فتوى حول اختيار الزوجة
السؤال :
هل يجوز إجبار الابن من قبل والديه على اختيار زوجته ؟!
الجواب :
طاعة الوالدين فرضٌ على كل شخص وقد قرنت بطاعة الله تعالى وعبادته، أما الزواج من امرأة معينة حتى وإن كان يعجب بها الزوج؛ فهي سنة وليس فرضاً وفي الشرع الفرض مقدم على السنة، ومن أجل أن لا تنتهي الكثير من الحالات إلى الطلاق، فإنه من الضروري قبل الإقدام على الزواج أن يحاور الشاب أمه ويتعرف على أسباب رفضها للفتاة، ويحاول إقناعها بكلٍ أدبٍ ومنطق، فإن لم تستجب فعليه إن يحاول إقناعها بواسطة من يكون لهم دالة عليها أي ممن تحبهم وقريبين إلى قلبها؛ وإن رفضت فليس للشاب إلا أن يترك هذا الأمر ويتناسى أمر هذه الفتاة .
ومن الجيد معرفة الشاب أن عدم زواجه بالفتاة التي يرغبها ليست نهاية الدنيا، فليست هي الأولى أو الأخيرة على هذا الكون، وبالرغم من أن حبّ شاب لفتاة أمرٌ واقعٌ ونُقرّ به، إلا أن الحب هنا دائماً يكون مبنياً على العاطفة وليس العقل، ومن الممكن أن لا يكون حباً حقيقاً كما أثبت الواقع في كثير من الحالات، وهنا يُستدل بقصة الشاب الذي قدم طاعة زوجته على أمه فغضبت عليه، وعند وفاته ما استطاع أن يتلفظ بالشهادتين حتى رضيت عنه أمه ، وأن بر الوالدين طريق الجنة، وطريق رضا الله تعالى، وسبباً للنجاح والتوفيق في الحياة.
لا يجوز إجباره !
.
وحول المطلوب فعله من الأمهات " على كل أم أن تختار زوجة ابنها بالمواصفات المذكورة سابقاً، وأن لا يكون الاختيار قائماً على مجرد المزاج أو الهوى أو المواصفات التي لا تتفق مع الشرع، وقد دل رسول الله على ضرورة أن ينكح الشاب المسلم صاحبة الدين؛ كي يفوز بالدنيا والآخرة، ومن ثم يبحث بعدها عن الجمال والغنى والحسب والنسب " ، مع عدم جواز إجبار الأم لأبنها على الارتباط بزوجة لا يريدها هو؛ كون الزواج قائماً على الحب والمودة، والمرأة التي يُجبر عليها الزوج قلّما يحبها.
وينصح الأمهات والآباء عند التفكير بتزويج أحد ابناءهم أو بناتهم أن يُدرس الأمر داخل الأسرة دراسة مستوفية، وإخضاعه لنقاش موضوعي مبني على ما ورد في الشرع من مواصفات للزوج أو الزوجة الصالحة في ظل قناعة جميع الأطراف.
والرسالة الأهم إلى الشباب بأن الجمال ليس سبباً للسعادة، فكثير من الجميلات غرهن جمالهن وسقطن في وحل الرذيلة أو تعالين على أزواجهن، وكم من أصحاب الأموال غرتهم أموالهم بارتكاب الموبقات، وكانت أموالهم سبباً في عصيان الله تعالى وجلب غضبه وعقابه في الدنيا قبل الآخرة، فالسعادة تكمن في تقوى الله وطاعته وتوفيقه، ومن وفقه الله تعالى إلى اختيار الزوجة الصالحة هو الذي سيشعر بالراحة والرضا ، وذلك أن الله تعالى يقول " فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ".