Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: بحث ما هي غزوة العسرة ما هي غزوة العسرة-غزوة العسرة الإثنين 15 مايو - 9:50 | |
| غزوة العسرة ، أو غزوة تبوك ، آخر الغزوات التي خاضها الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقعت في شهر رجب من السنة التاسعة للهجرة ، عندما حاول الرومان القضاء على قوة الإسلام عقب فتح مكة ، ولأن تلك القوة بدأت تهدد الوجود الروماني وتضعفه ، فقام الرومان بإعداد جيش ضخم ، وصل عدد المقاتلين فيه إلى أكثر من أربعين ألف مقاتل رومان وعرب ، وكان عدد الجيش المسلم في المقالبل نحو ثلاثين ألف مقاتل ، وانتهت المعركة دون حدوث أي صدامٍ بين الطرفين ، لأن الجيش الروماني قد تشتت خوفا من مواجهة جيش المسلمين الذي ذاع سيطه في أرجاء البلاد ، وخسر الروم حلفائهم الذين قاموا بالتخلي عنهم ، وتوجهوا لمحالفة العرب والمسلمين باعتبارهم القوة الأعظم في المنطقة .
قام الروم بالتجهيز لغزو المسلمين بعد فتح مكة ، ودخول أفواجٍ كبيرة في الإسلام ، وازدياد قوة المسلمين ، الأمر الذي هدد الوجود الروماني في المنطقة ، أصدر القيصر أوامره باجتثاث قوة المسلمين من جذورها والقضاء عليهم ، وعلى هذا الأمر أعد عدته لمنازلة الجيش الإسلامي ، فقام بإعداد جيشٍ كبير ، من الرومان وحلفائهم من العرب ، وكانت أخبار تلك التجهيزات تصل المسلمين في المدينة ، بشكل ضبابي غير واضح ، مما جعل المسلمين يترقبون الأمر بخوف من تلك القوة التي ستأتي للإجهاز عليهم ، وكان للمنافقين دورٌ كبير في بث الرعب في النفوس ، عن طريق استغلالهم للموقف بمراسلة الرومان ، والمكر والدسائس ، واتخذوا من مسجد ( الضرار ) مكاناً لآجتماعاتهم موهمين المسلمين بأنهم يجتمعون هناك للعبادة ، وقاموا بدعوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للصلاة فيه ، ليأمن المسلمون هذا المسجد ، وتنطلي الحيلة عليهم ، لكن الرسول لم يلبي طلبهم ، قائلاً بأنه سيقوم بالصلاة به بعد الغزوة ، لكنه عوضاً عن هذا قام بهدمه ، لأنه علم سبب تأسيسه لخداع المسلمين والتآمر عليهم ، أما حال المسلمين فقد كانت مزيداً من الخوف والترقب ، حتى أتتهم الأخبار الأكيدة عن طريق الأنباط القادمين من الشام بأن هرقل قد أعد جيشاً ضخما لمواجهة المسلمين .
وصلت تلك الأخبار للرسول عليه السلام ، وكان الوقت صيفاُ ، إجدبت الأرض فيه وازدادت حرارتها ، وقل الماء ، فأصبح الأمر مقلقاً بالنسبة للمسلمين ، لكن لم يكن أمام الرسول خياراً آخر غير المواجهة ، فكان قراره الحاسم بالإعداد والخروج لملاقاة جيش الروم ، ليبدأ بدعوة القبائل المجاورة الإستنفار ، وجمع التبرعات لإعداد الجيش ، في هذا الوقت نزلت آيه تحث المسلمين على القتال والصمود ، لبى المسلمين نداء الرسول دون تردد ، حيث تدفقت القبائل والأفراد الى المدين ة للمشاركة في القتال ، غير الصدقات التي تبرع بها المسلمين رجالاً ونساءً ، حيث جادوا بما استطاعوا من قليلٍ وكثير .
وصل عدد جيش المسلمين لثلاثين ألف مقاتل ، توجهوا لملاقاة الروم ، ولم يتخلف عن القتال إلا المنافقين الثلاثة المشهورين ، وقصد جيش المسلمين تبوك ، وخلال المسير اتضح ضخامة عدد الجيش بحيث لم يتم الإستعداد جيداً لتأمين مسيره ، فكانت رحلته عسيرة لشح عتادهم ، مقارنةً مع ضخامة عددهم ، حيث كانوا يأكلون الأوراق ، ويذبحون البعير ، لتناول ما في بطونها من ماء ، ولهذا سميت هذه المعركة بـ ( العسرة ) . نزل نبأ زحف جيش المسلمين كالصاعقة على الر ومان ، لتشل حركتهم بحيث لم يعد لديهم القدرة من التقدم خطوة واحدة أخرى للمواجهة ، مما أدى إلى فزعهم وهروبهم ، وتفرقهم في الأمصار ، وتركهم الكثير من أحلافهم ، ليتوجهوا بولائهم إلى الجيش الأكبر وهو جيش المسلمين ، ودفع الجزية للرسول عليه الصلاة والسلام .
عاد المسلمين بعد هذا النصر العظيم في السمعة إلى المدينة حاملين لواء النصر هذا ، وأثناء عودتهم حاول عددٌ من المنافقين اغتيال النبي صلى الله عليه وسلم ، فحماه حذيفةبن اليمان ، ليرتعب المنافقين ، وهربوا على الفور ، وقام حذيفة بإخبار الرسول بأسماء المنافقين الفارين ، وصل المسلمين بعدها إلى المدينة لتخرج المدينة عن آخرها في استقبال الرسول والمجاهدين المنتصرين ، وكانت عودتهم في شهر رمضان المبارك ، حيث استغرقت الغزوة خمسين يوماً . |
|