البلهارسيا مرض طفيلي ينتج عن اصابة الإنسان بديدان البلهارسيا و هى ديدان طفيلية تعيش فى المياه الراكدة أو المستنقعات و هو مرض لا يعد قاتلا إلا أنه يؤدى إلى سرعة استهلاك جسد المصاب ، و قد سميت بهذا الاسم نسبة إلى تيودور بلهارس مكتشف هذا المرض سنة 1851 م يأتى مرض البلهارسيا بعد مرض الملاريا من حيث الطفيليات ذات الأهمية من الناحية الاقتصادية و الصحية و الاجتماعية التي تؤثر على المجتمع في المناطق الحارة
، يوجد 5 أنواع من طفيل البلهارسيا التي تصيب الإنسان من أهمها :
< البلهارسيا الأمعائية mansoni وهي تصيب الكبد بالتليف .
< البلهارسيا البولية haematobium وهي تصيب المثانة بالتليف وتعرضه لسرطان المثانة و الفشل الكلوي
دورة حياة البلهارسا
تخترق الطفيلية جلد الإنسان و من ثم تبدأ طور حياتها الآخر بإفراز بويضاتها بكميات كبيرة تترسب في الكبد و المثانة مسببة تليفا فيهما ، و تخرج هذه البويضات مع فضلات المريض ، فإذا تبرز المريض بجوار مصدر مائي راكد ، فتفقس البويضات عن يرقات تنمو و تكبر لتكتمل دورة حياتها لتصيب إنسان آخر لامس جلده هذه المياه
كيفية الاصابة بالمرض
الإصابة بالبلهارسيا لا تنتج عن شرب الماء الملوث بالسركاريا، على عكس الاعتقاد السائد عند العامة، ففي هذه الحالة تموت السركاريا تماما نتيجة حموضة المعدة، ولكن طريق الإصابة يأتي عن طريق الاستحمام أو الوقوف مدة طويلة في البرك والمستنقعات أو المياه الراكدة، أو الأجزاء الساكنة من الماء، وهكذا يجد طور "السركاريا" طريقه إلى الإنسان عن طريق أي تشقق جلدي خصوصا بين أصابع الأقدام، في خلال ربع ساعة تخترق الجلد و منه للأوعية الدموية حيث تفقد ذنبها (ذيلها) ويحملها تيار الدم عبر الأوعية الدموية للنصف الأيمن من القلب ثم الرئة، وتتحول لما يسمى الدودة الصغيرة وتستمر في رحلتها العجيبة داخل جسم العائل مخترقة أنسجته المختلفة ومسببة للعديد من الأضرار في حوالي 5 أيام، ثم تنطلق حسب نوعها إلى الكبد أو المثانة عبر شرايين الدم ، وتبدأ في إفراز البيض بكميات كبيرة مما يسبب التليف
اليرقان
حالة اليرقان ، أو الصفار، إحدى علامات مجموعة من الأمراض. وهي تحصل نتيجة لارتفاع نسبة مركب « بيلوروبين » في الجسم. وهو ما يُؤدي إلى تراكم هذه المادة الصفراء اللون في الجلد والأغشية المخاطية وفي بياض العين. ولذا يبدو لون جلد المُصاب باليرقان أصفر، كما يبدو بياض عينيه أصفر اللون.
ومركب «بيلوروبين» هو مادة تنتج عادة من عملية تكسير وتفتيت مركب الهيموغلوبين . ومعلوم أن مركب الهيموغلوبين موجود في خلايا الدم الحمراء، ويقوم بعملية نقل الأوكسجين. ومتوسط عمر خلية الدم الحمراء هو حوالي 3 أشهر.
وفي كل يوم، يقوم الجسم بإنتاج خلايا دموية جديدة، كما يقوم بالتخلص من حوالي 1% من خلايا الدم الحمراء التي بلغت «سن التقاعد». ويتم التخلص من خلايا الدم الحمراء في الكبد، عبر تفتيت تلك الخلايا الدموية، وتفتيت محتواها من مركبات الهيموغلوبين. ونتيجة لتفتيت الهيموغلوبين، تنتج مادة « بيلوروبين » الصفراء اللون.
ويتخلص الجسم من مادة « بيلوروبين » عبر إخراجها مع عصارات المرارة، وصولاً إلى البراز، ومن ثمّ إلى خارج الجسم. وحينما ترتفع وتيرة عمليات تكسير وتفتيت خلايا الدم الحمراء، تتجمع في الجسم كميات كبيرة من مادة «بيلوروبين»، ولا يستطيع الجسم التخلص منها عبر البراز. ما يُؤدي إلى ارتفاع نسبة مادة «بيلوروبين» في الدم. وبالتالي ظهور حالة اليرقان. وهو ما يحصل نتيجة نقل دم غير مناسب لفصيلة دم الشخص، أو الإصابة بعدوى الملاريا، أو وجود صمام صناعي في القلب لا يعمل بطريقة سليمة، أو وجود أحد أمراض فرط نشاط جهاز المناعة ضد خلايا الدم الحمراء، وغيرها.
وهناك أسباب أخرى لارتفاع نسبة مادة «بيلوروبين»، مثل وجود ضعف في عمل الكبد، نتيجة التهابات الكبد لأي سبب كان، مثل الإصابة بفيروسات التهاب الكبد، أو تناول أدوية أو سموم تتسبب باختلال عمل الكبد، حصول التهابات ميكروبية شديدة في الدم، أو غير ذلك.
وكذلك يحصل اليرقان حينما يُوجد سد في مجرى القنوات الصفراء لعصارات المرارة، وذلك بفعل وجود حصاة في القنوات المرارية أو نشوء ورم في البنكرياس أو في الكبد.
ويجب التفريق بين حالة «اليرقان المرضية» وبين حالة اليرقان الفسيولوجي الطبيعي الذي يُصيب الأطفال بُعيد ولادتهم مباشرة، وبين أيضاً حالات ارتفاع نسبة مادة «كاروتين» الصفراء ذات المصدر الغذائي. ومادة «كاروتين» الصفراء تُوجد في الجزر والمانغا وغيرهما من المنتجات النباتية الصفراء أو البرتقالية اللون. وفي حالة ارتفاع نسبة مادة «كاروتين» في الجسم، يُصبح فقط لون الجلد أصفر، بينما لا يتغير لون بياض العين إلى اللون الأصفر، أي بخلاف ما يجري في حالة اليرقان. وتتطلب حالة اليرقان ضرورة الإسراع في مراجعة الطبيب
اعراض المرض
تشمل الأعراض المصاحبة لهذا المرض ما يلى :
(1) عند اختراق الجلد : في الغالب يكون ذلك غير محسوس و لكن بعض الأشخاص قد يعانون من حكة و رغبة بالهرش فى الجلد حول منطقة الاختراق
(2) عند إفراز البيض : في الغالب يكون ذلك غير محسوس ، و لكن بعض الأشخاص يعانون من ارتفاع فى درجة الحرارة و حكة ( رغبة فى الهرش ) بالجلد قد يصاحبه ارتفاع بنسبة كريات الدم البيضاء فى الدم
(3) عند ترسب البيض فى الكبد : يسبب تليفاً في أنسجة الكبد يتم ذلك بدون إحساس المريض بأية أعراض ، حتى تبدأ مرحلة متقدمة بأعراض ارتفاع ضغط الدم البابي ، و تبدأ وظائف الكبد بالتدهور ، يتبع ذلك نزيف معوي و تضخم بالبطن بسبب السوائل
(4) عند ترسب البيض فى المثانة : يتسبب في تليف جدارها ، و خلال هذه الفترة يحصل نزيف مع البول مما يجعله يتلون باللون الأحمر ، و قد يحدث انسداد في الحالب من إحدى الكليتين أو من كليهما مما يؤدي إلى فشل كلوي في بعض الحالات ، و قد يتطور الأمر إلى حدوث سرطان فى المثانة
لذلك فالأعراض تتدرج حسب طور نمو الطفيل فى جسم المريض بداية من الطفح الجلدى و الحكة مرورا بارتفاع درجة حرارة الجسم و الرعشة و تورم الغدد الليمفاوية و تكرار التبول عن المعتاد مع حرقان أثناء التبول و خروج دم مع البول حتى تضخم و فشل الكبد و الطحال و سرطان المثانة و دوالى المرىء
غالبا ما يعانى المريض من مرض الصفراء Jaundice نظرا لارتفاع نسبة البيلوروبين فى الدم Bilirubin مما يسبب إصفرار الجلد و بياض العينين
كيف يتم تشخيص المرض ؟
يتم تشخيص المرض بإجراء فحص على عينة بولية أو براز للتعرف على بيض البلهارسيا، وفي المراحل المتقدمة بأخذ عينة من المستقيم أو الكبد أو المثانة، يوجد تحليل للدم يبين ما إذا كان الإنسان قد تعرض للبلهارسيا من قبل أو لا، ولكن لا تثبت المرض .
كيف علاجه ؟
في مراحله الأولية يوجد علاج فعال مضاد للطفيليات للقضاء على البلهارسيا ويتكون من حبوب أو شراب مثل أقراص ديستوسيد 600 مجم ( يعطى بمعدل 40 مجم من الدواء لكل كجم من وزن الجسم كجرعة واحدة )
في المراحل المتأخرة من المرض يجب علاج مضاعفات المرض بالإضافة إلى علاج البلهارسيا السابق كما يلى :
- علاج دوالى المرىء بالجراحة التصلبية
- استئصال الطحال جراحيا إذا لزم الأمر
- العلاج الكيماوى و الإشعاعى للسرطان إذا وجد
- علاج تليف الكبد أو زراعة كبد بديل إذا لزم الأمر
طرق الوقاية
< الابتعاد عن المياه الراكدة والمستنقعات وعدم ملامسة الجلد .
<ردم المياه الراكدة، والتعاون مع وزارة الزراعة للتخلص من القواقع إن وجدت .
<التخلص من الفضلات الآدمية بعيداً عن مصادر المياه .
< أخذ العلاج اللازم عند وصف الطبيب له .
ملاحظات
< هناك بعض الاحتياطات الواجب معرفتها عند تناول علاج البلهارسيا تشمل ما يلى :
- لا يجوز قيادة السيارات بعد تناول الدواء لمدة 12 ساعة على الأقل
- فى الأمهات المرضعات يجب أن يتوقفن عن الرضاعة لمدة 3 أيام من تناول
العلاج
م | ن