نقض علوم الحديث
تحية لكل الزملاء المسلمين في المنتدى
كلما قرأت في كتب الاسلام استوقفتني هذه المكانة العظمى التي يحتلها الحديث النبوي في الثقافة الاسلامية.. كما أن هناك كتب ستة معتمدة ككتب صحاح .
وأرى أن هذه الأحاديث المجموعة في هذه الكتب مشكوك في صحتها . فهي لم تدون إلا بعد عشرات السنين على وفاة النبي .
وشاعت الأحاديث بلا ضبط سندها ولا تحقق من الرواة ، حتى وقعت الفتن ، يقول بن سيرين "لم يكونوا يسألون عن الاسناد سابقا فلما ظهرت الفتن قلنا سموا لنا رجالكم فما كان من أهل السنة قبلنا أحاديثه وما كان من أهل البدع طرحنا أحاديثه " ، وجو الفتنة كان جو وضع وكذب ،فكيف نثق بأحاديث منقولة في هذه الفترة ؟
اليس هذا يؤكد أن :
1- إن بناء الحديث النبوي هو بناء هش . فول رجعنا إلى تاريخ الحيدث سنلاحظ أن الصحابة اختلفوا في كيفية التعامل مع الأحاديث. فعمر بن الخطاب خالف بعض الصحابة حيث كان يشترط شاهدين ليقبل الحديث . هذا في زمن عمر . فكيف بعد أن حدثت الفتن . فالدكتور إسماعيل منصور يرى أن مع وجود الفتنة كان يجب الانتقال من شاهدين إلى أربعة شهود لقبول الحديث قياسا على "منهج القرآن في إثبات ادعاء القذف".لكن لم يتم ذلك .
واضافة على ما سبق نقول إن أساس علمكم ازداد هشاشة مع الزمن حيث قبلت أحاديث الآحاد واعتمدت أساسا من أسس التشريع. التي يمكن أن تذهب إلى رجم شخص بناء على خبر آحاد .
بل أكثر من ذلك ازداد الطين بلة فوصل الامر إلى القبول بالمراسيل أيضا !!!!!!!(ويكفي دلالة أن نشير إلى هذا التشبث بكل ما نسب إلى النبي ،في عمل بن عبد البر الذي حاول وصل مراسيل الموطأ)
بل زيادة على كل ما سبق ذكره نجد في أواخر عهد التابعين ظهورا لما سموه بمبدأ الأعتضاد ،فعمل علماء الحديث إلى محاولة تقوية خبر الآحاد بإيجاد أخبار آحاد أخرى تعضده ، ويتناسون أن الكل هو ضعف يضاف إلى ضعف.
وحتى علم الجرح والتعديل هو علم اقتصر على الطبقة الأخيرة من الرواة .أما غير هذه الطبقة فقد اعتمد في شأنها رأي التابعين . فكان الأمر خطير وهو إقامة الدين على مجرد حسن الظن والثقة في رجال من التابعين لا ندري هل هم عدول .وإذا كانوا عدولا فهل هم حفاظ ، وإذا كانوا حفاظا فهل لم يتغيروا في أواخر حياتهم ، وكيف لنا أن نعرف أن هذا الحديث هو من مرحلة كانوا فيها حفاظا من حديث آخر تغير فيه ذاكرتهم؟
والمصيبة أن هذه الثقة كانت مبنية على معايير ساذجة أحيانا.
ولكم تحياتي.