أشارت دراسة حديثة إلى أن اعتقادنا أن تناولنا وجبة طعام أكبر مما هي عليه في الواقع قد يسهم في كبح شهيتنا للمزيد، إذ أن الحضور الذهني أثناء تناول الطعام يسهل عملية التحكم في نوع الطعام وكميته. وبحسب الدراسة التي نشرت في دورية “بلوس وان” الخاصة بالبحوث والدراسات الأكاديمية المتعلقة بالصحة العامة فإن العينة التي طبقت عليها الدراسة شملت مئة رجل وامرأة طلب منهم تناول وجبة حساء بعضها قدم في أوعية كبيرة الحجم، فيما تناول النصف الآخر من أفراد العينة نفس الحساء ولكن في أوعية من الحجم الصغير، وعمدت التجربة إلى إضافة كميات غير متساوية من الحساء في الأوعية الصغيرة والكبيرة من دون أن يدرك المشاركون في الاختبار ذلك.
وتبين بعد مرور بعض الوقت على تناول الوجبة أن الأشخاص الذين تناولوا حصتهم في وعاء صغير من الحساء شعروا بالجوع مجدداً بصورة أسرع من أولئك الذين اعتقدوا أنهم تناولوا وجبتهم في الأوعية الكبيرة الحجم بصرف النظر عن كمية الحساء الموضوعة في الوعاء في كلا الحالتين.
وهذا يعني أن شعورنا بالجوع في الفترة الممتدة بين الوجبات الرئيسية للطعام لا يتعلق بنوع وكمية الطعام الذي تناولناه في هذه الوجبات بل أن العامل النفسي يلعب دوراً كبيراً في هذا الخصوص.
ومن ناحيته يقول جيف برونستورم الباحث في جامعة بريستول “يجب أن نضع الأولوية لكمية الطعام المتناولة في الوجبة الواحدة”. كما أن الظروف النفسية التي ترافق وجبة الطعام تلعب دوراً مساعدا في التحكم في الكمية المتناولة. وكان برونستورم قد أشار في دراسة سابقة إلى أن تشتيت انتباه الشخص أثناء تناوله الطعام يقلل من تركيزه ويسهم في تشويش ذاكرته فيما يتعلق بكمية الطعام التي تناولها وبالتالي يسرّع شعوره بالجوع لاحقا. ولهذا يشدد الباحثون على ضرورة أن يتمتع الفرد بذاكرة قوية عما يكون قد تناوله من طعام، ولتحقيق هذا الشرط ينصح بترك عادة تناول الطعام أمام شاشة التلفاز أوالكمبيوتر.
وترى لورين أنيسز، المتخصصة في برامج تخفيض الوزن في نادي “فيرجن آكتيف” الصحي في لندن، أن التحكم في كمية الطعام المتناولة هو الجزء المهم في أي حمية غذائية منخفضة السعرات، فالطبق المليء بالطعام يفقد المرء التحكم في كمية الطعام الواجب تناولها ويدفعه إلى التهام كل ما يحتويه الطبق، ولهذا ينصح بوضع كمية قليلة في الطبق الواحد عند البدء في تناول الطعام وفي حالة الرغبة في المزيد يمكن إضافة كمية أخرى وبمرور الوقت يمكن للمعدة أن تعتاد وتتأقلم مع الاحجام الصغيرة من الطعام، كذلك فإن التنويع في شكل ونوع الطعام يلعب دوراً مهماً في ذلك؛ فالوجبة التي تحتوي على تشكيلة كبيرة الحجم متنوعة الألوان من الخضراوات يمكنها أن تشغل النظر عن كمية النشويات واللحوم القليلة في الطبق الواحد وهذا يسهم في الإيحاء بالشبع.