Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: كيف تتعامل مع شخصية صعبة , التعامل مع الشخصيات الصعبه الأحد 21 مايو - 13:03 | |
| كيف نتعامل مع الشخصيات الصعبة ؟ عندما فكرت في الكتابة عن هذا الموضوع خطر ببالي سؤال كنت أراه مهما وهو: من هم الشخصيات الصعبة التي نتعامل معها بصفة مستمرة ؟، ورأيت انه من المهم البدء بمعرفة كيفية التعامل مع الذات، لأنها هي الشخصية الأولى التي يصعب التعامل معها ، ولكوننا جميعا بشر ودائما مايعترينا النقص ولأن الكمال لله وحده ، لهذا كان من الضروري أن نبدأ بها ،لأنها أصعب الشخصيات التي تواجهنا .فالشخصية الصعبة التي أردت أن تكون محور حديثنا اليوم هي شخصية ليست من الجيران أو الأهل الذين نتعامل معهم، وليست من أشخاص المجتمع الخارجي المحيط بنا، لكنها الشخصية التي فينا، التي نسكنها وتسكننا، إنها ذاتنا.. نفسنا.. طبيعتنا الإنسانية فالغريب أن هذه الذات – التي هي نحن – كثيراً ما تكون شخصية صعبة، إذ تجتمع فيها أحياناً توجهات وميول كثيرة. ، وإن أصعب الشخصيات التي تواجهنا هي تلك النفس التي فينا، الشهوة التي تعمل في أعماقنا، طبيعتنا الميالة إلى الأنانية والزيف والخطأ . لا شك أن النفس البشرية مازالت تحمل أسراراَ بعيدة لا نعرف تفاصيلها، حتى أن العلوم الإنسانية أفردت للنفس علماَ مستقلاَ أسمته " علم النفس" ! كما أن الفلاسفة القدامى والمحدثين تناولوا النفس الإنسانية بدراساتهم وتأملاتهم العقلية. محاولين إيجاد التفاسير لما يدور في داخل الإنسان من أسرار! ومع إن علم النفس تقدم كثيرا بفعل الانجازات العلمية الهائلة للهندسة الوراثية وعلم الأعصاب والجينوم البشري إلا انه لم يحل بعد الغاز النفس البشرية في كثير من أمورها ، صحيح إن الخارطة البشرية التي تعد أهم انجاز علمي يفتتح به القرن الواحد والعشرين توصلت إلى أن الجينات التي تسبب الفصام على سبيل المثال توجد في الكروموسومات ( 22،13،6،8،1) إلا أن هذه المورثّات تحمل الآف الجينات ،وقد يطول الزمن ولا يتم العثور على هذا الجين بين هذه الالاف.وعند العودة الى الماضي فإننا نجد في حديث أفلاطون مثلاً عن " المدينة الفاضلة" في كتابه " جمهورية أفلاطون " انه كان يقول: "إن النفس البشرية تنقسم إلى ثلاثة أجزاء الجزء العلوي مركزه العقل، والجزء الأوسط مركزه القلب، أما الجزء الأدنى فمركزه البدن. ويتمثل الجانب الأعلى في الفكر، والجانب الأوسط في العاطفة وحب الشرف والطموح وكل ما هو نبيل. أما الجزء الأدنى فيتعلق بالشهوات البهيمية. ولكل جانب من الشخصية الإنسانية فضيلته، ففضيلة العقل هي الحكمة، وفضيلة القلب هي الشجاعة، وفضيلة البدن هي العفة وضبط النفس. ويقول أفلاطون إنه إذا أدى كل منهم عمله على الوجه الأكمل – نشأ من اكتمال هذه القوى وتعاونها فضيلة رابعة هي العدل، الذي هو سر السعادة في المجتمع ". غير أن هذه القوى داخل النفس الإنسانية لا تتعاون ولا تتفق، بل تتصارع وتختلف ، ويجد الإنسان نفسه أمام شخصية صعبة هي نفسه ذاتها! ماذا نرى نحن في تجاربنا اليومية ؟، هل تتوازن القوى في داخلنا وتقودنا إلى الفضيلة ؟، أم أن نوازع النفس تتبلور في صورة صراعات داخلية – تقودنا إلى مواقف متباينة ومتعثرة بين الخير والشر؟ وهل تسيطر عقولنا على مشاعرنا فتستسلم هذه المشاعر للعقل دائماً ؟، أم تسيطر ميولنا على عقولنا في أغلب الأحيان ؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة المفترضة نقول: الواقع أن عقولنا قد تجد في داخلنا شهوات مشتعلة يصعب على العقل السيطرة عليها. كما أن عواطفنا قد تجد في عقولنا أنماطاَ ومخططات جامدة تقتل كل عاطفة، فيؤدي ذلك إلى صراعات أو إحباطات عنيفة !وقد تتفق عقولنا مع شهواتنا لفعل الخير مرة، ولفعل الشر مرات! فنعيش بهذا الصراع والتناقض القائم في داخل أنفسنا.لا شك أن ذواتنا شخصيات صعبة تحتاج إلى مسايسة، ونحن لا نملك أدوات الترويض! ومادام الأمر كذلك إذن كيف لنا أن نتعامل مع أنفسنا ؟ التعامل مع النفس: إذا كانت نفوسنا (العقل/ العاطفة/ الشهوة) تمثل إحدى الشخصيات الصعبة التي نتعامل معها بالليل والنهار – وعلى امتداد العمر، فكيف نحل هذه الإشكالية ؟، وكيف نحقق أفضل صورة للعلاقات داخل أنفسنا؟ يقول علماء النفس هناك في حياة الناس عدة توجهات لتسيير هذه العلاقة ، منها: التجاهل:وهو الحل العشوائي الأكثر انتشاراً، الذي فيه يترك الإنسان ذاته لمن يحكمها، فتراه أحياناً عقلانياً صارماً، وتراه أحياناً مغرقاَ في عواطفه. وهو تارة ملائكي النزعة، وتارة أخرى شيطاني الرغبة. إنه كالقشة في مهب الريح!
التدليل:والمقصود تدليل النفس، وإتباع الهوى، وإشباع الرغبات والنوازع الطارئة.
الخداع:وفيه يكذب الإنسان على نفسه، مثلما يكذب على غيره، فهو يمارس رغباته سراَ، وينكرها في العلن، وهو يرضي ضميره بالإنكار. ويظل يخدع ذاته حتى يصدق ما يدَّعيه. وتبقى النار مشتعلة والداء قوياَ والصراع محتدماً وراء الإنكار! المواجهة والمصارحة:وهي مواجهة النفس، وفهم دوافعها، واكتشاف صراعها، ومحاسبة الذات ولومها (لاأقسم بالنفس اللوامة ) وهذه خطوة هائلة على طريق إصلاح الذات. فلنعرف أنفسنا، ثم نتخذ الخطوة التالية: - أن نطلب القوة من الله سبحانه وتعالى الواضح أن محاولاتنا واجتهاداتنا البشرية لم تسفر عن حياة منتصرة أو متوازنة، ولم تحقق صلحاً مع النفس. لذلك نحن بحاجة إلى قوة إلهية تجري هذا الصلح في داخلنا، وتحقق لنا نصراَ على أفكارنا وشهواتنا الجامحة ورغباتنا الخفية!. وهذه القوه الإلهية تحتاج منا إلى خطوات نقوم بها حتى يساعدنا الله علي التقدم في حياتنا والتغلب علي الميول والرغبات الشريرة بداخلنا ( إن الله لايغير مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم ) ولهذا يجب علينا مراجعة حياتنا يوميا علي ضوء ماأراده الله منا والالتزام بأوامره واجتناب نواهيه ، ولنكتشف نقاط قوتنا وضعفنا ، ونعمل بإخلاص ومثابرة علي خلع الإنسان القديم ، كي نلبس الإنسان الجديد المؤمن. ومن أجل الوصول إلى ذلك الهدف السامي في حياتنا فإننا نحتاج أن نعود أنفسنا على أن لانغضب مع الغاضبين ، لأنهم يحسون بالظلم فلا نرميهم بالحجارة وحتى لا يزداد إحساسهم بالظلم فهم يحتاجون إلي أذنا صاغية ، وتجاوبا هادئا ، إنهم يريدون صديقا يفهمهم ويتجاوب معهم ، وأحيانا تكون الدعابة أو النكتة التنفيسية فرصة للتعبير عن النفس ، فيبدأ التجاوب بدلا من رمي الأحجار.نحتاج دائما أن نترك العدائي الغاضب حتى يهدأ ، ثم نبدأ في الكلام بهدوء ، فالصوت العالي لا يجدي . ورغم هدوئنا فيجب أن نكون حازمين دون انفعال ، لنحصل علي احترامهم وتفادي الصدام معهم ، لا نوقفهم عندما يغضبون ، فلندعهم يغضبون وندعهم يتكلمون حتى ينتهون من كلامهم . لا نهاجمهم ،لا ننتقدهم أثناء ثورتهم ، لكن نأسالهم أسئلة هادئة تدفعهم لإجابة محددة واضحة.ولنتذكر أيضاً أن هناك أشخاصاً تغيروا للأفضل، لأنهم وجدوا من يستمع لهم، ويتعامل معهم ؛ مما ساعدهم على نزع فتيل الغضب من حياتهم. عندما لا يمكننا أن نغير ذوي الطباع الصعبة، فبإمكاننا أن تتواصل معهم بطريقة تجعلهم يغيرون من أنفسهم.
و ليسأل كل منا نفسه بصدق : هل إنا أحدي هذه الشخصيات الصعبة؟ فإذا كانت الإجابة بنعم ، علينا أن تبحث عن الطرق والوسائل التي تساعدنا على التغلب علي نقاط الضعف فينا .. فكل إنسان في عمق أعماقه خًير، فنحن مخلوقون عبيدا لله فلنبحث عن هذه الصورة التي ربما تكون قد تشوهت بسبب طبيعتنا المذنبة، ونطلب من الله جل وعلى أن يساعدنا على تحقيق ذلك فمن المؤكد أننا نتألم من طبيعتنا الصعبة ، التي تجعل الآخرين يبتعدون عنا وعندئذ نشعر بالوحدة وعدم القبول وهذا هو قمة الإحساس المؤلم.
هذا ماأردت أن أدلي به لكم فأن أصبت فمن الله الإصابة وان أخطأت فمن نفسي والشيطان وأسأل الله لي ولكم الرحمة والمغفرة والرضوان ، والسلام عليكم ورحمة من الله وبركاته .
|
|