---------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة موجزة في حكم التداوي والرقى والتمائم والعين والمس والسحر
حكم التداوي والعلاج
* يقول النبي الكريم عليه الصلاة والسلام : ( ما أنزل الله من داء إلا وأنزل له شفاء ، علمه من علمه وجهله من جهله ) رواه البخاري 0
* ويقول النبي صلى الله عليه وسلم ( إن الله لم يجعل شفاءكم فيما حرم عليكم ) رواه أبو يعلى وأبن حبان في صحيحه
* وقال عليه الصلاة والسلام : ( أعرضو علي رقاكم ، لابأس بالرقى مالم تكن شركاً ) رواه مسلم وأبو داوود 0
* وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا عاد مريضاً قال ( اللهم رب الناس ، أذهب الباس ، واشف أنت الشافي ، لا شفاء إلا شفاؤك ، شفاءً لا يغادر سقماً ) رواه البخاري ومسلم
* وكان صلى الله عليه وسلم إذا أشتكى قرأ على نفسه بالمعوذات 0 ( البخاري ومسلم )
* لكن ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في صفات السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب : بأنهم (( لايسترقون )) أي لا يطلبون الرقية مطلقاً ( البخاري 5752)( مسلم 220)
لأجل ماسبق ونحوه فقد أختلف أهل العلم في حكم التداوي والعلاج على النحو الآتي :
- ذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله إلى أنه مؤكدٌ حتى يداني به الوجوب 0
- وذهب الإمام مالك رحمه الله إلى أنه يستوي عنده فعل التداوي وتركه 0
- ومذهب الشافعية إلى أنه مستحبٌ وفعله أفضل ، وذكر النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم : أنه مذهب جمهور السلف وعامة الخلف0
- وذهب الإمام أحمد رحمه الله إلى مشروعية التداوي وإباحته ، وأن تركه أفضل لمن عقد التوكل وسلك طريقه 0
- وقال شيخ الإسلام أبن تيمية رحمه الله : ليس بواجب عند جماهير الأئمة ، إنما أوجبه طائفةٌ قليلةٌ من أصحاب الشافعي وأحمد 0(أنظر ( الآداب الشرعية ) لأبن مفلح0
* ذهب الشيخ ابن عثيمين رحمه الله إلى التوفيق والجمع بين أقوال الأئمة السابقة ، وأن الأقرب أن يقال :
1) أن ما عُلِم أو غَلَبَ على الظنِّ نفعه مع احتمال الهلاك بعدمهِ ، فهو واجب 0
2) ما غلب على الظن نفعه ، وليس هناك هلاكٌ محققٌ بتركه ، فهو أفضل 0
3) ما تساوى فيه الأمران فتركه أفضل 0
من كتاب ( الفتاوى الذهبية في الرقى الشرعية ) د 0 خالد بن عبدالرحمن الجريسي