البنفسج أو (Wild Viola) هو نوع من الشجيرات الصغيرة المزهرة، أزهاره بنفسجيّة أو حمراء أو بيضاء اللون، يوجد منه قُرابة الخمسمائة نوع مختلف ينتشر في مختلف أرجاء العالم، ويزداد انتشار هذا النوع من الشجيرات في نصف الكرة الأرضيّة الشمالي، وبالأخص في جزر الهاواي أستراليا والأنديز، أوراق هذه الزهرة قلبيّة الشكل وتكون أوراقها مفردة وأحياناً مزدوجة، رائحتها عطرية فوّاحة، ويتفاوت طولها لكنّه لا يتعدّى المتر الواحد، كما وتُنتج عدداً هائلاً من الأزهار سنوياً يصل عددها إلى أكثر من مائة زهرة.
فوائد زهرة البنفسج
استعمل الأثينيون زهرة البنفسج لغاية تعديل المزاج والتخلّص من الغضب منذا القِدم، كما واستخدموها أيضاً للتخلّص من الأرق ومن أجل النوم والراحة، وتعد هذه الزهرة مقويّة للقلب ولتنظيم ضرباته، أمّا الإغريقي بليني (pliny) فقد ذكر فائدة جذور البنفسج كمادة أساسية تدخل في صناعة مرهم خاص لمعالجة داء النقرس وأمراض الطحال، وذُكر منذ القدم إكليل البنفسج الذي ارتبط ببعض القصص والأساطير، وقد جاء بالأصل من الفائدة التي يقدّمها البنفسج لطرد الصُداع والدُوار، كما واستعمل الفرنسيون البنفسج في صناعة العطور الفاخرة وكمنكّه يتم إضافته إلى الطعام، أمّا الآن فزهرة البنفسج تُستخدم كصبغة طبيعيّة، أمّا شراب منقوع البنفسج شراب طبي يشرب للتداوي من آلام الرأس، ويعالج الأمراض الصدرية كالسعال والالتهابات والربو.
وهذه الزهرة منشّطة لوظائف الكبد، حيث تعالج التهابات الكبد الوبائي أيضاً، كما وتعالج اليرقان، وتُستعمل في حالات ضعف عضلة القلب وأمراضه المختلفة، وتقلّل من فرصة الإصابة بالجلطات على أنواعها، وتعالج الشقيقة، وتتغلّب على أمراض الجيوب الأنفيـّة، وتعالج الكدمات والإصابات، وتقلّل فترة التآم الجروح، وتمنع احتباس الماء في الجسد، وهي مُدرّة للبول وتفيد في تفتيت الحصى والرمل، وفي عالم الجمال تستعمل مستحضرات زهر البنفسج. ورغم كل الفوائد المذكورة مُسبقاً يُنصح بعدم تناول جرعات كبيرة من منقوع البنفسج كونه من الممكن أن يؤدي إلى الغثيان.
أساطير البنفسج عند الإنجليز
يقال أنّ ملك الجليد وسط الثلج والصمت وفي البرد الشديد شعر بالضجر والوحدة، فأرسل جنوده ليبحثوا له عن شيءٍ يسري به عن نفسه، فوجد الجنود فتاةً فائقة الجمال تشبه البنفسج واسمها (Viola) أي بنفسج، فظنّوا بأنّ هذه الفتاة ستدخل الدفئ في قلب ملك الجليد، وبالفعل شعر الملك بمشاعر حارة اتجاهها، حيث إنّها استطاعت على أن تغيّر طباعه التي اتسمت بالقسوة إلى اللين.
وقد قيل أنّ فيوليت طلبت زيارة أهلها ذات يوم، فوافق ملك الجليد لكن بشرط؛ أن تذهب لزياتهم كزهرة تُزهر في فصل الربيع وتعود له في فصل الشتاء، كزهرة بلون البنفسج، فوافقت فيوليت نظراً لشوقها الكبير لأهلها، فحوّلها الملك إلى زهرة البنفسج في الربيع.