احاديث عن الحلم
ب
يقال بالاحلام اقوال كثيرة وتفسر ايضآ تفسيرات كثيرة لكن بالاسلام لم نقم بتفسيرها لذلك سوف نذكر احاديث تذكر فيها الحلم وما يقول عنها الاسلام .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها ، فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها، وليحدث بها. وإذا رأى ذلك مما يكره ، فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره))
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: »إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة« رواه مسلم.
(إن فيك خصلتين يحبهما الله) أي يرضاهما ويثني على فاعلهما ويثيبه(الحلم) قال المصنف هو العقل، وفي النهاية: الحلم بالكسر الأناة والتثبت في الأمور وذلك من شأن العقلاء (والأناة) التثبت وترك العجلة. وسبب قول النبي صلى الله عليه وسلم له ذلك ما جاء في حديث الوفد »أنهم لما وصلوا المدينة بادروا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وأقام الأشج عند رحالهم فجمعها وعقل ناقته ولبس أحسن ثيابه، ثم أقبل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقر به النبي صلى الله عليه وسلم فأجلسه إلى جانبه ثم قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: تبايعوني على أنفسكم وقومكم، فقال القوم: نعم، فقال الأشج: يا رسول الله إنك لم تزاول الرجل على شيء أشد عليه من دينه، نبايعك على أنفسنا ونرسل من يدعوهم، فمن اتبعنا كان منا ومن أبى قاتلناه، قال صلى الله عليه وسلم: صدقت، إن فيك خصلتين يحبهما الله« الحديث، قال القاضي عياض: فالأناة تربصه حتى نظر في مصالحه ولم يعجل، والحلم هذا القول الذي قاله الدال على صحة عقله وجودة نظره للعواقب، ولا يخالف هذا ما جاء في مسند أبي يعلى وغيره أنه لما قال رسول الله للأشج: »إن فيك خصلتين« الحديث، قال: »يا رسول الله، أكان في أم حدثا؟ قال: بل قديم، قال: قلت الحمد لله الذي جبلني على خلقين يحبهما الله«
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: »إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف, وما لا يعطي على ما سواه« رواه مسلم.
أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قد تواطأت رؤى الصحابة على أن ليلة القدر في ليالي العشر، قال: «أني أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر»رواه البخاري (1911) ،ففيها ليلة القدر كما أخبر -عليه الصلاة والسلام-.
وقال –صلى الله عليه وسلم-: «الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان» رواه البخاري (6583) عن أبي قتادة.
فالرؤيا التي تضاف إلى الله -تعالى- لا يقال لها: حلم، والتي تضاف إلى الشيطان لا يقال لها: رؤيا وهذا فرق عظيم دل عليه كلام الشارع، من أن هذه من الله، وهذه من الشيطان.
عن عوف بن مالك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها مايهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة» رواه ابن ماجه (3907) وصححه شيخنا فيه..
والغالب أن الرؤى في الخير والحلم في غيره وهذا التفريق مقتبس من قول النبي -صلى الله عليه وسلم- السابق: «الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان»رواه البخاري.
قوله -صلى الله الله عليه وسلم-: «الرؤيا ثلاثة: فالرؤيا الصالحة بشرى من الله ،ورؤيا تحزين من الشيطان ،ورؤيا مما يحدث المرء نفسه» رواه مسلم (2263) عن أبي هريرة -رضي الله عنه-.
قال ابن القيم -رحمه الله-: «إنها أمثال مضروبة يضربها الملك الذي قد وكله الله بالرؤيا ليستدل الرائي بما ضرب له من المثل على نظيره ويعبر منه إلى شبهه»إعلام الموقعين (1/195).