وقد توجّه المسلمون بناءً على أمر النّبي عليه الصّلاة والسّلام إلى بني قريظة، وقد تجمّع حوالي سبعمائة مقاتل لحصار بني قريظة ومعاقبتهم على فعلتهم وغدرهم، وعندما وصلوا إلى ديار بني قريظة حاصرهم لفترةٍ تصل إلى ما يقارب خمسة وعشرين يومًا حتّى علم اليهود أنّهم مهزومين لا محالة، فطلبوا من حلفائهم في الجاهلية الأوس أن يتوسّطوا عند رسول الله عليه الصّلاة والسّلام، فحكّم النّبي الكريم سيّد الأوس سعد بن معاذ في أمر يهود بني قريظة بعد أن أعلنوا الاستسلام، فقال سيّدنا سعد رضي الله عنه: (قد آن لسعد أن لا تأخذه في الله لومة لائم)، وقد توقّع الأوس أن يحكم سعد فيهم بالعفو نظرًا لعلاقته السّابقة بهم ولكنّ المفاجأة كانت أن حكم عليهم سعد بن معاذ رضي الله عنه بأن يقتّل رجالهم، وتسبى نساؤهم وذراريهم، وأن تقسّم أموالهم بين المسلمين، ففرح النّبي عليه الصّلاة والسّلام وقال لقد حكمت فيهم يا سعد بحكم الله تعالى من فوق سبع سموات، وقد نفّذ فيهم المسلمون بعد ذلك حكم الله تعالى، وتوفّي بعد ذلك سعد بن معاذ وكان قد أصيب في غزوة الخندق فانفجر جرحه وسالت دماؤه حتّى لقي الله تعالى، وقد بيّن النّبي عليه الصّلاة والسّلام أنّ عرش الرّحمن قد اهتزّ لموت هذا الصّحابي الجليل.
وقد حدثت غزوة بني قريظة في السّنة الخامسة للهجرة بعد انتهاء غزوة الخندق مباشرة، وذلك بعد أن تبيّن للمسلمين بأنّ اليهود قد نقضوا عهدهم معهم ومالؤوا الكفار على حرب المسلمين ومحاصرتهم في المدينة المنوّرة.