Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: مناظرة مع أبى همام الراقى !! الجمعة 26 مايو - 20:49 | |
| مناظرة مع أبى همام الراقى !!
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ ابو همام
هل تعرف ان ماكتبته فى مقالك (اماكن الربط الجن فى الجسد)هو نوع من ترويج لعقائد وثنية وإحياء لفلسفات قديمة جئت بها من ديانات الشرق الملحدة وأسميته علم "الطاقة الكونية" وتزعم فيها تاثير الطاقة الكونية على الانسان. والبست بعض النظريات العلمية و الحقائق الشرعية والنصوص كلباس على جسم ونشرها بين عوام الناس فيعتقدون ان مقالك هذا صحيح هو عمل باطل ..!! فالطاقة المقصودة ليست الطاقة الحرارية ، ولا الكهربائية وتحولاتها الفيزيائية والكيميائية المختلفة سواء الكامنة منها أوالحركية أو الموجية ، وليس كذلك ما يعبر عنه بـ"الطاقة الحيوية الانتاجية" أو"الطاقة الروحية" التي نفهمها من نشاط للعمل والعبادة واحتساب الأجر وعظيم التوكل على الله ونحو ذلك . اريدك ان تتراجع عن ماكتبته فى مقالك هذا وتعلن امام الناس ان ماورد فى هذا المقال لايجوز الاعتقاد به بانتظار ردك
الرد من أبى همام الراقى :
مازال أهل العلم يقبلون ما استفاده البشر من تجارب واكتشافات ، ما دامت نافعة لبني الإنسان ، من غير نكيرٍ بينهم . وهذه العلوم والمكتشفات لا تختص بها أمة عن غيرها ، ولا دين عن غيره ، أما في أمور الدين والاعتقاد فيقال فيها : " إن أحسن الحديث كلام الله ، وخير الهدي هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم " .
والحضارات أو الفكر الوافد من الشرق أو من الغرب لا تأخذ حكماً واحداً ، فهي مفهوم مركب من عناصر عدة ، فلا عجب أن يكون فيها جوانب إيجابية تثمر خيراً ، كما فيها جوانب سلبية تنتج شراً ، وموقف كل مسلم بل كل عاقل ـ أن يأخذ بالخير ، ويرحب به ، ويستفد منه، وأن يتجنب الشر ، ويحذر منه .
ولازال أهل العلم ينقلون عن الأطباء القدماء كجالينيوس وأبقراط صاحب " الطب الكنهوتى " الذى لقب بأبى الطب فى زمانه والذى استطاع أن يفصل الطب عن الفلسفة الدينية والذى ينقل عنه ابن القيم بعض أقواله فى الطب فى كتابه ( الطب النبوى ) .
وبما إن جل الأمراض الروحانية أمراض لاتخضع لأشعة ولاتقهرها تحاليل ولاعقاقير كيميائية ولاتظهر فى أشعة والتعامل معها ليس كتعامل الأطباء مع الأمراض العضوية ، ولو أنفق أحدنا كل ماعنده من مال وجاب الدنيا طولاً وعرضاً قد لايصل إلى حد الرضا عن حاله ومآله من جراء سحر أو مس أو عين ، وبما أن هذه الأمراض ـ كغيرها ـ تصيب الروح ثم تنتقل للجسد ، فلزم علينا دراسة روحاً وجسداً من منظور علمى فى حدود المسموح به من الدين دون أن نشطح بخيالنا ونأتِ بما لم ينزل الله به من سلطان .
قد وجدنا فى الطب القديم كالطب الهندى والصينى فوائد أخضعناها للتجربة والتتبع والاستقراء وأشبعناها تثبتاً وتروياً وعرضناها على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فأخذنا بالسمين الذى لايخالف الدين وتركنا الغض وحذرنا منه ، والذي أخذناه منهم جردناه من الفلسفات الشركية والاعتقادات الدينية الهالكة وجعلنا منه نبراساً يضىء لنا مسيرتنا فى حرب الشيطان وحزبه وهذا من باب الجهاد فى سبيل الله تعالى ، فكثير من الناس وجل الرقاة والمعالجين والمصابين يتداووا ويداووا بأمور حسية وبطرق الأصل أنها مباحة ولكن لايعرفون لما نفعت هذه الطريقة ولم تنفع الأخرى ، ولايعرف ليش يضغط على لمعدة فينجح وغيرها لا ؟ وليش يضغط على إصبع القدم يحضر الجنى وغيره لا ؟ وليش يضغط على موضع الحاجبين فيتأثر المصاب ويشعر بحرارة ؟ ولايعرف كيف يدخل الجنى فى الجسد وكيف سيخرج ؟ أو لما تهتز القدم ولماذا الرعشة فى اليد ؟ ولماذا ألم الأصابع ؟ ولماذا هذا استفرغ وذاك لا ؟ ولماذا هذا نطق على لسانه جنى وذاك لا ؟ وكيف نطق ؟ إلى آخر السلسلة الطويلة من الأسئلة التى نحاول أن نجد لها إجابة .
فوجدنا عند الأقدمين معلومات أفادتنا كثيراً فى معرفة هذا أو ذاك والوقوف على موطن العلة وكيفية حدوثها وماهة العلاجات الأنجع والأنفع لها فى وقت كثر فيه المرضى وقل فيه الرقاة وليس معاناة الشعبين السعودى والكويتى وبقية الخليجيين والمغاربة عنا ببعيد !!
البدو في الصحراء وكبار السن في بعض القرى يستخدمون العلاج بالكي وأنهم ينجحون في علاج بعض الأمراض التي يعجز الطب الحديث عن علاجها ، والغريب أنهم يكوون على مسارات الطاقة الصينية والمناطق الانعكاسية من غير أن يعلمون عنها شيئاً ، كأن يكوون الموضع بين الخنصر والبنصر لمرض أبو صفار وأسفل القدم للروماتيزم ..الخ ، ونجد أن للحجامة أكثر من ثمانين موضع فى الجسد هى ـ تقريباً ـ مواضع طب الإبر الصينية .. فتأمل !!
فالعلاجات قديمة المنشأ حديثة الانتشار كالعلاج بالإبر الصينية والعلاج بالأحجار والعلاج بالروائح الطيبة الزكية والعلاج بالتدليك أو الضغط والتربيت على مواضع معينة هى علاجات أثبت نعفها فى مجال الأمراض العضوية واستفاد منها العالم منذ 1913 وحتى الآن ، وقد اخترعت أجهزة لتصوير وقياس لبعض ماجاءت به هذه العلوم كالهالة أو المجال المغناطيسى للجسد وغيرها ، فأصبح الموضوع علمى بحث ، ودورنا كبحّاث ومعالجين أن نصبغها بصبغة علاجية من نوع آخر وهى تسخيرها فى علاج المس والسحر والعين وإبطال السحر والضغط على العارض ومعرفة زواياه وخباياه وهذا هو المرض الروحانى الذى هو أصل المرض العضوى وهذا مالا تمنعنا منه شريعتنا السمحة إذا كان مستندنا كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، فيجوز للمسلم أن يتداوى بكل شيء إلا ما خصه الدليل بالمنع كالمسكرات ، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله جعل لكل داء دواء ، فتداووا ولا تتداووا بمحرم ) رواه أبو داود ، والأدوية غير منحصرة في دواء معين ، فقد جاء أعرابي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله أي الناس خير ؟ قال : ( أحسنهم خلقاً ) ، ثم قال : يا رسول الله أنتداوى ؟ قال : ( تداووا فإن الله لم ينزل داء إلا أنزل له شفاء ، علمه من علمه ، وجهله من جهله ) رواه أحمد .
وليس من الصواب الاعتقاد بأن ما ورد في الكتاب والسنة يغني عن الاستفادة من خبرات الأمم السابقة التي لا تتعارض مع أصول الدين الإسلامي ، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لقد هممت أن أنهي عن الغيلة ، ولكني نظرت فإذا فارس والروم يغيلون ولا يضر أولادهم ) رواه مسلم .
فقد بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم إباحة الغيلة وترك النهى عن خبرة وتجارب لأمم سابقة من هذه الأمم من كان يعبد النار ولايجعلها تخبت !!
والآن هناك علاج منتشر فى العالم الغربى انتشار الهشيم وهو مايعرف بالعلاج ( باللمسة ) وهذا العلاج قائم على تمرير اليد على بعد سنتيمرات من جسد المريض لدقائق أو وضعها مباشرة ، وللأسف هذا العلاج كان متبعاً عند المسلمين الأوائل وهو علاج نافع ناجع وقد عالج به أهل الطب القديم ، فقد روى مسلم فى صحيحه عن عثمان ابن أبى العاص الثقفى أنه شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعاً يجده فى جسده منذ أسلم فقال له : ( ضع يدك على الذى تألم من جسدك ، وقل بسم الله ثلاثاً ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ماأجد وأحاذر ) غضضنا الطرف عنه ولم نطبقه وتلقفه الغرب فجعلوا منه معاهد ومدارس لتعليم هذا النوع من العلاج والله المستعان .
و قبل أن أنهى وجودى فى هذا الموضوع أحب أن أضيف بعض الأمور :
1 ) لننظر إلى العلم كعلم وليس إلى البيئة التي نشأ فيها ، لأن العلم نستطيع أسلمته وإضفاء عليه الصبغة الشرعية وتكييفه مع قيمنا وسلوكنا الشرعيين .
ولو سألنا :
ماحكم لعبة الكونغ فو أو الكاراتيه أو التايكواندو ؟
الجواب :
هى رياضات للدفاع عن النفس ولايوجد مايمنع شرعاً من مزاولتها .
فنقول : هى ذات أصول وثنية وإلحادية ولازالت تحيى فى معابد الصين الذى أوصانا الأخ بزيارتها .
ومع ذلك قبلناها لأن فيها جانب مفيد بعد أن حذفنا منها مايضاد عقيدتنا الإسلامية كالإنحناء للخصم قبل وبعد المباراة وهذا لايجوز إلا الله !!
2) الحق يؤخذ ممن كان إذا رأيناه حقاً بغض النظر عمن أخذنا هذا الحق ، وأن نقول أن هذا فيه خير ولو كان كافراً أو من كافر أمر لامحظور فيه .. ففي يوم بدر عندما رأى روس الله صلى الله عليه وسلم عتبة بن ربيعة بين المشركين على جمل أحمر قال: " إن يكن في أحد من القوم خير فعند صاحب الجمل الأحمر " !!
3 ) لو تعاملنا بهذا المنظر الحاد فى استقبال العلوم فإننا سنتخلف ـ رغم تخلفنا ـ وسنخسر كثيراً .
فدراسة الذرة والنواة والمعادن والهندسة والتقنية و.. و ... القائمون عليها كفرة ملحدين ومصادرها من كفرة ملحدين ومع ذلك لم نقبل منهم فى الجامعات والمعاهد فى الخارج والداخل إلا العلم الذى نريده ويوافق معتقدنا !!!
4 ) نتمسك بالأثر الشرعي المعروف وهو القاعدة الشرعية " الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق بها وهو أولى بها " وأضيف على ذلك قول الحق سبحانه وتعالى : ( يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم ) ، فإذا وجد هذا الشرط القول السديد وتقوى الله سبحانه وتعالى فلا خوف بعد ذلك لأن هذا من صلاح العمل !
5 ) نحن نستخدم هذه العلوم فى باب الطب والأصل فيه الإباحة ولابأس بالرقى مالم تكن شركاً ، فقد كان هناك رقى فى الجاهلية ومع ذلك أقرها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يقل " لارقى إلا بعد الإسلام " !
6 ) من علم حجة على من لايعلم ، فإن جائنى العلم وصدقتنى التجربة وظهر النفع ، فلست بحاجة إلى وصىّ لايعلم ولايريد أن يعلم ولم يجرب ولايريد أن يجرب .
هذا ماكان منى حول هذا الأمر !
والله أسأل أن يجمعنا على موائد العلم النافع والعمل الصالح !! |
|