أريد أن أسأل سؤالاً بخصوص كذبة كذبتها على العديد من الناس، وهي أنني اخترعت قصة خيالية إنسانية تؤثر علي المشاعر أنها حدثت لي، وهي أن شخصاً أعلمه قد توفي، وهي لم تحدث، وللأسف تفشت الكذبة، وكبرت، وأصبح العديد من الناس يعرفونها، وأصبح العديد منهم يتعاطفون معي بسببها، فهل أقوم بإعلام الناس أنني كذبت؟ أم يجب علي ستر نفسي لعدم الجهر بالمعصية؟ وكيف لي أن أوقف هذه الكذبة مع العلم أنها لا تضر ولا تنفع أحد؟ وهل إذا أراد الله عز وجل أن أدخل الجنة سيتم سؤالي عنها من قبل الناس الذين أخبرتهم عن هذا الشخص في الدنيا؟ أم ماذا؟ وشكرا.
الإجابــة
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الكذب محرم شرعا، قال النووي: قد تظاهرت نصوص الكتاب والسنة على تحريم الكذب في الجملة، وهو من قبائح الذنوب، وفواحش العيوب، وإجماع الأمة منعقد على تحريمه مع النصوص المتظاهرة، واعلم أن مذهب أهل السنة أن الكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو، سواء تعمدت ذلك أم جهلته، لكن لا يأثم في الجهل، وإنما يأثم في العمد. اهـ. باختصار من الأذكار.
فتجب عليك التوبة إلى الله عز وجل، وذلك بالإقلاع عن الكذب، والندم على ما سلف منه، والعزم على عدم الأوبة إلى الكذب، وأما إخبار من كذبت عليهم بكذبك: فذلك ليس بواجب من حيث الأصل، وليس شرطا في التوبة من الكذب، مادام الكذب ليس فيه مضرة على أحد ـ كما ذكرت ـ وأما الذي يجب فيه تكذيب النفس عند السامعين له: فهو الكذب بشهادة زور، أو ببهتان مسلم ـ باتهامه بما هو بريء منه ـ عند بعض العلماء.
جاء في بريقة محمودية: وتوبة البهتان بثلاث: عزمه على تركه، واستحلاله إن أمكن بكونه حيا حاضرا ولا يؤدي إلى فتنة، وإلا فالدعاء والاستغفار له والتضرع إلى الله تعالى رجاء أن يغفر الله تعالى، وتكذيب نفسه عند السامعين لبهتانه. اهـ.
وفي شرح مطهرة القلوب: ويجب أن تكذب نفسك عند من شهدت عنده عليه بزور، وهل شرطها لقاذف تكذيب نفسه؟ قولان للشافعي ومالك. اهـ.
وقولك: هل إذا أراد الله عز وجل أن أدخل الجنة سيتم سؤالي عنها من قبل الناس الذين أخبرتهم عن هذا الشخص في الدنيا أم ماذا ـ فمادام الكذب الذي كذبته ليس فيه مضرة على المكذوب عليهم فلا حق لهم عليك، وانظر الفتوى رقم: 263269.
والله أعلم.