ابن الهيثم
الحسن بن الهيثم هو أحد أهمّ العلماء المسلمين، واشتهر بموسوعيّته الضخمة والكبيرة جداً؛ فقد كان مبدعاً في العديد من المجالات في آنٍ واحد؛ حيث إنّ له العديد من الإسهامات المتميّزة فيها، ومن أبرز المجالات الّتي أتقنها هذا العالم: الفلك، والفيزياء، وطبّ العيون، والرياضيات، والبصريّات، والفلسفة، وكافة العلوم بشكل عام، وقد اعتمد هذا العالم الجليل على المنهج العلمي في تحرّياته وتجاربه، وكافّة مكتشفاته العلميّة التي اكتشفها وتوصل إليها.
ولد العالم المسلم ابن الهيثم في مدينة البصرة في العام 354 من الميلاد، وهذه الفترة هي الّتي كانت تعتبر عصر الإسلام الذهبيّ، وكان هناك اختلاف بين من أرّخ لسيرته؛ فالبعض منهم قال إنّه كان عربياً، أمّا البعض الآخر فقال إنّه كان فارسياً. وفي بداية طلبه للعلم تعلّم العديد من العلوم منها: العقيدة الإسلاميّة، إضافة إلى اطّلاعه على الكتب العلميّة.
أورد القفطي على لسان ابن الهيثم أنّه قد قال: لو أتى مصراً لاستفاد من نيلها بشكل كبير وفي كلّ حالاته التي يكون عليها سواءً كانت حالة النقصان أم حالة الزيادة، ومباشرة استدعاه الخليفة الحاكم بأمر الله إلى مصر حتّى يقوم بتنظيم الفيضانات النيليّة، فنزل إلى موقع المشروع وأدرك أنه بحاجة إلى بناء سد، وهو الموقع الّذي يقع فيه سد أسوان في العصر الحالي. ولكنّه بعد أن تفقّد الموقع أيقن أنه لن يستطيع إتمام المهمّة كما أراد بسبب النقص الكبير في المواد في ذاك الوقت ممّا منعه من تأدية هذه المهمّة، وبسبب خوفه من غضب الحاكم بأمر الله الفاطمي تمثّل حالة الجنون ممّا جعله حبيس منزله ابتداءً من العام 401 من الهجرة إلى العام 411 من الهجرة، وفي هذه الفترة الّتي بقي فيها حبيس منزله استطاع أن يؤلّف كتابه الأشهر كتاب المناظر.
أعمال ابن الهيثم
من أبرز أعمال العالم ابن الهيثم كتاب المناظر والّذي تمّت ترجمته إلى اللغة اللاتينية ممّا جعله يسهم وبشكل كبير جداً في العلوم الغربيّة، وهذا الكتاب مؤلّف من 7 مجلّدات؛ حيث إنّ هذا الكتاب كان قد تضمّن نقداً للتفسيرات التي كانت منتشرةً حول الطريقة التي يرى بها الإنسان الأشياء من حوله، فقد استطاع إثبات أنّ الضوء يخرج إلى العين من الكائنات الحيّة أو من أي شيء حول الإنسان يراه. كما استطاع إثبات أنّ الأشعّة الضوئيّة تسير في خطوطٍ مستقيمة، وغير ذلك العديد من المواضيع الّتي احتوى الكتاب عليها.
ومن أبرز المخترعات الّتي توصّل إليها ابن الهيثم في حياته هي مبدأ (القمرة المظلمة) الّذي بنيت عليه الكاميرا فيما بعد، وقد شرح ذلك عن طريق مرور الضوء الواحد من خلال ثقب صغير جداً، مما سيعكس الصّورة التي تتواجد في الخارج؛ حيث استطاع نقل الصورة الخارجة إلى داخل القمرة المظلمة والّتي منها تم اشتقاق اسم الكاميرا فيما بعد. وكانت له العديد من الإسهامات الهامّة في مجال الفيزياء الفلكيّة والموسيقى والهندسة وعلم النّفس والعلوم الدينيّة حيث إنّه دافع عن التشكيك في ظاهرة النبوّة، وهناك العديد من الأعمال الأخرى وفي مختلف المجالات. ويُذكر أنّ عدد الكتب التي ألّفها ابن الهيثم وصلت إلى 200 كتاباً بحسب المؤرّخين فاختفى معظمها وبقي القليل منها.