الإثنين 15 مايو - 11:57 الإثنين 8 مايو - 22:14 الأحد 19 أغسطس - 16:42 الأحد 19 أغسطس - 15:17 السبت 18 أغسطس - 17:10 السبت 18 أغسطس - 17:00 السبت 18 أغسطس - 16:56 السبت 18 أغسطس - 14:52 السبت 18 أغسطس - 10:07 الخميس 16 أغسطس - 17:02 الخميس 16 أغسطس - 16:54 الأربعاء 15 أغسطس - 18:13 الأربعاء 15 أغسطس - 18:08 الأربعاء 15 أغسطس - 10:21
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
موضوع: بحث عن التخلف العقلي الأحد 21 مايو - 11:34
بسم الله الرحمن الرحيم خلق الله الإنسان فى احسن تقويم وفى احسن صورة ، ولحكمة ما يراها الخالق يسلب الإنسان إحدى تلك النعم أو بعضها القليل أو الكثير . وسلب إحدى هذه النعم الكثيرة هو فى حقيقته نوع من الإعاقة .والمعوق هو ذلك الإنسان الذى ُسلبت منه وظيفة أحد الأعضاء الحيوية فى جسمه نتيجة مرض أو إصابة أو بالوراثة ونتج عن ذلك أنه اصبح عاجزا عن تحقيق احتياجاته .وعلى هذا فالمعوق ليس هو ذلك الشخص ذو العاهة الظاهرة كالعمى والصمم والعرج 000 وإنما كل انتقاص لوظيفة حيوية فى جسم الإنسان . وهناك عدة أنواع من الإعاقات مثل الإعاقات السمعية والبصرية والحركية والحسية والعقلية . والإعاقات العقلية تشمل حالات الاضطرابات العقلية والسلوكية التى لا يستطيع فيها المصاب أن يتعايش مع الآخرين بشكل طبيعى كحالات الفصام والعته وحالات التخلف العقلى بدرجاته المختلفة 000 وفى هذا البحث سوف نناقش حالات التخلف العقلى.
ما هو التخلف العقلى :
التخلف العقلى هو حالة من عدم تكامل نمو خلايا المخ أو توقف نمو أنسجته منذ الولادة أو فى السنوات الأولى من الطفولة بسبب ما.والتخلف العقلى ليس مرضا مستقلا أو معينا بل هو مجموعة أمراض تتصف جميعها بانخفاض فى درجة ذكاء الطفل بالنسبة إلى معدل الذكاء العام ، وعجز فى قابليته على التكيف . الذكاء.. ومنحنى الذكاء:
الذكاء مفهوم مجرد اختلف فى تعريفه وتحديده علماء النفس والتربية ولكنه يدل على "قابلية الفرد على حل المعضلات الفكرية" أو "قابليته على التكيف تجاه المواقف الجديدة" أو" قابليته على التفكير التجريدى والاستفادة من التجارب" . والذكاء صفة موروثة فى الكروموسات والجينات ، ولكنه لا يقتصر على جين Gene واحد بل يتمثل فى معاملات ووحدات صغيرة متعددة ولهذا السبب فان توزيع الذكاء فى المجتمع يتخذ صور المنحنى الطبيعى. إى أن الذكاء المتوسط يشمل النسبة العظمى من السكان بينما تقل النسبة فى الصعود إلى الذكاء الممتاز والنزول إلى الغباء فالعته.
والذكاء الذى فهمناه على انه "القابلية الذهنية" قابل للفحص والقياس بالوسائل النفسية التى ابتكرها علماء مشهورون ووضعوا لها أسسا ومناهج دقيقة دعيت "اختبارات الذكاء" Intelligence Tests (ومنها اختبارات تيرمان – ميرل ، و ويكسلر ). ويمكن اعتبار اختبارات الذكاء أدق ما توصل إليه علم النفس الحديث لتحديد قابلية الإنسان الذهنية ، ولو أنها ليست بالمقاييس المثالية التى لا يتسرب إليها الخطأ.
معامل الذكاء ودرجات الذكاء:
عندما يقال أن ذكاء الفرد الفلانى "طبيعى" فنعنى انه طبيعى (بالنسبة) وبالقياس إلى معدل الذكاء السكانى العام فى ذلك المجتمع فى ذات العمر الزمنى. ولذلك فأن العمر العقلى للفرد هو درجة ذكائه الفعلية بالمقارنة إلى الذكاء العام. وقد يكون عمره الحقيقى بالسنين اقل أو اكثر من ذلك.
والشخص الذى عمره العقلى يفوق عمره الزمنى يكون ذكاؤه فوق المعدل والعكس بالعكس. فإذا تطابق العمران كان متوسطا وقريبا من المعدل العام. ومعامل الذكاء هو النسبة المئوية بين عمر الفرد العقلى وعمره الزمنى. فالفرد الذى عمره الحقيقى 8 سنوات بينما درجة ذكائه توازى الرابعة من العمر ، يكون معدل ذكائه 4/8 × 100 = 50
إذن معامل الذكاء (IQ) = العمر العقلى/العمر الزمنى × 100 ويترواح معدل ذكاء الفرد المتوسط بين 90-110 كمعامل ذكاء ، ولذلك فأن انخفاض معامل الذكاء دون الـ 80 يعتبر تخلفا عقليا.
التصنيف الدارج:
التصنيف الدارج لدرجات الذكاء هى ما يلى (حسب تصنيف تيرمان):
درجات الذكاء معامل الذكاء
عبقرى 140 فما فوق
ذكى جدا 120 – 140
ذكى 110 – 120
طبيعى (متوسط) 90 – 110
فئة حديه 90 – 70
تعريف التخلف العقلي:
يعرف التخلف العقلى بأنه نقص الذكاء الذى ينشأ عنه نقص التعلم والتكيف مع البيئة على أن يبدأ ذلك قبل بلوغ الثامنة عشرة من العمر ، وحدد معدل ذكاء (70) كحد أعلى لهؤلاء المتخلفين عقليا وذلك لأن أغلب الناس الذين يقل معدل ذكائهم عن (70) تكون قدرتهم التكيفية محدودة ويحتاجون رعاية وحماية وخاصة فى سنوات الدراسة .. وحدد سن الثامنة عشر لأن الصورة الإكلينيكية التى تحدث بعد الثامنة عشرة من العمر تسمى الخرف (الهتر) (Dementia).
الصور الإكلينيكية للتخلف العقلى:
لا توجد ملامح جسدية معينة ترتبط بالتخلف العقلى ، ولكن عندما يكون التخلف العقلى جزءا من لزمة مرضية ، فإن الملامح الإكلينيكية لهذه اللزمة سوف تكون موجودة (مثل الملامح الجسمانية فى لزمة داون).
نقص الوظيفة الذكائية الواضح عن الطبيعى ، بحيث يكون معدل الذكاء المقاس باختبار ذكاء فردى أقل من (70) وبالنسبة للأطفال الصغار والرضع تكون الملاحظة الإكلينيكية هى الفيصل.
قصور أو خلل فى الوظائف التكيفية للشخص (بمعنى فعالية الشخص فى الوصول إلى المتوقع منه بالنسبة لسنة وبيئته الثقافية) ، ويظهر الخلل فى اثنتان من المهارات الآتية: (التواصـل ، رعاية الذات ، التفاعل الاجتماعى ، توجيه النفس ، المهارات الأكاديمية ، العمل ، السلامة).
وصور التخلف العقلى متفاوتة من حيث القدرة على النشاط الاجتماعى والحركى والمدرسى وذلك حسب درجة الذكاء ولذلك قسم إلى الأنواع الإكلينيكية الآتية:
تخلف عقلى خفيف الدرجة: (Mild Mental Retardation)
وهذا النوع تصل نسبته إلى حوالى (80%) من المتخلفين عقليا ويكون ذكاؤهم بين (50) و(70) ويتميزون بنمو مهاراتهم الاجتماعية والحركية والكلامية ويقتربون من الطبيعى لدرجة أنه لا يتم اكتشاف هذا النوع إلا فى سن المدرسة الابتدائية عندما يحتاجون إلى رعاية فى سنواتها الدراسية الأولى ، ثم يتعثرون ويفشلون فى سنواتها الدراسية الأخيرة (أى الرابعة والخامسة والسادسة الابتدائية) ، وعندما يكبرون فإنهم قد يعتمدون على أنفسهم اقتصاديا من خلال عمل لا يتطلب مهارة فنية عالية ، ولكنهم يحتاجون إلى المساندة والتوجيه عندما يتعرضون لصعوبة ما تواجههم فى حياتهم.
تخلف عقلى متوسط الدرجة(بلاهة): (Moderate Mental Retardation)
وهذا النوع يبلغ نسبته حوالى (12%) من المتخلفين عقليا ويقع ذكاء أفراده بين (35) و (49) وتعلمهم للمهارات الاجتماعية والحركية والكلامية يكون ضعيفا قبل سن المدرسة الابتدائية ، ولكن بالتدريب والإشراف تتحسن هذه المهارات بعض الشىء خاصة كلما تقدم العمر ، وهم لا يستطيعون تجاوز الصف الثانى من المرحلة الابتدائية حتى مع وجود الإشراف والرعاية ويمكن تدريبهم على بعض المهارات المهنية غير المعقدة ، وعندما يكبرون يمكنهم القيام بعمل لا يحتاج إلى مهارة وفى ظروف محددة (أى دون تعقيد) وذلك تحت إشراف وتوجيه ومساندة.
تخلف عقلى شديد الدرجة: (Severe Mental Retardation)
وتصل نسبة هذا النوع (7%) من المتخـلفين عقـليا ومعدل الذكاء لأفـراد هذا النوع بين (20) و (34) ويتميزون بضعف نموهم الحركى والكلامى ، حيث تتأخر قدرتهم على الكلام إلى سن المدرسة الابتدائية ، ويمكن تدريبهم على التحكم فى مخارجهم ولا يصلحون لدخول المدرسة ويتحسنون فى سن المراهقة ، حيث يمكنهم القيام ببعض مهام العمل البسيطة جدا وتحت الملاحظة المستمرة.
وهم أضعف البشر ذكاء على الإطلاق وأقل المتخلفين عقليا من حيث الذكاء فمعدل ذكائهم يقل عن (20) ولحسن الحظ أنهم يمثلون أقل النسب انتشارا بين المتخلفين عقليا وهى (1%) ، وتميزهم الإعاقة التامة فى الطفولة والمراهقة وعدم نمو أى من المهارات الحركية أو الكلامية أو الاجتماعية ، بالإضافة إلى عدم التحكم فى المخارج (التبول و التبرز)وقد يستطيع تعلم بعض الكلمات فى الحياة البالغة ،ونظرا لإعاقته التامة هذه فإنه يحتاج إلى مساعدة مستمرة ورعاية خاصة.
تخلف عقلى غير محدد:
وتستخدم فى حالات التخلف العقلى الواضح إكلينيكيا ولكن لا يمكن قياس درجته بمقاييس الذكاء المقننة ، وهذا يحدث فى الحالات غير المتعاونة والرضع الذين لا يمكن قياس ذكائهم أو تتوفر مقاييس ذكاء مناسبة لهم ، ويلاحظ أنه يصعب تشخيص التخلف العقلى كلما صغر سن الطفل.
ومن ذلك يتضح مدى اختلاف الصورة الإكلينيكية للتخلف العقلى الذى يفيدنا فى معرفة ما ينبئ به مستقبل الطفل ، وما يمكن أن نطلبه منه كإنجاز دراسى أو اجتماعى أو مهنى دون أن نصيب الطفل بالإحباط ونتهمه بالفشل ، لأننا نحمله اكثر من طاقته ثم نفرض عليه أنواع العقاب النفسى والبدنى ، وهذا يجعل الطفل أسوأ إنجازا واقل تكيفا وأكثر تعاسة.
العوامل المؤثرة فى الذكاء:
إن فترة الحمل وأوائل الطفولة واعتمادها الكلى على عناية الأم – والآخرين – تجعل من دماغ الطفل الخام عرضة لعوامل خارجية متعددة وحيوية تؤثر بدرجة كبيرة على مدى تطوره ،والكشف عن قابليته الذهنية الموروثة . فكما أن الذكاء يورث بصفات متعددة فأنه يعتمد على الوسط المحيط لاستجلاء واستغلال تلك الصفات أو إخمادها.
فالذكاء إذن محصلة تفاعل الوراثة مع المحيط ، وقد يصعب تحديد نسبة كل منهما. إلا أن الحقيقة التى يجب أن لا تغيب عن الطبيب النفسى هى أن العوامل المحيطة السيئة قد تؤدى فى بعض الأحيان إلى التخلف العقلى.
أسباب التخلف العقلى:
للتخـلف العقـلى أسباب عـديدة يمكن تقسيمهـا إلى مجمـوعتين: أولية (وراثية) وثانوية (مكتسبة).
فالصفات الوراثية فى أمشاج الذكر أو بويضة الأنثى قبل لحظة التلقيح هى التى تقرر قابلية وحدود الذكاء الكامنة. ويلاحظ فى هذا الصنف من النقص العقلى انه موجود فى تاريخ أسرة الأب أو الأم أو كليهما. كما أن دراسة الطفل وفحصه لا تكشف عن وجود أى سبب عضوى مكتسب حدث بعد التلقيح.
وهى التى تصيب خلايا الجنين بعد التلقيح – أى بعد أن تقررت الصفات الوراثية ، فهى أسباب لا تورث ولا تنتقل إلى الأجيال الأخرى. والسبب المرضى يكون متعدد المصادر والأشكال مثل: استسقاء الدماغ ، والتهابات السحايا والدماغ ،والعوامل النفسية والاجتماعية .ويمكن تقسيم تلك العوامل المرضية المكتسبة بالنسبة إلى مراحل نمو الجنين والطفل للسهولة إلى:
عوامل داخل الرحم (فترة الحمل) Antenatal. الرغم من إجراء العديد من الأبحاث فى مجال تشوه الأجنة إلا أن 50% من التشوهات الخلقية غير معروفة، وأن 25% من النسبة الباقية ترجع التشوه إلى عيوب كروموسومية، وأن أقل من 10% يرجع إلى عوامل بيئية والنسبة الباقية إلى عوامل بيئية وراثية، وأن هناك العديد من الأساليب التشخيصية التى تساعد على اكتشاف تشوه الجنين وتتضمن هذه الأساليب التشخيص داخل الرحم.
وكذلك تشخيص الطفل المشوه بعد الولادة ، وأن بعض حالات التشوه تكون شديدة فتؤدى إلى وفاة الجنين أو وفاة الطفل مباشرة بعد الولادة لعدم قدرته على التعايش معها، أو يكون التشوه فيه بسيطا مثل التصاق الأطراف، أو متلازمة داون.
صوره لطفله مصابه بتشوهات منذ الولاده...
احتمالات الإصابة
وتعرف الدكتورة إكرام عبد السلام أستاذ طب الأطفال والوراثة بكلية طب جامعة القاهرة، الجنين المشوه بأنه الجنين الذى على قيد الحياة، وقت اتخاذ القرار، ولكنه يختلف عن الجنين الطبيعى بوجود بعض التشوهات الخلقية البسيطة أو الشديدة، سواء كانت هذه التشوهات خارجية ظاهرة أو داخلية غير ظاهرة.
وهذه التشوهات قد لا تكون متلائمة مع الحياة الرحميه، وبالتالى لن تكتمل فترة الحمل، أو تكون متلائمة مع الحياة الرحمية فقط، ولكن لا يستطيع الطفل الحياة بعد الولادة، أو تكون متلائمة مع الحياة الرحمية والحياة بعد الولادة.
ففى الاحتمال الأول ينتهى الحمل بالإجهاض الذاتى، خلال الأشهر الأولى من الحمل وعادة لا تكون هناك فرصة للتدخل إلا إذا كان هناك خطر على حياة الأم كما فى حالات الحمل خارج الرحم، وأمثلة ذلك التشوهات الشديدة التى تشمل الجهاز العصبى أو الأعضاء الداخلية، أو اختلال الكروموزومات.
أما الاحتمال الثانى: فإن الحمل ينتهى بميلاد طفل يتوفى بعد الولادة مباشرة أو بعدها بفترة بسيطة مثل عيوب القلب الشديدة التى تعكس الدورة الدموية أو تؤدى إلى اختلاط الدم الشريانى مع الدم الوريدى بنسبة أعلى من 30% أو ضمور الحويصلات الهوائية للرئة، أو ضمور الكليتين أو بعض أمراض سوء التمثيل الغذائى الشديدة التى تؤدى إلى نقص حاد فى نسبة السكر أو زيادة فى حموضة الدم أو فى بعض الغازات فى الدم.
التمثل الغذائى
وتقول الدكتورة نجوى عبد المجيد أستاذ الوراثة البشرية ورئيس وحدة بحوث الأطفال لذوى الاحتياجات الخاصة بالمركز القومى للبحوث، إن أمراض التمثيل الغذائى كثيرة ومتنوعة وهى متفرقة نادرة الحدوث ولكنها مجتمعة تمثل عبئا صحيا لا يستهان به، ويقدر أن يولد الطفل مصابا بأحد أمراض التمثيل الغذائى لكل 50 ألف حالة ولادة لطفل حى، وهذا تقريبا مساو لنسبة انتشار السكر للأطفال.
كما أن 20% من المواليد الذين تظهر عليهم أعراض تسمم فى الدم مع وجود أسباب جرثومية، لديهم مرض من أمراض التمثيل الغذائى، والتى يتم تصنيفها حسب نوع الغذاء الذى لا يمكن هضمه أو بسبب المواد السامة التى تتجمع بالجسم أو فى بعض الأحيان نتيجة الخميرة التى تكون ناقصة.
وأمراض التمثيل الغذائى تنقسم لثلاثة أقسام:
الأول: هو الأمراض الناتجة عن التسمم الخلوى.
والثانى: الأمراض الناتجة عن نقص فى إنتاج الطاقة.
والثالث: تكون الأمراض عادة خليطا من عدة أنواع، ويتم تشخيص أمراض التمثيل الغذائى عن طريق عينة من الجلد أو العضلات أو الكبد أو المشيمة، أو السائل الأمينوسى للجنين فى أثناء الحمل.
أما فى الاحتمال الثالث: بالنسبة لولادة طفل مشوه، فإن الحمل ينتهى بطفل متلائم مع الحياة يعيش حياة أقرب إلى الطبيعية أو شبه الطبيعية، وفى هذا الاحتمال تتراوح التشوهات ما بين تشوهات بسيطة تمكن الطفل من أن يعيش حياة طبيعية مثل الشفة الأرنبية أو تشوهات الأطراف أو الأصابع.
أو حياة شبه طبيعية مثل التأخر العقلى البسيط كالطفل المنغولى، أو بعض أمراض سوء التمثيل الغذائى التى تؤدى إلى تأخر عقلى وتضخم فى بعض الأعضاء الداخلية مثل الكبد والطحال ولكنها تتحسن جزئيا بالعلاج، وكثير من هؤلاء الأطفال يمكنهم التعايش داخل مجتمعهم الصغير، أو بتشوهات شديدة تؤثر على الطفل فلا يستطيع الحياة طبيعيا ذهنيا أو حركيا.
أسباب التشوه
وتوضح الدكتورة إكرام أن أسباب حدوث تشوهات الجنين ، تنقسم فى جملتها إلى ثلاثة أقسام:
أولا: الأسباب الوراثية نتيجة طفرات فى الجينات الوراثية التى يرثها الجنين من الآباء والأجداد، وهى إما سائدة أى يرثها الجنين من أحد الأبوين أو متنحية أى يرثها الجنين من كلا الأبوين، وتؤدى هذه الطفرات إلى مرض وراثى فى الجنين يورثه بالتالى إلى أحد الأجيال التالية وتتسبب فى عيوب خلقية وراثية ظاهرة فى الجذع أو الرأس أو الأطراف، أو غير ظاهرة مثل أمراض سوء التمثيل الغذائى.
وأمراض نقص الأنزيمات الوراثى أو اختلال فى تكوين الهيموجلوبين الذى يؤدى إلى أنيميا وراثية أو إلى نقص المناعة الوراثية أو أمراض العظام والعضلات الوراثية، ويختلف تأثير الطفرات التى تحدث فى الجينات باختلاف تأثيرها على تكوين البروتينات التى تتحكم فيها الجينات وباختلاف نسبة الاختلال فى وظيفة هذه البروتينات أو الانزيمات أو الهرمونات.
أما النوع الثانى من الأسباب التى تؤدى إلى تشوه الأجنة، فهى: الأسباب البيئية وذلك نتيجة تعرض الجنين فى مراحله المختلفة إلى مؤثرات خارجية تتعرض لها الأم الحامل وبالتالى الجنين مثل التعرض للإشعاع أو الملوثات البيئية أو تعاطى الكحوليات أو المخدرات، أو الكورتيزون أو السجائر أو المهدئات أو بعض المضادات الحيوية أو الهرمونات، أو بعض أدوية الصداع أو تعاطى اليود بكميات كبيرة، أو نقص بعض الفيتامينات فى غذاء الحامل.
ويختلف تأثير هذه العوامل البيئية طبقا لنوعها وتركيزها وعمر الجنين عند التعرض ويزداد تأثيرها الضار فى فترات الحمل المبكرة، حيث تؤدى هذه العوامل البيئية الضارة إلى موت الخلايا فى الجسم.
أو تأخر انقسامها عن الوقت المحدد وبالتالى تأخر وتشوه فى تكوين أعضاء الجسم الداخلية والخارجية أو ضعف فى الدورة الدموية المغذية للجنين، أو تآكل وتكلس الخلايا مع حدوث التهابات مختلفة وعدم القدرة على تعويض الأنسجة التالفة فى الجنين.
وتضيف الدكتورة إكرام أن النوع الثالث من الأسباب التى تؤدى إلى هذا التشوه هى أسباب بيئية وراثية مشتركة ويختلف تأثيرها باختلاف نسبة العوامل الوراثية إلى العوامل البيئية.
ويمكن أن تؤدى هذه العوامل المتعددة الأسباب لاختلاف بسيط بين الأشخاص مثل الطول أو ضغط الدم أو أمراض وراثية وتشوهات خلقية ومعظم التشوهات التى تندرج تحت هذه الأسباب مثل الشفة الأرنبية، وتشوهات القناة العصبية، وعيوب القلب الخلقية، ومرض البول السكرى وبعض أمراض الحساسية.
تأثير الطفل المشوه نفسيا
ويقول الدكتور محمد غانم أستاذ الطب النفسى بجامعة عين شمس: إن اكتشاف وجود طفل مشوه يسبب نوعا من الكروب للوالدين، سواء تم هذا الاكتشاف فى مرحلة الحياة الرحمية أو فى الحياة الخارجية، ويمكن أن يكون هذا الحزن شديدا واستمرار المشكلة دون السيطرة عليها يعد كربا مزمنا بالنسبة لأفراد الأسرة.
ومشكلة الكروب تؤدى لكثير من الأمراض النفسجسمية، خاصة مع وجود مشاعر الذنب تجاه الطفل لإحساس الأبوين أنهما السبب فى المشكلة التى يعانى منها هذا الطفل المشوه، ويعد إخبار الوالدين بأمر طفلهما ضروريا لأن من حقهما نفسيا التعرف على حجم المشكلة وكيفية التعامل معها.
وينبغى أن يكون للوالدين القرار النهائى فى الإبقاء على الحمل أو إنهائه، وذلك فى ضوء مشورة الأطباء المتخصصين مثل أطباء النساء والتوليد، وأطباء النفس، وأطباء طب الأطفال وعلم الوراثة، وكذلك مشورة علماء الدين والقانون فى بعض الحالات.
إصابة الأم بالاكتئاب
ويضيف الدكتور محمد غانم أن إجهاض الطفل المشوه، يسبب العديد من المشكلات النفسية خاصة للأم، مثل الإصابة بحالة من الأسى والحزن الشديدين لفقدان عزيز، و تأنيب الذات لأسباب حقيقية أو متخيلة خاصة فى حالة اتخاذ القرار والندم عليه، وكذلك شعور الوالدين بالعجز أمام مشكلة لا يستطيعان حلها، وكذلك حدوث ما يعرف بثنائية الوجدان حيث تتضارب الأفكار بين القبول والرفض، الرضا والنقم.
كما يمكن أن تتأثر الأم نفسيا بصورة سلبية فيدفعها الحزن إلى العزلة عن المجتمع وعدم القدرة على مواجهته، وكذلك الخوف من الإصابة بالعقم، وفى بعض الأحيان يمكن الإصابة باكتئاب ما بعد الإجهاض، إلا أنه تتوقف ردود الفعل هذه على تاريخ الإصابة بأمراض نفسية، والرغبة فى الحمل ، وتأثير الإجهاض على الزوج، والمعتقدات الدينية.
ومن ثم يأتى دور الطب النفسى فى حل المشكلة، وذلك بتقديم المشورة النفسية، والمساعدة فى اتخاذ القرار السليم، وكذلك جذب اهتمام الأقارب لتدعيم أصحاب القرار، وكذلك التدعيم النفسى المتخصص بعد اتخاذ القرار لعدم الندم عليه.
إجهاض الطفل المشوه
وبالنسبة لأخلاقيات التعامل مع الطفل المشوه تقول الدكتورة إكرام: إن طرق التعامل معه تختلف حسب شدة التشوه ومدى ملاءمته للحياة الرحمية أو الخارجية وتأثير هذا التشوه على صحة الأم وحياتها ، فإذا كانت هناك خطورة مؤكدة على حياة الأم مثل الحمل خارج الرحم أو الارتفاع الشديد فى ضغط الدم أو إصابتها بتسمم حمل شديد.
فوجب صحيا وقانونيا وشرعيا التضحية بالجنين لإنقاذ حياة الأم، أما إذا لم يكن هناك خطر على حياة الأم فالقرار متوقف على مدى ملاءمة الجنين للحياة الرحمية والخارجية، ففى حالة عدم ملاءمة الجنين للحياة الرحمية مثل الاختلال الشديد فى الكرموزومات أو العيوب الخلقية الشديدة بالقلب أو الأعضاء الداخلية أو الطفرات المميتة فى الجينات الوراثية.
وهذه التشوهات والعيوب يمكن تشخيصها إما بالهندسة الوراثية أو عدم نمو الجنين، أو موته داخل الرحم، وهنا يجب التخلص من الجنين بالطرق الطبية السليمة، وإذا كانت تشوهات الجنين متلائمة مع الحياة الرحمية وغير متلائمة مع الحياة الخارجية، بطريقة مؤكدة مثل العيوب الشديدة فى القناة العصبية التى تؤدى إلى عدم اكتمال نمو المخ أو استسقاء المخ الشديد الذى يؤدى إلى وفاة الطفل بعد الولادة.
ولا يمكن معه أن تتم الولادة طبيعيا فيمكن التخلص من الجنين عند تشخيص ذلك وعدم إتمام الحمل، أما فى حالة التشوهات المتلائمة مع الحياة الرحمية، وكذلك مع الحياة الخارجية مثل تشوهات الأطراف أو العظام أو العيوب البسيطة فى القلب أو الأعضاء الداخلية الأخرى أو حتى عيوب التمثيل الغذائى التى تؤدى إلى التخلف العقلى فلا يباح هنا الإجهاض لأن الطفل سيصبح متلائما مع الحياة الخارجية.
وكذلك لأن كثيرا من حالات عيوب التمثيل الغذائى يمكن تجنب أو تحسين التخلف العقلى فيها بالمبادرة بالعلاج بعد الولادة مباشرة، وقد يستجد علاج آخر بهذه الأمراض مع التقدم العلمى فى هذا المجال.
حكم الإجهاض
وكان لابد من عرض وجهة نظر الشرع فى إجهاض الطفل المشوه، حيث يرى الدكتور محمد رأفت أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون، إنه يجوز الإجهاض فى حالات معينة هى حالة تعرض الأم لخطر الموت، ولو وصل الجنين إلى مرحلة نفخ الروح، وهى مائة وعشرون يوما.
وذلك بناء على قاعدة دفع أعظم المفسدتين بأدناهما، أى إذا كنا أمام أمرين كلاهما يؤدى إلى ضرر ، فإننا نتحمل الضرر الأخف لنتلافى حدوث الضرر الأشد، كذلك يجوز الإجهاض فى حالة تشوه الجنين إذا لم يصل إلى مرحلة دبيب الروح فيه وهى وصوله إلى 120 يوما.
لذلك ينبغى إجراء الاختبارات الوراثية قبل الارتباط للمقدمين والمقدمات على الزواج، وكذلك وضع الحامل منذ بداية الحمل تحت الرعاية الصحية، والمتابعة حتى إذا اكتشف تشوه نحاول علاجه، أو يجهض الجنين إذا كان التشوه شديدا أو لم يقبل العلاج ولم يصل إلى عمر 120 يوما، ويشترط أن يكون التشويه شديدا يؤثر على الطفل، فلا يستطيع الحياة بصورة طبيعية، أو أقرب إلى الطبيعية ذهنيا أو وظيفيا.
أما التشوهات البسيطة التى تتلاءم مع الحياة، ويعيش الطفل معها حياة طبيعية ، مثل الشفة الأرنبية، أو تشوهات الأطراف أو الأصابع أو يعيش حياة شبه طبيعية، مثل التأخر العقلى والتضخم فى بعض الأعضاء الداخلية، مثل الكبد والطحال ولكنها تتحسن جزئيا مع العلاج، وكل هذا ولم يصل إلى120 يوما وإلا فلا يجوز إجهاض الجنين.
التشخيص داخل الرحم
وتقول الدكتور نجوى عبد المجيد أنه يمكن تشخيص الأمراض الوراثية للجنين وهو فى رحم أمه، وذلك عن طريق مادة جنينية تنتجها خلايا الكبد والجهاز الهضمى وكذلك يفرزها الجهاز البولى الجنينى فى ماء السلى ثم تتسرب إلى دم الحامل.
فإذا ما ارتفعت هذه المادة كثيرا فى دم الحامل خلال الشهر الرابع من الحمل فقد تشير إلى وجود حمل توأمى أو معاناة لدى الجنين مثل اضطراب فى الجهاز العصبى مثل وجود جنين بدون رأس أو استسقاء الدماغ، أو يدل كذلك على وجود اضطراب فى الجهاز الهضمى مثل عدم نمو المريء أو الإثنى عشر، ووجود أيضا اضطرابات فى الجهاز البولى، واضطرابات أخرى متعددة فى القلب، وأورام العصعوص، أما إذا ارتفعت نسبة هذه المادة فتكون مؤشراَ خطيراَ على الإصابة بمتلازمة داون.
ولفحص الجنين أيضا فى رحم أمه يتم بتقنية بذل جدار البطن والوصول إلى الجنين وتنظيره حيث يمكن أخذ عينة من السائل الأمينوسى الذى يسبح فيه الجنين، وأفضل وقت يجرى فيه هذا الفحص ما بين الأسبوع الثانى عشر والأسبوع السادس عشر من الحمل، وذلك قبل أن ينمو الجنين إلى حجم ملحوظ.
ومن هذه العينة التى تسحب يمكن عمل العديد من الفحوصات الطبية مثل معرفة الخلل الكروموسومى وعدد الكرموسومات فى خلايا الجنين الجسدية، لذلك يوجد التحليل الكروموسومى وهو عبارة عن فحص مختبرى يجرى بغرض معرفة العدد الذى تحمله الخلايا الجسدية من الكرموسومات، وكذلك للكشف عن أى عيوب تركيبية فى بنائها.
وهناك عدد محدود من المراكز البحثية على مستوى العالم التى قد يمكنها تشخيص الجنين المصاب بالمرض، وذلك فى خلال الأسابيع الأولى من الحمل، ويتم ذلك بتحليل عينة من الجدار الكوريونى المحيط بالجنين فى الأسبوع العاشر من الحمل، أو خلايا من السائل الأمينوسى فى الأسبوع السادس عشر من الحمل، وقياس نسب الخميرة المسؤولة عن حدوث المرض بدقة.
التشخيص الوراثى
ومن الفحوصات أيضا التى يتم إجراؤها للجنين: التشخيص الوراثى للجنين (المورث) المسبب للمرض لدى الزوجين والأولاد، وذلك يتم عن طريق البحث عن الطفرة المسببة للمرض والتى عن طريقها يمكن معرفة ما إذا كان الأطفال سالمين من المرض أو حاملين للمرض كأبويهم أم لا، ويقوم الطبيب بإجراء هذه الفحوصات عند البلوغ أو عند النية فى الزواج.
وإذ ما كان الشخص حاملا للمرض فإنه يتطلبأن يجرى فحصا آخر للمرأة أو الرجل الذى ينوى الزواج منها، ولكن حتى الآن لا يتوافر هذا الفحص الدقيق إلا فى القليل من المراكز العالمية.
وتوضح الدكتورة نجوى أن سلامة هذه التحاليل لا تعنى بالضرورة أن الشخص خال من المرض وذلك لأن الأمراض الوراثية كثيرة جدا.
كما أن الكثير من هذه الأمراض يصعب الكشف عنها لعدم وجود تحليل لها أو أن التحليل الموجود لا يستطيع اكتشاف الشخص الحامل للمرض بشكل دقيق.كما أن الكثير من هذه الأمراض ناتج عن خلل فى الجينات وأن كثيرا من هذه الجينات والتى تصل لحوالى 30 ألف جين غير معروفة ولم يتم اكتشافها ولذلك لا يوجد لها تحاليل.
لذلك على الذين يتقدمون للفحص الطبى قبل الزواج معرفة أن الطب لا يستطيع الكشف عن جميع الأمراض، وينبغى على المتقدم التحرى عن كل طفل أو بالغ فى العائلة ولديه مرض يشتبه أن يكون خلقيا أو وراثيا.
خفض نسبة التشوه
ويقول الدكتور جمال أبو السرور أستاذ التوليد وأمراض النساء بطب الأزهر: إن هناك العديد من الطرق التى يمكن من خلالها خفض نسبة حدوث تشوه الأجنة، مثل التوعية بتجنب زواج الأقارب خاصة إذا كان هناك تاريخ ولادة طفل مشوه فى العائلة.
والفحص قبل الزواج وذلك للتعرف على بعض الأمراض التى قد تؤدى إلى بعض التشوهات الخلقية فى الجنين ومعالجة هذه الأمراض قبل الحمل والولادة مثل مرض السكر أو اتخاذ الاحتياطات اللازمة لمنع حدوثها مثل اختلاف فصيلة الدم، والتوعية بعدم تأخير سن الزواج أو الولادة بعد سن 35 سنة حيث تزداد نسبة حدوث تشوه الأجنة.
كذلك التنبيه على الحامل بعدم التعرض فى الأشهر الأولى من الحمل إلى الأشعة وكذلك عدم تناول العقاقير المختلفة التى قد تسبب زيادة نسبة حدوث التشوهات الخلقية، وإقناع الحامل بالإقلاع عن الممارسات التى قد تضر الجنين مثل تعاطى المخدرات، والتدخين والمشروبات الكحولية وغيرها من المواد الضارة.