصلي عليه مرة،6- لقوله r : (( من صلى علي واحدة صلى الله عليه بها عشراً )) [ مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي] .
7- يرفع له عشر درجات .
8- يكتب له عشر درجات .
9- يمحى عنه عشر سيئات : ودليل ذلك ما رواه أبي بردة t : (( من صلى علي من أمتي صلاة مخلصاً من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات ،10- ورفعه بها عشر درجات ،11- وكتب له بها عشر حسنات ،12- ومحا عنه عشر سيئات )) [ صححه بن حبان ورواه النسائي ] ذكره بن حجر في الفتح 12/458 وذكر مثله في تيسير العلي القدير 3/514 .
13- فيها كفاية من الله تعالى لما يصيب الإنسان من هم ،14- ولذلك لما قال الصحابي للنبي r أرأيت إن جعلت صلاتي كلها عليك ؟ قال : (( إذن يكفيك الله ما أهمك من دنياك وأخراك )) [ رواه أحمد وهو صحيح ] .
15- أنه يرجى إجابة الدعاء إذا قدمت قبله وبعده ،16- وقد مر بنا دليل ذلك ،17- في الرجل الذي بين له النبي r ،18- أنه بعد تمجيد الله والثناء عليه ثم الصلاة على النبي r ،19- ثم ليدع بما شاء وفي صحيح النسائي للألباني : (( سمع رسول الله r رجلاً يصلي ،20- فمجد الله وحمده وصل على النبي r فقال رسول الله r : (( ادع تُجب ،21- وسل تُعطه )) .
22- أنها سبب لشفاعة النبي r ،23- عن عبدالله بن عمرو بن العاص،24- أنه سمع النبي r يقول: (( إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ،25- ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشراً ،26- ثم سلوا الله عز وجل لي الوسيلة ،27- فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله تعالى وأرجو أن أكون أنا هو ،28- فمن سأل لي الوسيلة حلت عليه الشفاعة )) [ أبو داود وغيره وهو صحيح ] .
10-أنها سبب لمغفرة الذنوب : قال لرجل النبي r : أفأجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : (( إذن يغفر لك الله ذنبك كله )) [ صحيح ] .
11-أنها سبب لقضاء الحوائج : عن عبدالله بن عمرو بن العاص أن رجلاً قال: يا رسول الله : إن المؤذنين يفضلوننا ، فقال رسول الله r : (( قل كما يقولون فإذا انتهيت فسل تُعطه)) [ أبو داود وقال الألباني حسن صحيح ] .
12-أنها سبب لطيب المجلس وأنه لايعود حسرة على أهله يوم القيامة ، قال r: (( ما جلس قوم مجلساً لم يذكروا الله فيه ولم يصلوا على نبيهم إلا كان عليهم تِرةً يوم القيامة ، فإن شاء عذبهم وإن شاء غفر لهم )) [ الترمذي وهو صحيح]
13-أنها تنفي عن العبد اسم البخل إذا صلى على النبي r عند ذكره ، قال r: (( البخيل من ذكرت عنده ثم لم يصل علي)) [رواه الترمذي وهوحسن صحيح ].
14- أنها نجاة له من الدعاء عليه برغم الأنف إذا تركها عند ذكره r ، قال r: (( رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي )) [ الترمذي وهو صحيح ] .
15- أنها تدل صاحبها على طريق الجنة وتخطي بتاركها عن طريقها ، قالr : (( من نسي الصلاة علي خطئ طريق الجنة )) [ رواه بن ماجة وهو حسن صحيح ] .
16- خروج العبد من الشقاء عندما يصلي على النبي r عند ذكره ، قال r: (( شقي عبد ذكرت عنده فلم يصلي علي )) [ رواه الطبراني ] .
17-أنه يخرج بها العبد من الجفاء ، قال r : (( من الجفاء أن أذكر عند رجل فلا يصلي علي )) [ مصنف عبد الرزاق ] .
18-أنها سبب لعرض أسم المصلي على النبي r وذكره عنده، كما قال r: (( فإن صلاتكم معروض علي )) [ أبو داود باسناد صحيح ] .
19-أنها سبب لصلاة الملائكة على العبد، قال r : (( ما من مسلم يصلي علي إلا صلت علية الملائكة ما صلى علي ، فليقلَّ العبد من ذلك أو ليكثر )) [ صحيح بن ماجة باختصار السند ] .
20-أنها تقوم مقام الصدقة لمن لا يستطيع التصدق لعسرته .
21-أنها سبب لتبشير العبد بالجنة قبل موته .
22-أنها زكاة للمصلي وطهارة له .
23-أنها سبب للنجاة من أهوال يوم القيامة .
24-أنها سبب لرد النبي r على من صلى وسلم عليه .
25-أنها سبب لتذكر العبد ما نسيه .
26-أنها سبب لنفي الفقر .
27-أنها تنجي من نتن المجلس الذي لا يذكر الله فيه ورسوله r .
28-أنها سبب لوفور نور العبد على الصراط .
29-أنها سبب للبركة للمصلي .
30-أنها سبب لنيل رحمة الله تعالى .
31-أنها سبب لمحبة المصلي للنبي r .
32-أنها سبب لمحبة النبي r للمصلي .
33-أنها سبب لهداية العبد وحياة قلبه .
وفوائد وثمرات الصلاة على النبي r كثيرة وجمة ، ولعلي أسهبت في بعضها واختصرت البعض وفيما ذكرت منها وأشرت إليه كفاية بإذن الله تعالى لمن أراد التدبر والتذكر وحصول الفائدة والأجر .