سؤال ، جمع البصر والفؤاد ، تفسير
تأملوا هذه الايه قال تعالى ( وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون )
السؤال
لما جاء السمع مفردا في حين جمع البصر بالابصار والفؤاد بالافئده ؟؟
والجواب يكون على جهتين كما جاء في كلام الشيخ عصام بن صالح العويد - حفظه الله تعالى - ..
1- من جهة اللغه
فلأن السمع مصدر ، و المصدر لا يجمع
أما الأبصار و الأفئدة فأسماء مجموعة
و لعل هذا التغاير بينهما من جهة اللغة في التعبير عن السمع بالمصدر ، و عن البصر و الفؤاد بالاسم ، إشارة إلى التغاير بينهما من جهة الخلق ، فإن حاسة البصر و الفؤاد إرادية راجعة إلى اختيار الإنسان ، فهو يبصر و يفكر بما شاء دون إجبار في الأحوال الاعتيادية ، فيستطيع أن يغمض بصره عن هذا و يترك التفكير في ذاك غالباً ..
أما السمع فهي حاسة لا إرادية ، فالإنسان لايستطيع أن يُصِّم سمعه كما يستطيع أن يغمض عينيه ، بل يسمع جميع الأصوات التي حوله إجباراً لا اختياراً
2- من الجهه العلميه والفسيولوجيه
لأن السامع لا يمكن أن يُدْرِك عدداً من المسموعات ــ إدراكاً معه فهمٌ و ضبط ـ في وقت واحد أبداً ،فلا يمكن للسامع أن يسمع كلمتين في وقت واحد و يفهمهما جميعاً فهماً واضحاً كما هو معلوم ظاهر ، و من أراد أن يجرب فليضع في أذنيه سماعتين اثنتين و ليحاول أن يفهم في وقت واحد كلا الكلامين فهماً واضحاً ..
أماالبصر فيمكن أن يدرك بوضوح أكثر من شيء واحد في الوقت نفسه ، فيمكن أن يرى شخصين أو سيارتين في الوقت نفسه فيميز هذا من ذاك دون عناء ..
كذلك الفؤاد ـ و هو العقل القلبي الذي له ارتباط بالعقل في الدماغ ـ بدليل أن الإنسان يؤدي عدداً من الأعمال في وقت واحد ، فيتكلم و يتحرك و ينظر و يسمع و نحو ذلك في وقت واحد دون تداخل ، فسبحان من أتقن كل شيء خلقه تعالى ..
والله اعلم
مما نقلت