يمكنُ أن تُصابَ العينُ بالعدوى من جَراثيم أو فُطور أو فيروسات. قد تحدثُ العدوى العينية في أجزاء مُختلفة من العين، وقد تصيب عيناً واحدة أو كلتا العينين. واثنتان من حالاتِ العدوى العينية الشائعة هما: • التهاب المُلتحمة، والذي يُعرفُ أيضاً باسم العَين القُرُنفليّة. ويُعزى التهاب المُلتحمة غالباً لعدوى. كثيراً ما يُصاب الأطفال به، وهو مُعدٍ بشدّة. • الجُدجُد (ويُعرَف أيضاً باسم شحاذ العَين)، وهو نتوء على الجَفن، يحدثُ عندما تدخلُ جَراثيم من الجِلد إلى الجُريب الشعري للهَدب. قد تتضمَّن أعراض العَدوى العَينيّة الاحمِرار أو الحكَّة أو التوَرُّم أو النَجيج أو الألم أو مَشاكل في الرّؤية. يعتمدُ العلاجُ على سبب العَدوى، وقد يشتملُ على الكمادات أو القَطرات العينيَّة أو المَراهِم أو المُضادَّات الحيوية.
مُقدِّمة
العدوى العينيّة مَرضٌ شائع، وهي قد تَحدث بسبب جراثيم أو فُطور أو فيروسات أو طُفيليّات. كما قد تحدثُ في أجزاء مُختلفة من العين، ويمكن أن تصيب عيناً واحدة أو كلتا العينين. يعتمدُ علاجُ العَدوى العينيّة على السبب. وقد يتضمّنُ العِلاج الكمادات أو قَطرات عَينيّة. كما قد تشملُ مراهم أو مُضادّات حيويّة. يَشرحُ هذا البرنامج حالات العَدوى العينيّة الشائعة. وهو يُغطّي الأعراضَ والتّشخيص والعِلاج. كما يتحدّثُ عن كيفيّة الوِقايَة من العدوى العينيّة.
العين
العينان عُضوان مُعقّدان للغاية، وهما يجمعان الضوء ويُركّزانه على القطب الخلفي منَ العَين، ممَّا يَسمحُ لنا بالرّؤية. القَرنيّةُ هي الجزء الأمامي الشّفاف من العَين. وهي تَسمح بدُخول الضّوء إلى العَين. ويُغلَّف باقي العين بطبَقة خارجيّة اسمها الصَّلبَة. تُغطّي طبقةٌ إضافيّة، اسمها المُلتحِمَة، القِسمَ الأمامي من العَين. يرتطم الضوءُ بالقُزحيّة، وهي الجُزء المُلوّن من العَين. ويُطلق على الفَتحة في مُنتصفِ القُزحيّة اسم الحَدقة (البؤبؤ). تتحكّم القزحيّة بمقدار الضّوء الذي يَدخلُ العين عن طريق تغيير مقاس الحَدَقة. يَعبرُ الضّوءُ من خلال الحَدقة، ثم يمرُّ عبر عَدَسَة شَفّافة. وتقوم عدّسة العَين، مثلها مثل عَدسة الكاميرا، بتركيز الضّوء في القُطب الخلفي من العَين. وتمرُّ أشعَّة الضّوء بعدَ مرورها عبر العَدسَة من خلال هُلامَة شفّافة، وتُسمَّى تلك الهُلامة بالجسم الزّجاجي. يُطلقُ على القطب الخَلفيّ للعين اسم الشبكِيّة. تحوّلُ الشبكيّة إشارات الضوء إلى إشارات كهربائيّة. وتُرسَلُ الإشارات الكهربائيّة عبرَ العَصَب البصري إلى الدماغ. يُترجمُ الدماغ هذه الاشارات إلى الصوَر التي نراها.
الأعراض
تكونُ للكثير من حالات العَدوى العينيّة أعراضٌ مُتشابهَة. الأعراضُ الرئيسيّة في العدوى العينيّة هي الحكّة أو التهيّج أو إحساس حارق في العينين. تتسبّب العَدوى العينيّة غالباً بتلوّن العين أو الجفن بلون قُرنفلي أو أحمَر. ومنَ الأعراض الشائعة الأخرى للعدوى العينيّة: اكتساء الجفنين أو الأهداب بجلبات (قشور)، لاسيما في الصّباح.
نجيج قَيحي من العينين.
الإحساس وكأنّ هُناك شيئاً في العَين أو الحاجة لفركِ العين.
ازدياد الإدماع.
حَساسيّة للضوء السّاطِع.
كما قد تتسبّب بعض حالات العَدوى العينيّة بما يلي: بروز أحمر مُتورّم.
رؤية غيميّة أو نَقص الرّؤية.
صُعوبة فَتح العَين.
إيلام في الجفن.
تورّم أو احمرار الجِفن.
أعراض زُكام أو أنفلونزا أو عدوى تنفسيّة أخرى.
يمكنُ التحدُّث مع مُقدم الرّعاية الصّحيّة أو مع اختصاصي العيون في حال مُلاحظة أيّ من تلك الأعراض أو تَغيّرات أخرى؛ فمن المهمّ اكتشاف المُشكلة مُبكراً. وهذا يجعلُ العلاج أسهل في مُعظم الحالات.
التهاب المُلتحمَة
التهابُ المُلتحمة هو التهابٌ يُصيب البطانة الرقيقة الشفّافة داخل الجِفن وعلى بياض العَين. ويُطلقُ على تلك البِطانة اسم المُلتحمة. يصيبُ التهابُ المُلتحمة الأطفالَ، إضافة للبالغين. كثيراً ما يُطلق على التهاب المُلتحمة اسم "العين القَرنفُلية"، لأنَّ الالتهاب يُعطي العين لوناً قَرنفُلياً أو مُحمراً. تحدثُ العين القَرنفُلية بسبب فيروسات أو جَراثيم. ويُمكنُ أن تَحدث بسبب عوامل تُسمَّى المحسِّسات أو المُستأرجات (مواد تُسبِّب التحسُّس)، مثل وَبَر الحيوانات الأليفة أو سوس الغُبار. كما يُمكنُ للمهيّجات مثل الضباب الدُخاني وكلور أحواض السباحة أن يتسبّب بالعين القرنفلية. لكن لا يتسبّب بالعدوى العينية سوى الفيروسات والجراثيم. يُصنّف مُقدمو الرعاية الصحيّة العين القُرنفلية غالباً بحسب سببها. ويُشار لها باسم: التهاب المُلتحمة الفيروسي.
التهاب المُلتحمة الجرثومي.
يَعتمدُ علاج التهاب المُلتحمة على نَوعه وشدّته. ويُمكنُ استخدامُ القطَرات العينيّة أو الكَمّادات الباردة لتَقليل الجَفاف والتورُّم الحاصلين بفعل مُعظم أنواع التهاب المُلتحمة. وقد يصف الطبيب المُضادّات الفيروسيّة لعلاج الأشكال الشديدة من التهاب المُلتحمة الفيروسي. لن تُحسّن المُضادات الحيويّة التهاب المُلتحمة الفيروسي، لأنَّ المُضادات الحَيويّة ليست فعالة ضد الفيروسات. يكون التهاب المُلتحمة الجُرثومي خَفيفاً غالباً. وقد لا يستمرّ إلا ليومين أو ثلاثة، أو قد يصل لأسبوعين أو ثلاثة. ويتحسّن غالباً في غضون 2-5 أيام دون عِلاج؛ غير أنَّ مُضادّات حيويّة خاصّة توصفُ غالباً لعلاج العدوى كي لا ينتشر للأخرين.
الجُدجُد (شحاذ العَين)
الجُدجد هو نتوء أحمَر مُتورِّم على الجِفن. وقد يبدو شبيهاً ببثرة، وهو ممضّ غالباً. يحدثُ الجُدجد عندما تدخلُ جراثيم من الجلد إلى الجُريب الشعري للهدب. ويمكن للغُدد في الجفن التي تُنتج الزيت في الأحوال الطبيعية أن تنسدّ وتتسبّب بالجُدجُد. قد يَتشكّل الجُدجد على الجفن العلوي او السفلي. وقد يكون هناكَ أكثر من جُدجُد واحد في نفس الوَقت. يشفى الجُدجُد من تلقاء نفسه غالباً في غُضون 5-7 أيام. وتبرأ العدوى عندما يتصرّف القيح من الجُدجُد. يمكن للعنايةِ بالجُدجُد تطبيقُ كمادات دافئة للمساعدة على تصريفه. ويمكن تنفيذ ذلك حتى ست مرات في اليَوم بحيث تأخذ كلّ مرّة 15 دقيقة. يجب عدمُ عصر الجُدجد أو فقئه أبداً، فقد يتسبّب ذلك بعدوى أكثر شِدّة. يمكن فَرك الجفن بلطف بالماء وبفوطة نَظيفة. كما يُمكن استخدام صابون خَفيف أو شامبو أطفال. يجب إغلاق العينين عند الفرك كي لا تتأذى العين. يجب عدمُ ارتداء العَدسات اللاصقة في حال الإصابة بالجُدجُد. يمكن لارتداء العدَسات اللاصِقة عند الإصابة بالجُدجُد أن ينشرَ العَدوى إلى القَرنيّة. كما يجب التوقُّفُ عن استخدام المكياج، لأنه قد يُصبح مُلوثاً بالعدوى. في أحوال نادرة، يكون من الضّروريّ تصريف الجُدجُد الكبير على يدي اختصاصي عيون. ويجب في حال القلق من أيّ أعراض الاتصال بمُقدّم الرّعاية الصحيّة.
التهاب القَرنيّة
التهابُ القرنيّة هو التهابٌ يصيب القرنيّة. القَرنيّة هي الجزء الأمامي الشفاف للعَين. وقد يحدث التهابُ القرنيّة بسبب عَدوى جُرثوميّة أو فيروسيّة أو فطرية أو طُفيليّة. قد تتسبّب بعضُ أنواع التهاب القرنيّة بنقص الرّؤيَة أو حتى بالعمى. من المهم مُراجعة اختصاصي عيون في حال الإصابة بأعراض التهاب القَرنيّة للوِقايَة من مَشاكِل إضافيّة. ويمكن أن تتضمّن الأعراض: تغيُّم الرؤية.
الشعور بوجود شيء في العَين.
الحساسيّة للضّوء.
كلَّما كان علاج التهاب القرنيّة أبكَر، كانت فُرَص الوقايَة من العَمى والمَشاكل الخَطيرَة الأخرى أفضَل. يعتمدُ العلاج على سبب العَدوى. إذا حدثَ التهابُ القَرنيّة بسبب جَراثيم، فبإمكان القطرات العينية المُضادّة الحيويّة أن تُعالج العدوى غالباً. كما يُمكن علاج العدوى الأكثر شدة بالمُضادات الحيوية الفمويّة. يُعالج التهابُ القرنيّة الفطري عادةً بكلٍّ من القطرات العينية المُضادّة للفطور والأدوية المُضادّة للفطور الفمويّة. يُعالج التهاب القرنيّة الحاصل بسبب فيروس بكلٍّ من القطرات العينية المُضادّة للفيروسات ومُضادات الفيروسات الفموية، إلا أنَّ تلك العلاجات ليست فعالة 100٪. ويمكن لالتهاب القرنيّة الفيروسي أن يُعاود الظهور. كما يمكنُ أن يحدث التهاب القرنيّة بسبب طُفيلي اسمه الشوكَميبَة، وقد يكون هُناك صعوبةٌ في علاج هذا النوع من التهابات القرنيّة. ويمكن للقطرات العينيّة المُضادة الحيوية أن تُساعِد أحياناً، غير أنَّ الحالات الشّديدة قد تحتاج إلى جراحة لاستبدال القرنيَّة. ويُطلقُ على تلك الجراحة اسم زَرع القرنيّة.
الحَثَر (التراخوما)
الحَثَر (ويُعرف أيضاً باسم التراخوما) هو عدوى عينيّة جرثومية، تحدث بسبب جُرثومة المُتدثّرَة الحَثَرية. وهي نفسُ الجرثومة التي قد تسبب مرض المُتدثرة المنقول بالجنس. الحَثر أكثر شُيوعاً في المَناطق الفقيرة من البلدان النامية. وقد يتسبّب الحَثَر في حال تركه دون علاج بما يلي: العمى.
شذوذات في الجفون.
أهداب ناشبة (مُنغرسة في اللحم).
الحَثَر مُعدٍ بشدّة، ويمكن أن يَنتشر بسُهولة. تنتشرُ الجراثيم بواسطة التماس المُباشر مع نجيج من عيني أو أنف أو حلق شَخصٍ مُصابٍ بالعدوى. وقد يحدثُ هذا عند مُشاركة الثياب أو المَناشِف. يمكن للذباب في البلدان النامية أن ينشر الجراثيم التي تُسبب الحثر أيضاً. أعراضُ الحَثَر مُشابهةٌ لأعراض حالات العدوى العينيّة الأخرى. وغالباً ما يكون المُصابون من الأطفال الصّغار، غيرَ أنَّ الأعراض الشديدة قد لا تظهر إلا لاحقاَ، فقد لا يظهر تندُّب باطن الجفن أو نقص الرُّؤية حتى يُصبح الطفل المُصاب بالعدوى بالغاً. إذا شُخص الحَثَر باكراً بما يكفي، فغالباً ما تكونُ المُضادّات الحيوية العلاج الوحيد الضروري لشفاء العدوى. وقد تحتاج المراحلُ اللاحِقَة منَ الحَثر للجراحة من أجلِ إصلاح شذوذات الجِفن الحاصِلة بِسبب العَدوى. وقد يكونُ هُناك حاجةٌ أيضاً لإزالة الأهداب للوقاية من تلف إضافي للعينين. ويؤخَذُ زرعُ القرنيّة بالاعتبار أحياناً من أجلِ تَحسين الرّؤية، إلاَّ أنَّ زرعُ القرنيّة لا يُجدي نفعاً غالباً عندَ المُصابين بالحَثَر.
الوِقاية
تنتشرُ مُعظمُ حالات العَدوى العينيّة بسهولَة من شخصٍ لآخر. وبالإمكان تقليل انتشار العدوى العينيّة كثيراً باتباع بعضِ خَطَوات النظافة الجيدة البَسيطة. يمكن في حال الإصابة بعدوى عينيّة الحد من انتشاره لناس آخرين عن طريق: غَسل اليدين كثيراً بالماء الساخن والصابون. وإذا لم يتوفَّر الماء والصابون، يمكن استخدام منظِّف يدين كحولي.
عدم لمس أو فرك العينين.
يجب غسلُ أي نجيج حول العينين في حال وجوده، عدة مرات يَوميّاً. ويجب غَسل اليدين أولاً، ثمّ يمكن استخدام مِنشفَة نظيفة أو كرة قطنية جديدة أو منديل لتنظيف مَنطقة العين. يجب رميُ الكرات القُطنيّة أو المناديل بعدَ استخدامها. وفي حال استخدام مِنشفة، يجب غسلها بالماء الساخِن ومنظف. ويجب غسل اليدين بالماء الساخن والصابون بعد ذلك. يجب عدمُ استخدام نفس علبة القطرات العينيّة التي استُخدمت لعينين مُصابتين بعدوى على عينين غير مُصابتين بعدوى، حتى عند الشخص نفسه. كما يجب غسلُ اليدين بعد وضع القطرات العينية أو المرهم. يجب غسلُ أوجه أو أغطية الوسائد والملاءات والفوط والمناشِف بماء ساخن ومنظّف. كما يجب غسلُ اليدين بعد التعامل مع تلك الأشياء، وتجنُّب مُشاركة أشياء مثل المناشف والبطانيات وأغطية الوسائد. ينبغي تنظيفُ النظَّارات، والحرصُ على عدَم تلويث أشياء قد يُشاركها آخرون مثل المناشف. كما يجب عدم مشاركة مساحيق التجميل أو فراشي التجميل أو العدسات اللاصقة وعلبها أو النظارات، وعدم استخدام أحواض السباحة. في حال الإصابة بعدوى عينية، هناكَ خطوات أيضاً يمكن أخذها لتفادي عودة العَدوى بعدَ شفاء العدوى الأولى؛ فمثلاً، يجب التخلص من و أستبدال أي مساحيق تجميل للعين أو الوجه جرى استخدامُها في أثناء الإصابة بالعدوى. يجب استبدالُ محاليل العَدسات اللاصِقة التي جرى استخدامها في أثناء الإصابة بالعَدوى. كما يجب التخلّص من العدسات اللاصقة والعلب ذات الاستخدام الوحيد. وينبغي تنظيف العدسات ذات الاستخدام المديد كما ورد في الإرشادات. يجب غسلُ النظارات وعلب النظارات التي جرى استخدامها في أثناء الإصابة بالعَدوى.
الخُلاصَة
يمكن أن تُصابَ العين بالعدوى من جَراثيم أو فُطور أو فيروسات أو طفيليات. قد تحدثُ العدوى العينية في أجزاء مُختلفة من العين، وقد تصيب عيناً واحدة أو كلتا العينين. وحالات العدوى العَينية الشائعة هي العين القُرنفُلية والجُدجُد والتهاب القرنيّة والحَثَر. يعتمد عِلاجُ العدوى العينية على السبَب. وقد يتضمَّن العلاج الكمادات أو القطرات العَينية أو المَراهم أو المُضادات الحيويّة. كما قد تحتاج حالات العَدوى العَينية الأكثر شدّة إلى الجراحة أو زَرع القرنيّة. يمكن التحدُّثُ مع مُقدّم الرعاية الصحيّة أو مع اختصاصي العيون في حال مُلاحَظة أي تغيُّرات أو أعراض عَينيّة؛ فاكتشافُ المُشكلة باكراً يجعلُ العلاج أسهَل في مُعظم الحالات.