يبين تقرير جديد أن المضادات الحيوية قد تكون مسؤولة عن تفشي الإسهال بين الأطفال، التقرير الصادر من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، ويحدث المرض عن طريق عدوى تسمى المطثية العسيرة Clostridium difficile. أما السبب في المشكلة هو أن المضادات الحيوية تؤثر على التوازن الدقيق بين الكائنات الدقيقة الطبيعية في الجهاز الهضمي البشري والمعروفة باسم البكتيريا الحميدة. العديد من هذه الكائنات الدقيقة هي المسؤولة عن ضمان الهضم الصحي وحماية المعدة، والأمعاء، والأعضاء الحيوية الأخرى. ولكن المضادات الحيوية تقوم باستهداف جميع أنواع البكتيريا في الجسم سواء الحميدة أو تلك المسببة للمرض، وتكون النتيجة هي الإصابة بالمطثية العسيرة أو عدد من الأمراض الأخرى التي تستهدف المعدة والأمعاء.
وأشار مدير مركز السيطرة على الأمراض الدكتور توم فريدين أنه عندما توصف المضادات الحيوية بشكل غير صحيح، يتم تعريض الطفل دون داعي لمخطر صحية مثل المطثية العسيرة والالتهابات بالإضافة الى مقاومة الجسم للمضادات الحيوية.
وتظهر الدراسة التي أُجريت بواسطة المركز الأمريكي لمكافحة الأمراض أن ما يقرب من ثلاثة من كل أربعة أطفال من الذين أصيبوا بعدوى المطثية العسيرة قد عولجوا بالمضادات الحيوية في الأسابيع التي سبقت الإصابة بالعدوى. في كثير من الحالات، تم وصف هذه المضادات الحيوية للمساعدة في شفاء التهاب الأذن الوسطى، والجيوب الأنفية، أو التهابات الجهاز التنفسي العلوي.
المطثية العسيرة ليست نادرة، ولكن هذا لا يجعلها غير خطيرة، ويقول مركز السيطرة على الأمراض أن هناك ما يقرب من 250،000 اصابة سنويا، وتُوفي منها 14،000 حالة. بالإضافة الى أن معدلات الإصابة حالياً أعلى مما كانت عليه في اي وقت مضى. ويقدر أن يتم إصابة واحد من كل 17 أطفال بها هذا العام.
ويقول الدكتور لوري هيكس من مركز السيطرة على الأمراض، أن الوقت قد حان لكي يفكر الأهالي والأطباء بشكل مختلف حول إعطاء المضادات الحيوية للأطفال، فالمضادات الحيوية ليست دائماً هي الحل. وإنني أحث الآباء للعمل مع طبيب طفلهم للعثور على أفضل علاج لشكوى الطفل بعيداً عن المضادات الحيوية، فكثيراً من الأحيان يتطلب الأمر إعطاء الطفل أدوية للتخلص من أعراض المرض دون الحاجة الى وصف مضاد حيوي.