لانطوائي شخص يتصف بالحيوية والنشاط عندما يكون وحيداً، ويفتقد لذلك عندما يكون بين الناس. وهو ليس شخصاً خجولاً كما يعتقد البعض، فالشخص الخجول عادة يتصف بالخوف والعصبية والقلق، وينتج الخجل عن الإحساس بالتهديد والخوف من قبل أشخاص أو أوضاع معينة، وقد يكون المنفتحون (عكس الانطوائيين) خجولين، بل ان أكثر المنفتحين خجولون.
والانطوائيون أكثر ما يهتمون بالعالم الداخلي للعقل. ويحبون التفكير، واستكشاف أفكارهم ومشاعرهم. ويتجنبون التواصل مع الآخرين لأنه يستنزف طاقاتهم، حتى لو كان لديهم مهارات اجتماعية جيدة. وعندما يقضون وقتا مع الآخرين فإنهم يحتاجون وقتاً لاستعادة طاقاتهم. وما يميز الشخص الانطوائي عن الشخص المنفتح هو رد فعل كل منهما على الأوضاع الاجتماعية. فبينما تزدهر حياة الشخص المنفتح بالتفاعل الاجتماعي ويحصل على مزيد من الطاقة، فإن الانطوائي عكس ذلك تماماً حيث يفقد الطاقة.
وعندما يرغب شخص انطوائي بالبقاء وحيداً فإن ذلك ليس مؤشراً على الاكتئاب. بل يعني أنه بحاجة إما لاستعادة طاقته، أو أنه يحتاج بعض الوقت ليكون مع أفكاره الخاصة. فوجوده مع الآخرين، حتى لو كان يحبهم ويرتاح معهم، يمنعه من الرغبة بالتفكير بشكل استقرائي. وهذا لا يعني أن الشخص المنطوي لا يدخل في حوارات عادية، رغم أن حديثه دائماً حول الأفكار والمفاهيم، وليس حول ما يعتبره مسائل تافهة من الأحاديث الاجتماعية البسيطة.
وغالبا ما يعتقد المنفتحون أن هناك شيئاً خاطئاً في شخصيات الأشخاص الانطوائيين. وهذا ليس صحيحاً أبداً، فالانطوائي ليس معادياً للمجتمع، وليس مختلاً عقلياً. على العكس من ذلك. فإن الانطوائي يستمتع بصحبة الآخرين، وهو شخص محبوب، خاصة أولئك الانطوائيين الذين يتصفون بسرعة البديهة، والحس المرهف، وبعد النظر.
فما هي صفات الشخص الانطوائي؟
1- مستمع جيد، لديه عدد قليل من الأصدقاء المقربين.
2- يعطي الآخرين طاقة.
3- يحب الذهاب إلى غرفته وإغلاق بابه للقراءة مثلاً.
4- قد يشعر بالتعب بعد التواصل الاجتماعي الذي يتطلبه التفاعل مع الآخرين في المدرسة، فيحتاج لبعض الوقت وحده لاستعادة حيويته وطاقته.
5- لا يحب العمل الجماعي، ولا يحب المشاركة في الصف، ويتواصل مع الأوضاع الجديدة ببطء.
6- لا يتعلم بالتكرار بصوت مرتفع.
7- يحب الربط بين الأمور، ويصر على تحويل المعلومة إلى معرفة، ويحب أن يعرف عن التوقعات قبل فترة طويلة.
8- علاقته قوية بمكانه وأشيائه.
9- يعاني من الإحساس بالمهانة إذا اقترف خطأ أمام الآخرين.
10- انفعالي وله شخصية خاصة وشخصية عامة.
11- يقول ما يعنيه ولا يحب أن يتكلم إلا إذا كان كلامه مهماً، ويكره الكلام البسيط، ويفضل الكتابة على الكلام، ولا يحب الحديث على الهاتف، ويتحدث بهدوء، وفي بعض الأحيان يبدو كأنه يبحث عن الكلمات.
الأسباب
1- معاملة الطفل بقسوة ومعاقبته باستخدام العنف اللفظي والجسدي.
2- المشاجرات والمشاحنات الدائمة والصراخ داخل البيت.
3- تحميل الطفل أعباء ومسؤوليات اكبر من طاقته.
4- مرور الطفل بتجربة قاسية مثل فقدان عزيز .
5- عدم حصول الطفل على الحب والحنان والرعاية الكافية.
لمساعدة الطفل الانطوائي
من المهم تخصيص غرفة خاصة له إذا كان ذلك ممكناً. وإذا لم يكن ذلك ممكناً، يخصص له ركن من المنزل.
تجنب الضغط على الطفل للمشاركة في النشاطات الاجتماعية، وفتح المجال له لمراقبة الوضع ليقرر إذا كان يريد المشاركة أو لا، والسماح له لقراءة كتاب أو اللعب بهدوء بدلاً من ذلك.
عدم السماح للآخرين بمضايقته لأنه هادئ ومتحفظ أو فرض تصرفات معينة عليه خاصة عندما يكون صغيراً ولم يتعلم بعد كيف يؤكد ذاته هادئاً ومتزناً. يمكنك بهدوء توضيح أن طفلك يفضل أن يلعب وحده في بعض الأحيان وان هذا سلوك طبيعي تماماً.
وقد يرغب الأشخاص المنفتحون في البيت ممارسة نشاطاتهم اليومية ومشاهدة التلفزيون مما قد يخلق الكثير من الفوضى والحركة في المنزل، ويمكن لهذه الأشياء أن تكون مدمرة للطفل الانطوائي، لذلك يجب توفير بضع ساعات من الهدوء.
إعطاء الطفل الفرصة للمشاركة في أنشطة فردية تساعده على تدريب العقل والجسم. فبإمكان الطفل الانطوائي التفوق في رياضة فردية، أو هواية الموسيقى، أو دمجه في ممارسة عمل يكتسب منه المال ويتعرف على مسؤوليات العمل دون الحاجة إلى الدخول في حالة من الفوضى.
تشجيعه على تكوين صداقات عندما يحس بحاجته إليها وعادة ما يميل الطفل الانطوائي إلى تكوين عدد محدود من الصداقات.
منحه الفرصة لتعلم المهارات الاجتماعية (الجميع بحاجة لها)، ولكن بدون الضغط عليه ليكون شخصاً اجتماعياً.
السماح له بالقراءة أو متابعة الأنشطة الأخرى الفردية في أوقات فراغه إذا كان هذا ما يختاره.
ممارسة الضغوط على الطفل الانطوائي للتحول إلى شخص منفتح غير مجدية، وسوف تحبط الأهل، وتخنق نمو الطفل كشخص ذكي جداً ومبدع.
عدم مقارنته مع الآخرين. فعموماً لا يجب مقارنة الأطفال بعضهم ببعض. فلكل شخص سماته المميزة ومواهبه الخاصة، فالمقارنات تضر أكثر مما تنفع.
يجب أن نقبل أطفالنا كما هم، ومواجهة الطفل للصعوبات سواء في البيت أو المدرسة يستدعي مساعدتنا بأن نشعره دائماً انه موضع محبتنا ورعايتنا مهما كانت الظروف، فهذا ينمي شعوره باحترام الذات والثقة بالنفس. ومن المهم أن ندرك ويدرك الطفل الانطوائي انه يملك مواهب متميزة ذات قيمة عالية له ولأسرته وللآخرين.