دول إسلامية تحارب الإسلام
دول "إسلامية" تحارب الإسلام
منذر الأسعد**| 28/5/1437 هـ
إذا خانكَ الأدنى الذي أنتَ حِزْبُهُ
فلا عجباً أن أَسْلَمَتْكَ الأباعِدُ
بنغلادش تدرس إسقاط مادة رئيسية في دستورها، تنص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للبلاد. وطاجيكستان تجبر 13 ألف رجل على حلق لحاهم وتمنع الحجاب والأسماء العربية، باعتبار هذه الأمور تقود إلى "التطرف"!!وأستاذة أزهرية مصرية تحض السلطات على إصدار قانون يحظر النقاب على النساء!!وملحد مصري وقح يدعو إلى إدراج الأزهر على قائمة المنظمات التي تحض على الإرهاب!!
هذه مجرد عينات من عناوين الأخبار المؤلمة، التي تأتي من هنا وهناك،* لتؤكد أن العداء للإسلام لم يعد محصوراً في الصهاينة والصليبيين الجدد والصفويين في نسختهم الأشد حقداً وانحطاطاً!!فنظرة خاطفة على خريطة البلدان الإسلامية تكفي للجزم بأن أكثرها تحارب دين الله،* والاختلاف بينها في الدرجة فحسب.ولسنا متشائمين إذا قلنا: إن الدول التي يتمتع المسلمون فيها بحرية العبادة-حتى بمفهومها الغربي الذميم- أصبحت قليلة ويمكن ألا يتجاوز عددها أصابع اليدين.
دين هذه الدول هو الطغيان
وفقاً لما نشرته* صحيفة "ديلي ميل" البريطانية, قد تتخلى دولة بنغلادش عن الإسلام بوصفه الدين الرسمي للبلاد, رضوخاً لضغوط رؤساء الـمِلَل* الأخرى في البلاد . وأكدت الصحيفة أن المحكمة العليا البنغالية بدأت* في سماع المناقشات التي تتحدى وضع الإسلام بصفته الدين الرسمي. وأوضحت "ديلي ميل",أنه عندما أُنشئت بنغلادش عام 1971 م بعد انفصالها عن باكستان أُعلنت دولة علمانية. وفي عام 1988،* تم تعديل الدستور،* وأصبح الإسلام هو دين الدولة الرسمي.
وهكذا تؤكد التجربة أن شرور التغريبيين المهيمنين على بنغلادش تثير الأسى حتى بمنظار أرضي واقعي، فالنخبة الدموية المتسلطة على مقدرات هذا البلد المسلم، هي المسؤولة –حتى بالقوانين الوضعية الجائرة- عن استمرار التخلف والفقر الشديدين اللذين يتسم بهما المجتمع البنغالي، ولذلك فهي تفتعل قضية دين الدولة، لكي تجدد ولاءها لسادتها من جهة،* ولتشغل الناس عن معاناتهم المزمنة!! فكيف لا يكون الإسلام هوية البلاد التي تربو نسبة المسلمين فيها على 90%؟
إن أسلوب الإلهاء الرخيص هو* شأن الطغاة العملاء دائماً، وإلا فما الحصيلة العملية للنص على أن الإسلام هو الدين الرسمي للدولة،* بينما تعج الدولة بقوانين وسلوكيات فردية وعامة تصادم قطعيات الشرع المطهر؟
وأي إسلام يحترمه مختطِفو السلطة في بنغلادش وهم يَسُوقون* العلماء والدعاة إلى المشانق، بذرائع هزلية كاتهامهم بارتكاب جرائم حرب قبل 40 سنة، أو السعي إلى تنظيم انقلاب بالقوة مع أن هؤلاء العلماء لا يتقنون استخدام السكين لذبح دجاجة للأكل!!
صناعة الغلو
من مآسي المسلمين في آسيا الوسطى، أن فرحتهم بانهيار دولة الإلحاد الاستعماري الروسي لم تدم طويلاً، فقد تواطأ الغرب وفلول المخابرات السوفياتية على إبقاء تلك البلدان تحت سلطة عملاء موسكو السابقين، بعد أن تم نقل خدماتهم إلى السيد الجديد في البيت الأبيض!!
وطاجيكستان* نموذج يجسد تلك المأساة التي تدمي القلب.
فـ98% من أهلها مسلمون، وقد عانوا ويلات الإلحاد الشيوعي القسري من قبل، لكنهم فوجئوا بأن خلفاء السوفيات لا يقلون عنهم حقداً على الإسلام!!
فقد أشارت صحيفة إندبندنت البريطانية إلى أن طاجيكستان بدأت تتخذ خطوات على أراضيها لمحاربة ما تسميه "التطرف وتنامي الفكر المتشدد"،* إذ حلقت لحى 13 ألف شخص،* كما "أقنعت" 1773 امرأة بالتوقف عن ارتداء الحجاب في العام الماضي،* بحسب ما أعلنته الشرطة.
كما أعلن رئيس الشرطة في إقليم خاتلون باهروم شريف زودا أن المسؤولين أغلقوا 162 محلاً لبيع الملابس الإسلامية التقليدية من بينها الحجاب،* وأن 1773 امرأة تم "إقناعهن" بالتخلي عن الحجاب.
ووفقا لإندبندنت،* فإن الرئيس إمام علي رحمون -الذي وصل إلى السلطة عام 1992- عمل على تعزيز العلمانية في البلاد،* وعلى وقف المعتقدات والممارسات التي يمكن أن تتسبب في عدم استقرار البلاد بحسب رؤيته،* وكان قد تم حظر الأسماء العربية.
وفي ديسمبر/كانون الأول،* منح البرلمان رحمون وعائلته حصانة مدى الحياة من الملاحقة القضائية،* وأعطاه رسمياً لقب "زعيم الأمة"،* و"مؤسس السلام والوحدة الوطنية في طاجيكستان".
وكأن تاريخ الطغاة ليس سوى تكرار مقيت بعضه لبعض، فكأننا نعود إلى سيرة الهالك أتاتورك* بكل تفاصيلها!! وهو ما جرى لعبد الناصر وسوكارنو وحافظ أسد والقذافي......
إلا أن الزمان اختلف والناس ليسوا بغفلة الناس في تلك المراحل،* ولذلك جاءت النتائج سريعة:فقد عبَّر الإعلام الأمريكي من صدمته
من انضمام عقيد في الشرطة الطاجيكية إلى تنظيم داعش الإرهابي،* مع أنه كان مسؤولاً عن محاربة الإرهاب، بل إنه تلقى تدريبات مكثفة على ذلك في أمريكا نفسها!!
وظهر العقيد غولمراد خالينوف في شريط فيديو جديد بثته محطة "سي إن إن" الأميركية وهو يهدد الأميركيين بالقول "سنأتي إليكم ونقتلكم في عقر داركم".
وأضافت أن العقيد خالينوف هدد الأميركيين باللغة الروسية قائلاً "استمعوا أيها الخنازير الأميركيون: لقد زرت أميركا ثلاث مرات،* وشاهدت كيف تقومون بتدريب الجنود لقتل المسلمين،* فأنتم تدربون جنودكم على كيفية المحاصرة والهجوم،* وذلك من أجل إبادة الإسلام والمسلمين".
وقالت صحيفة "واشنطن تايمز: العقيد خالينوف انضم إلى الإرهابيين الذين تدرب* لمقاتلتهم!!
وأشارت الصحيفة إلى أن العقيد الطاجيكي تدرب في خمس دورات متخصصة في مكافحة الإرهاب،* نظمت بإشراف الخارجية الأميركية خلال الفترة بين 2003 و2014 داخل أميركا وفي طاجيكستان.
النقاب جريمة والعري حضارة!!
أتى على الناس حين من الدهر، كانت فيه الحملات المناوئة للحجاب والحشمة، من اختصاص سفهاء الفن الخليع وذوي الأقلام المأجورة والمبغضين للدين، بل إن مذيعة سافرة تصدت لضيفها الدجال مدعي المشيخة وأكدت أن الحجاب أمر شرعي وتضرعت إلى الله سبحانه أن يعجل في زوال الضغوط التي تمنعها من ارتداء الحجاب!!
أما أن تتولى كبر دعوات مشينة كهذه استاذة للفقه المقارن بجامعة الأزهر، فإنه "تطور" جديد نحو الهاوية!!
وقد أحسن الدكتور عبد المنعم فؤاد،* أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر،* في تفنيده للدعوة البائسة لمنع النقاب بالقوة، وقال: إن الحملات التي تمنع ارتداء النقاب تشكل تعديًا صارخًا على الحرية الشخصية،* وأضاف فؤاد،** في مداخلة هاتفية مع الإعلامي مجدي طنطاوي ببرنامج "كلام جرايد" على قناة العاصمة ردًا على الحملة التي أطلقتها الدكتور آمنة نصير أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر وعضو مجلس النواب لمنع النقاب: "من يقول إن النقاب عادة يهودية،* نقول لهم،* أهلا باليهودية إذا التقت مع الإسلام،* لأن الدين عند الله الإسلام". وناشد "فؤاد" الدكتورة آمنة نصير أن تمنع العري ومشاهد الفساد في المسلسلات والأفلام،* داعيا إلى عدم إشغال البرلمان بمثل هذه المشروعات. ومن جانبه،* تدخل* المذيع قائلًا: "مصر ليست كلها متنقبات،* والمسألة حرية شخصية،* كنت أتفهم أن تسهمي في إصدار قانون لمنع العري،* وأن ترتدي السيدات الزي الإسلامي،* ولكن لا تستطيعي أن تقولي ذلك". وأوضح: "سيخرج عليك من يقولون إن العري حرية شخصية،* وأنك لن تفرضي علينا ماذا سنرتدي،* ويطلعوا عليكي وياكلوكي،* وأنت فاهمة ذلك جيداً فآثرت السلامة،* واخترتِ الضغط على الإسلاميين اللي صوتهم الآن تحت الِجزم"!!
الأزهر في محنة كبرى
لم يشفع للأزهر تطبيله للنظام الانقلابي، فها هو الزنديق سيد القمني يتطاول على المؤسسة الأزهرية ،* داعياً الأمم المتحدة إلى إدراجها ضمن المنظمات الإرهابية،* ونشر عبر صفحته الشخصية على"فيس بوك" عريضة توقيعات تم تدشينها على موقع جمع توقيعات شهير،* بهدف تقديمها إلى الأمم المتحدة للتصديق على إدراج الأزهر ضمن قائمة المنظمات الارهابية دولياً. وأضاف "القمني":"الأزهر يرى غير المسلمين وغير المنتمين لمذهبه السني الحنبلي الإرهابي أنهم كفرة،* وبالتالي يصدر الإرهاب للعالم".
بل إن القمني الذي يجحد النبوة ويطعن في القرآن الكريم ويعادي الصحابة الكرام، والمعروف بجبنه الشديد أمام السلطات، تجرأ على انتقاد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لأنه أوكل مهمة تجديد الخطاب الديني إلى الأزهر!!
حقاً إنها أسوأ فترة يمر بها الأزهر بين نظام يريد منه اختراع إسلام على مقاسه، وأساتذة يهاجمون الستر والفضيلة والعفاف ويتعامون عن قبح العري المتفاقم في الشارع والمؤسسات العامة والخاصة وفي الإعلام،* وزنادقة يعتبرونه مصنعاً للإرهاب!!
إنها حرب شاملة على الإسلام.. وقد أثبت التاريخ المعاصر أن العملاء شر من سادتهم الذين صنعوهم وفرضوهم على الأمة في غفلة منها.