عالج نفسك بالخشوع. الاستفادة من الخشوع والتأمل لعلاج الأمراض
عالج نفسك بالخشوع
التأمل الإسلامي
الإسلام لم يغفل هذا الموضوع المهم، فأمرنا بالخشوع وبخاصة في الصلاة والعبادات والدعاء. فالخشوع في الإسلام ليس تأملاً عادياً، بل هو عملية تأمل مترافقة مع التفكير والتدبر وتذكر الآخرة ونسيان هموم الدنيا، ويشمل العفو والتسامح والتخلص من سلبيات المجتمع... وذلك حسب ما أمرنا القرآن.
كيف نشخع لله تعالى؟
أفضل طريقة للخشوع تكون أثناء الصلاة. من خلال التركيز والتفكير بمعاني الآيات التي نتلوها، ونتأمل قدرة الله تعالى وحكمته في خلقه.. فعندما نقرأ آية صبر، نعزم على الصبر والتحمل، وعندما نقرأ أو نسمع آية تأمرنا بالعفو والتسامح نعقد العزم على أن نسامح الآخرين ونعفو عنهم... وعندما نسمع آية عذاب نتخيل نار جهنم وعذابها فنعقد العزم على ألا نعصي الله أبداً...
وهكذا نحن أمام عملية إعادة برمجة لحياتنا وعاداتنا، وتغيير شامل للعقلية المريضة التي أثر بها مجتمعنا وعاداتنا السيئة.. حيث نعيد بناء هذه العقلية على الحب وحب الخير والرحمة والإخلاص في العمل... وكل هذا سوف يكسبنا محبة الله وثقة الناس من حولنا.
ولذلك فإن القرآن الكريم أمرنا بالخشوع واعتبره طريقاً للنجاح واستجابة الدعاء. فهذه آية كريمة تؤكد أن الخشوع هو أهم سبب لاستجابة الدعاء، قال تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) [الأنبياء: 90].
والخشوع يمنحك السعادة والقوة والطمأنينة في الحياة.. قال تعالى: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) [البقرة: 45].
أما إذا أردت أن تنجح في الدنيا والآخرة فعليك بممارسة الخشوع وبخاصة أثناء الصلاة.. قال تعالى: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ) [المؤمنون: 1-2].
والآن عزيزي القارئ: هل تستفيد من هذه العباة الرائعة، عبادة الخشوع، وتعالج نفسك بأن تخشع لله تعالى أثناء صلاتك وقراءة كتاب ربك، وخلال دعائك لله تعالى؟