ما حكم استخدام طريقة الأرنب الهندي في كشف الحظ ؟
وأرجو افادتي عن طريقة تستخدم في بعض الدول العربية والإسلامية في كشف الحظ بواسطة الأرنب الهندي...
وجزاكم الله خيرا ..
أختكم في الله
أبو البراء
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
بخصوص سؤالك أختي المكرمة ( فداء الإسلام ) حول موضوع استخدام الأرنب الهندي في بعض الدول العربية والإسلامية لكشف الحظ ، وفي حقيقة الأمر فإن هذا الأسلوب قد شاع استخدامه في معرفة الحظ والطالع في بعض البلاد الإسلامية ، ومختصر هذه الطريقة يعتمد على استخدام ( الأرنب الهندي ) بحيث يقوم الأرنب باختيار طالع الرجل أو المرأة من على منصة تحتوي على أوراق كثيرة وتتضمن هذه الأوراق أمور متعلقة بالحياة الزوجية والعملية وكافة شؤون الحياة 0
وهذا مما لا شك فيه عمل لا يجوز شأنه شأن الأبراج والطالع والكف ، وهذا يتعارض مع عقيدة ومنهج المسلم ، فالمؤمن يلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ويتخذ الأسباب الشرعية والحسية التي تعينه على قضاء حوائجه ، والذي يعتقد أن الأبراج أو قراءة الكف أو طريقة الأرنب الهندي تتكلم وتتحدث عن الغيب ، فهذا في خطر عظيم ، لأن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، يقول تعالى في محكم كتابه : ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ) ( سورة الأنعام – الآية 59 ) 0
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( إن أخذ الأجرة ، والهبة ، والكرامة ، على التنجيم ، والضرب بالحصى حرام على الدافع والآخذ ، ويجب على ولي الأمر منعهم ، ويجب على كل قادر السعي في إزالة كل ما يعينهم على ذلك ، ويحرم على النظار والوكلاء والملاك ، إكراء الحوانيت المملوكة أو الموقوفة أو غيرها لهؤلاء الكفار والفساد بهذه المنفعة ، ويجب أن يمنعوا من الجلوس في الحوانيت والطرقات ، أو دخولهم على الناس في منازلهم ، والقيام في ذلك من أفضل الجهاد في سبيل الله ) ( مجموع الفتاوى – باختصار – 35 / 94 ، 97 ) 0
سئل العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان على كافة الطرق التي تدعي علم الغيب فأجاب - حفظه الله - : ( كل هذه من الكهانة والشعوذة قراءة الفنجان والكف والأبراج التي تنشر في الجرائد كلها من ادعاء علم الغيب ، فهي كهانة ، والكهانة نوع من السحر ، كلها أعمال باطلة : الكهانة والسحر والعيافة وطرق الحصى وضرب الودع ونثر الودع كلها من أنـواع الباطل وادعاء علم الغيب والتدجيل على الناس لإفساد عقائدهم ) ( المنتقى من فتاوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان – 2 / 137 ) 0
فمن فعل ذلك فعليه النوبة النصوح إلى الله عز وجل ، والإقلاع عن هذا الأمر ، ومن أصر عليه واعتقد به بعد بيان الحق له ، فهذا قد كفر بالله عز وجل لأنه قد ( أنكر ما هو معلوم من الدين بالضرورة ) ، وعلم الغيب مما أختصه الله بعلمه سبحانه وتعالى فهو أنكر هذا الأمر على الله سبحانه وتعالى ، فنسأل الله العفو والعافية في الدنيا والآخرة ، وأن يبصرنا في ديننا إنه سميع مجيب الدعاء 0
وأهلاً بك أختي ( فداء الإسلام ) بين إخوتك وأخواتك في منتدى الكلمة الطيبة ، مع تحياتي وتقديري لك 0
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0
أخوكم / أبو البراء