تُؤدي الإصابة بداء الزَرَق إلى أذيّة العصب البصري؛ وهذا سبب مؤكد للإصابة بالعمى. وهو يحدث عادة عندما يزداد ضغط السوائل داخل العين مما يُؤدي إلى أذية العصب البصري. لا تظهر أعراض في البداية، لكنّ الفحص الشامل للعين يمكنه أن يكشف تلك العلّة.
إن على الأشخاص المُعرضين لهذا الخطر أن يقوموا بإجراء اختبارات دورية كل عامين على الأقل. تتضمن هذه الاختبارات:
• الأشخاص الذين تجاوزا الستين من العمر
• الأشخاص الذين ظهرت في عائلاتهم إصابة بداء الزَرَق
ويُمكن أن تساعد المعالجة المبكرة في حماية العينين من فقدان البصر، وهي تشمل استخدام قَطرات عينية و/أو إجراء عملية جراحية.
مقدمة
الزرق من أمراض العين التي يمكن أن تنتهي بالعمى إذا لم تعالج.
يعاني الملايين من الناس من الزرق المفتوح الزاوية، وهو الشكل الأكثر انتشاراً من أشكال الزرق. ويجهل نصف هؤلاء المرضى أنهم مصابون بهذا المرض.
يقدم هذا البرنامج التعليمي المعلومات حول مرض الزرق وكيف يمكن أن يعالج.
تشريح العين
العين هي عضو الإبصار، وهي عضو شديد التعقيد يقوم بجمع الضوء وتركيزه على الجدار الخلفي للعين بشكل يسمح للمريض بالرؤية.
القرنية هي الجزء الأمامي الشفاف من العين. وهي تسمح بمرور الضوء إلى العين. أما بقية العين فهي مغطاة بطبقة خارجية تدعى الطبقة الصلبة.
هناك طبقة إضافية تدعى الملتحمة تغطي الجزء الأمامي من العين.
يسقط الضوء على القزحية، وهي الجزء الملون من العين. أما الفتحة الكائنة في وسط القزحية فتدعى الحدقة أو البؤبؤ. وتعمل القزحية على ضبط كمية الضوء التي تدخل العين من خلال تغيير سعة الحدقة.
بعد أن يمر الضوء من الحدقة أو البؤبؤ، يجتاز الضوء عدسة شفافة تقوم بتركيز الضوء على قعر العين، وهي بذلك تشبه تماماً عدسة الكاميرا.
تثبت المحفظة العدسة في مكانها.
تمر أشعة الضوء عبر مادة شفافة تدعى الجسم الزجاجي بعد مرورها عبر العدسة وقبل وصولها إلى الجدار الخلفي للعين،.
يدعى قعر العين بالشبكية. وتقوم الشبكية بتحويل الإشارات الضوئية إلى إشارات كهربائية.
تسري الإشارات الكهربائية عبر العصب البصري إلى الدماغ الذي يقوم بترجمتها إلى صور يراها الإنسان.
للعين حجرة أو غرفة أمامية، وحجرة أو غرفة خلفية. تقع الغرفة الأمامية أمام القزحية وتقع الغرفة الخلفية خلف القزحية وأمام العدسة.
إن السائل الشفاف الذي يملأ الغرفة الأمامية يتشكل بين القزحية والعدسة، ثم يجري امتصاصه عبر شبكة إسفنجية تقع في منطقة تدعى الزاوية.
إذا كانت سرعة امتصاص السائل أقل من سرعة تشكله فإنه يتراكم في الغرفة الأمامية. وحين يتراكم السائل يزداد الضغط في العين ويزداد التوتر فيها.
تؤدي هذه الزيادة في الضغط إلى تلف في العين والعصب البصري ويمكن أن تؤدي إلى العمى.
أنواع الزرق
هناك خمسة أنواع من الزرق: الزرق المفتوح الزاوية
الزرق المنخفض الضغط أو الزرق ذو الضغط العادي
الزرق المغلق الزاوية
الزرق الخلقي
الزرق الثانوي
الزرق المفتوح الزاوية هو أكثر أشكال الزرق انتشاراً. يرتفع ضغط العين مع الوقت بوتيرة بطيئة نسبياً. يمكن عادة معالجة هذا الزرق بالأدوية أو بالجراحة.
يعالج الزرق منخفض الضغط أو الزرق ذو الضغط العادي بنفس طريقة معالجة الزرق مفتوح الزاوية. لكن الأعراض هنا لا تحدث ببطء كما في الزرق مفتوح الزاوية، فقد تحدث بصورة مفاجئة.
يعتبر الزرق مغلق الزاوية حالة إسعافية. فهذا النوع يولد زيادة مفاجئة في ضغط العين. ومن علاماته الألم الشديد والغثيان واحمرار العين وتشوش الرؤية.
وإذا لم يعالج الزرق مغلق الزاوية فإن العمى يمكن أن يحدث في غضون يوم أو يومين. عادة، يمكن للجراحة الليزرية الإسعافية أن تفتح الانسداد وتنقذ الرؤية.
يصيب الزرق الخلقي الأطفال الذين يولدون بتشوهات عينية تعيق التصريف الطبيعي للسائل. علاماته هي العينان الغائمتان وشدة الحساسية للضوء وكثرة الدمع.
عادة ما تكون الجراحة هي العلاج الأمثل، وهناك فرصة ممتازة أمام الطفل للشفاء والتمتع برؤية جيدة.
يكون الزرق الثانوي نتيجة مضاعفات مرض آخر. وقد يكون علاجه دوائياً أو جراحياً.
فالأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى الزرق الثانوي هي: جراحة العين
الساد المتقدم
إصابات العين
بعض أورام العين
التهاب العنبية العينية
السكري
تناول أدوية كورتيزونية
أعراض الزرق
قد يكون الزرق بلا أعراض في مراحله الأولى.
إذا لم يعالج مرضى الزرق فقد يجدون فجأة أنهم عاجزون عن الرؤية الجانبية أو الرؤية المحيطية. فقد يشعرون كما لو أنهم ينظرون عبر نفق. تسمى هذه الحالة الرؤية النفقية.
ومع الوقت يمكن أن يزداد انحسار الرؤية لدى مريض الزرق حتى يصاب بالعمى الكامل.
ومن أعراض الزرق أيضاً ألم العين والصداع.
لا يصيب الزرق عادة سوى من تتجاوز أعمارهم الستين؛ باستثناء الزرق الخلقي، لكنه حالة نادرة.
بعض الأعراق تصاب بهذا المرض بصورة أكثر ، فمثلاً الأمريكيين من أصل أفريقي ممن تتجاوز أعمارهم الأربعين معرضون لخطر الإصابة بالزرق أكثر من غيرهم. لكن أسباب ذلك ما تزال مجهولة.
يكون الشخص أكثر عرضة للإصابة بالزرق إذا توفر أي من الشروط التالية: وجود إصابة زرق في العائلة
وجود أمراض عينية أخرى
وجود جراحات سابقة على العين
السكري
تشخيص الزرق
إن التشخيص المبكر للزرق أمر مهم لتفادي نقص الرؤية والعمى.
معظم المرضى لا يشعرون بالأعراض فوراً. ولا يمكن الكشف عن الإصابة بالزرق إلا عبر الفحص الدوري الدقيق للعين.
إن الفحص الدقيق للعين يتضمن اختبار: قياس القدرة البصرية
رسم حقل الرؤية
فحص قعر العين بعد توسيع الحدقة
قياس ضغط العين
قياس سماكة القرنية
في قياس القدرة البصرية يطلب الطبيب من المريض تحديد الأشكال في لوحة القياس، لقياس قدرة العين على رؤيتها من مسافات مختلفة.
أما اختبار حقل الرؤية فهو يقيس الرؤية الجانبية أو المحيطية لدى المريض. وهو يساعد الطبيب على معرفة ما إذا كان المريض يعاني من نقص في الرؤية المحيطية، لأن هذا دليل على وجود الزرق.
يسمح توسيع الحدقة للطبيب برؤية العصب البصري بصورة أوضح للتحري عن علامات تلفه.
يضع الطبيب قطرات في العين لتوسيع الحدقة. بعد الفحص تبقى الرؤية القريبة مشوشة عدة ساعات.
يحدد قياس ضغط العين مقدار ضغط السائل داخل العين. هناك عدة أنواع من قياس ضغط العين.
يستخدم أحد الأنواع الضوء الأحمر الأرجواني لقياس الضغط. وهناك قياس ضغط العين بالنفث الهوائي، وهو يقيس مقاومة العين لنفث الهواء.
أثناء قياس سماكة القرنية، تخدر العين بقطرة ويوضع مسبار فوق صوتي لقياس سماكة القرنية.
علاج الزرق
بعد التشخيص، يمكن معالجة الزرق بطرق متعددة.
في البداية يحاول الطبيب استخدام الدواء. وإذا لم ينفع الدواء في ضبط ضغط العين فقد يحتاج الأمر إلى عملية جراحية.
يستحسن أحياناً إجراء جراحة ليزرية في البداية.
تكون أدوية الزرق على شكل قطرات عينية وأقراص تؤخذ عن طريق الفم. يعمل بعض هذه الأدوية على تقليل تشكل السائل. ويعمل بعضها الآخر على خفض ضغط العين من خلال تسهيل عملية نزح السائل منها.
عادة تؤخذ أدوية الزرق عدة مرات في اليوم.
لا يعاني معظم الناس من مشاكل تسببها هذه الأدوية، ولكن بعض المرضى يعانون من صداع أو من آثار جانبية تصيب أعضاء أخرى من الجسم. قد تسبب القطرات إحساساً بالوخز أو بالحرقة في العين، وقد تسبب احمرارها أيضاً.
إذا قرر الطبيب إعطاء دواء لمريض الزرق فإنه سيشرح له كيفية استخدامه. وقبل البدء بعلاج الزرق، على المريض أن يخبر طبيب العيون عن الأدوية الأخرى التي يتناولها.
هناك أدوية كثيرة لعلاج الزرق. وإذا كان لدى المريض مشكلة في استخدام أحد الأدوية فعليه أن يخبر الطبيب. فقد يناسبه استخدام دواء آخر، وقد يكتفي الطبيب بتعديل الجرعة.
من المهم أن يستخدم المريض القطرات والأقراص طالما أنها تساعد في خفض ضغط العين. وقد يميل المريض أحياناً إلى التوقف عن تناول الدواء لأن الزرق نادراً ما يعطي علامات واضحة.
جراحة الزرق
إذا عجزت الأدوية وحدها عن الحفاظ على ضغط العين منخفضاً فقد يحتاج المريض إلى جراحة ليزرية، وهي تدعى "رأب الترابيق"،. وفي أكثر الأحيان يبقى المريض في حاجة إلى أدوية الزرق حتى بعد الجراحة.
يتم تخدير العين بقطرات خاصة. يجلس المريض قبالة جهاز الليزر، ويقوم الطبيب بوضع عدسة خاصة على العين.
يوجه شعاع ضوئي عالي الطاقة على العدسة الخاصة فينعكس على شبكة خاصة ليصل إلى داخل العين. وقد يرى المريض ومضات من ضوء أحمر أو أخضر متألق.
يحدث الليزر 50-100 حرقاً تفصل بينها مسافات متساوية. وتعمل هذه الحروق على توسيع مسامات التصريف في الشبكة.
قد يستدعي الأمر جراحة غير ليزرية. وهدف الجراحة غير الليزرية هو إحداث فتحة جديدة لتصريف السائل.
يتم إزالة قطعة صغيرة من النسيج من بياض العين المسمى "الصلبة" وهذا ما يفتح مجالاً جديداً لتصريف السائل من العين.
لا تترك الجراحة فتحة مكشوفة في العين. إذ يوجد نسيج رقيق وشفاف يغطي بياض العين اسمه الملتحمة. يتدفق السائل عبر الفتحة الجديدة تحت الملتحمة، ويصرف من العين.
الخلاصة
الزرق مرض خطير في العين يمكن أن يسبب العمى إذا لم يعالج.
أفضل طريقة لتشخيص الزرق هي الفحوص الدورية الدقيقة للعين. يجب أن يخضع كل أمريكي من أصل أفريقي تجاوز الأربعين وأي شخص آخر تجاوز الستين إلى فحوص عينية دقيقة بشكل دوري.
إن التشخيص المبكر والمعالجة تستطيع إنقاذ الرؤية عند معظم المرضى حتى يواصلوا الاستمتاع بحياتهم!