أقوال أهل العلم في بيانها :
قال الربيع رحمة الله : سألت الشافعي رحمه الله عن الرقية فقال : لابأس بأن يرقى بكتاب الله و بما يعرف من ذكر الله
وقال الخطابي رحمه الله: فإذا كانت الرقية بالقرآن و بأسماء الله فهي مباحة و إنما جاءت الكراهة فيما كان منها بغير لسان العرب فانه يكون كفرا أو قولا يدخله الشك – أعلام الحديث ( 2 /1112 )-
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : و أما معالجة المصروع بالرقى و التعويذات فهذا على وجهين :
1 – فإذا كانت الرقى و التعاويذ مما يعرف معناه ومما يجوز في دين الإسلام أن يتكلم بها الرجل داعيا الله ذاكرا له مخاطبا لخلقه ونحو ذلك ، فإنه يجوز أن يرقى بها المصروع ويعوذ فإنه قد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه أذن في الرقى مالم تكن مشركا – أخرجه مسلم و أبو داود – و قال من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل – أخرجه مسلم وأحمد وابن ماجة –
2 – و إن كان في ذلك كلمات محرمة مثل : أن يكون فيها شرك أو كانت مجهولة المعنى أن يحتمل أن يكون فيها كفر ، فليس لأحد أن يرقى بها ولايعزم و لايقسم ، وإن كان الجن قد ينصرف عن المصروع بها فإن ما حرمة الله و رسوله ضره أكثر من نفعه – مجموع الفتاوى ( 23/277) –
و قال في وضع آخر : وعامة ما بأيدي الناس من العزائم و الطلاسم و الرقى التي لاتفقه بالعربية فيها ما هو شرك بالجن .
ولهذا نهى علماء المسلمين عن الرقى التي لايفقه معناها ، لأنها مظنة الشرك و إن لم يعرف الراقي أنها شرك ، وفي صحيح مسلم عن عوف بن مالك الأشجعي قال : كنا نرقى في الجاهلية ، فقلنا يارسول الله ، كيف ترى في ذلك ، فقال : أعرضوا على رقاكم ، لابأس بالرقى مالم يكن فيه شرك - أخرجه مسلم في السلام
وقال ابن عبد البر رحمه الله : و أما طرد الشياطين بالتلاوة و الذكر و الآذان فمجتمع عليه مشهور في الأثار – التمهيد ( 19/46) –
و قال النووي رحمه الله : و ما الرقى بأيات القرآن و بالافكار المعروفة فلانهى فيها بل هو سنة –صحيح مسلم –
وقال البغوي رحمه الله : فأما ما كان بالقرآن ، وبذكر الله عز وجل ، فإنه جائز مستحب – شرح السنة (12/109) –
وجاء في الموسوعة الفقهية الكويتية : وكذلك الرقى و التعاويذ محمولة أيضا على ذلك أو على ما إذا كانت بغير لسان العرب ولا يدري ماهي ، ولعله يدخلها سحر او كفر أو غير ذلك مما لايعرف معناه فإنها حينئذ حرام ، وصرح به الخطابي و البيهقي ، وابن رشد و العز بن عبد السلام وجماعة من أئمة الشافعية و غيرهم .
وقال في الشرح الصغير : لايرقى بالأسماء التي لايعرف معناها قال مالك : و ما يدرك لعلها كفر - الموسوعة الفقهية -
قال القرافي : والرقى ألفاظ خاصة يحدث عندها الشفاء من الأسقام و الأدواء والأسباب المهلكة ، ولايقال لفظ الرقى على ما يحدث ضررا بل ذلك يقال له سحر ، وهذه الألفاظ منها ماهو مشروع كالفاتحة و المعوذتين ، ومنها ما هو غير مشروع كرقى الجاهلية والهند وغيرهم ، وربما كان كفرا ، ولذلك نهى مالك وغيره عن الرقى بالعجمية لإحتمال ان يكون فيه محرم – الفروق ( 4/147) –
وقال العيني : قال الخطابي : الرقية التي أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم هي مايكون بقوارع القرآن ، وبما فيه ذكر الله تعالى على ألسن الأبرار من الخلق الطاهرة النفوس ، وهو الطب الروحاني ، وعليه كان معظم الامر في الزمان المتقدم الصالح أهله ، فلما عز وجود هذا الصنف من أبرار الخليقة مال الناس إلى الطب الجسماني حيث لم يجدوا للطب الروحاني نجوعا في الأسقام لعدم المعاني التي كان يجمعها الرقاة وما نهى عنه هو رقية العزاميين ومن يدعي تسخير الجن -عمدة القارئ –
قال الذهبي : قال الخطابي و أما إذا كانت الرقية بالقرآن أو بأسماء الله تعالى ، فهي مباحة فإن النبي كان يرقي الحسن والحسين رضي الله عنهما ، فيقول : أعيذكما بكلمات الله التامات من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة ، وفي رواية و بالله المستعان وعليه التكلان – كتاب الكبائر –
وجمل الدكتور ابراهيم البريكان ماسبق ذكره بقوله : ويشترط للرقى المباحة عدة شروط هي :
1 – أن تكون بكلام الله ، أ و بأسمائه أو بصفاته ، أو بالأدعية النبوية المأثورة عنه في ذلك
2 – أن تكون باللسان العربي
3 – أن يكون مفهوم المعنى
4 – أن لا تشتمل على شيئ غير مباح ، كا لإستغاثة بغير الله أو دعاء غيره أو إسم للجن أو ملوكهم ونحو ذلك
5 - ألايعتمد عليها
6- أن يعتقد أنها لاتؤثر بذاتها بل بإذن الله القدرى.
فإن اختل شرط فهي رقية محرمة غير شرعية .