بسم الله الرحمن الرحيم
أليكم: بحث عن غزوة أحد
بحث عن غزوة أحد
بعد أن انتصر المسلمون انتصارا كبيرا في معركة بدر على المشركين وأوقعوا فيهم الكثير من القتلى، عاد من بقي من الكفار إلى مكة حين كانت مكة تحت سلطة المشركين يجرون وراءهم أذيال الخيبة، ووجدوا أن قافلة أبي سفيان قد رجعت بأمان، فاتفقوا فيما بينهم أن يبيعوا بضائعها والربح الذي سيجنونه يجهزوا به جيشا لمقاتلة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وأخذ الثأر لمقتل آبائهم وإخوتهم وأبنائهم الذين حاربوا النبي عليه السلام والصحابة، وأرادوا القضاء على الإسلام في بدر.
اجتمعت قريش لقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم وأرسلت مبعوثين إلى بعض القبائل الحليفة طلبا للمقاتلين، فاجتمع ثلاثة آلاف مشرك مع دروعهم وأسلحتهم، وكان معهم مائتا فرس وخمس عشرة ناقة عليها ركب الهوادج وهي البيوت الصغيرة التي توضع على ظهور الجمال وجلست فيهن بعض النساء المشركات ليشجعن المشركين على القتال، وتذكيرهم بالهزيمة في بدر.
وفي أثناء استعداداتهم طلب أبو سفيان من العباس بن عبد المطلب عم رسول الله الخروج معه لقتال المسلمين ولكنه لم يقبل بذلك، وأرسل العباس سرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحذره من الخطر المحدق، فوصل الخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إني قد رأيت والله خيرا - أي في المنام – رأيت بقرا تذبح، ورأيت في ذباب سيفي (حد سيفي) ثلما (كسرا) ورأيت إني أدخلت يدي في درع حصينة، فأولتها المدينة"، وكان معنى هذا المنام الذي رءاه الرسول صلى الله عليه وسلم أن البقر ناس يقتلون، وأما الثلم في السيف فهو رجل من أهل بيت النبي يقتل.
خرج كفار قريش بجيشهم حتى وصلوا إلى ضواحي المدينة المنورة قرب جبل أحد حيث كان النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم قد صلى صلاة الجمعة بالناس وحثهم على الجهاد والثبات، وخرج بسبعمائة مقاتل شجاع من الصحابة الكرام بعد أن رجع بعض المنافقين خوفا من القتال.
وكانت خطة الحرب التي وضعها النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل المدينة المنورة في وجهه ويضع خلفه جبل أحد وحمى ظهره بخمسين من الرماة المهرة صعدوا على هضبة عالية مشرفة على أرض المعركة، وجعل قائدهم صحابيا كريما هو عبد الله بن جبير وأمرهم النبي أن يبقوا في أماكنهم وأن لا يتركوها حتى يأذن لهم وقال لهم: "ادفعوا الخيل عنا بالنبال" وقسم الحبيب المصطفى جيش المسلمين إلى عدة أقسام، جعل قائدا لكل منها وتسلم هو قيادة المقدمة.
وبدأت المعركة فأقبل المشركون فاستقبلتهم سيوف المسلمين البتارة بقوة، وكان بين الصحابة رجل شجاع مشهود له بالثبات في وجوه الكفار اسمة أبو دجانة، سلمه النبي صلى الله عليه وسلم سيفا فأخذه وربط على رأسه قطعة حمراء علامة القتال، ثم شهر سيفه لا يقف شئ أمامه إلا حطمه وأوقعه أرضا، وكان رجل من المشركين لا يدع جريحا مسلما إلا قتله، فلحق به أبو دجانة ليريح الناس من شره، حتى التقيا فضرب المشرك أبا دجانة ضربة تلقاها الأخير بكل عزم وثبات ثم بادله بضربة قوية من سيفه فقتله.
واقتتل الناس قتالا شديدا وفعل الرماة المسلمون فعلتهم، إذ كانوا من أحد أسباب تراجع الكفار وفرارهم، وكانت الهزيمة على المشركين. ولكن حصلت حادثة أليمة غيرت من مسار نهاية المعركة، إذ إن الرماة الذين أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بحماية ظهور المسلمين وعدم ترك أماكنهم حتى يأذن لهم، ترك الكثير منهم مكانه ظنا أن المعركة حسم أمرها وأنه لم يبق أثر للمشركين، ونزلوا ليأخذوا من الغنائم، وبقي أقل من عشرة رماة أبوا أن يلحقوا بهم وقالوا: "نطيع رسول الله ونثبت مكاننا"، فنظر خالد بن الوليد وكان ما زال مشركا إلى من بقي من الرماة فتوجه بمجموعة من المشركين، وتسللوا ففاجأوا الرماة القليلين من الخلف وقتلوهم بما فيهم قائدهم عبد الله بن جبير.
عندها تعالت صيحات المشركين وفوجئ المسلمون بأنهم قد أصبحوا محاصرين، فقتل من قتل منهم واشتد الأمر عليهم، عندها عاد من هرب من المشركين وهجموا على المسلمين هجمة شرسة، ورفعوا عن الأرض رايتهم المتسخة.
وكان عدد من الكفار قد اتفقوا فيما بينهم على مهاجمة النبي دفعة واحدة فاستغلوا فرصة ابتعاد بعض الصحابة عن النبي أثناء المعركة وانقضوا عليه، فمنهم من ضربه بالسيف فأصاب جبهته الشريفة، ومنهم من رماه بحجارة فكسرت رباعيتة اليمنى وهي أحد أسنانه الأمامية، وشقت شفته الشريفة، وهجم ءاخر فجرح وجنة النبي أي أعلى خده الشريف بالسيف ورفعه فرده النبي ولكنه سقط فجرحت ركبته الشريفة وسال دمه على الأرض، وأقبل مشرك اسمه أبي بن خلف حاملا حربته ووجهها إلى رسول الله فاخذها النبي منه وقتله بها.
ولما جرح النبي الأعظم صلى الله عليه وسلم، صار الدم يسيل على وجهه الشريف وأقبل لحمايته خمسة من الأنصار، فقتلوا جميعا وركض أبو دجانة وجعل من ظهره ترسا لرسول الله فكانت السهام تنال عليه وهو منحن يحمي ببدنه وروحه أعظم الكائنات سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم.
وازدادت المصائب إذ قد جاء عبد حبشي مشرك ماهر بالرماية اسمه وحشي أمره سيده بقتل سيدنا حمزة ووعده بأن يجعله حرا إن قتله، وبقي طيلة المعركة يتحين الفرصة حتى وجد نفسه وجها لوجه أمامه، فرفع حربته وهزها ثم رماها فاخترقت جسد سيدنا حمزة رضي الله عنه الذي وقع شهيدا في سبيل الله.
وانتهت المعركة بانسحاب المشركين الذين ظنوا أنهم انتصروا، ولا يقال إن رسول الله خسر بل إن الذين خالفوا أوامره خابوا وسببوا الخسارة لأنفسهم.
ودفن المسلمون شهداءهم في أحد حيث استشهدوا، ولما عاد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة في جو حزين، جاءت إحدى نساء الأنصار قد قتل أباها وأخاها شهيدين.
فلما أخبرت قالت: "ماذا حل برسول الله؟" فقالوا لها: "هو بحمد الله كما تحبين". قالت: "أرونيه"، فلما نظرت إليه دمعت عيناها فرحا بسلامته وقالت: "كل مصيبة بعدك هينة يا رسول الله لا توازي مصيبتنا بفقدك".
وهكذا انتهت معركة أحد التي كانت درسا تعلم منه المسلمون أهمية الالتزام بأوامر النبي وتعاليمه الشريفة، وأن أوامره كلها فيها الخير والفلاح.
نتائج غزوة أحد
وبقدر ما كان انتصار بدر ذا أهمية كانت هزيمة أحد درساً للمسلمين في لزوم طاعة الرسول وعدم التكالب علي عرض الدنيا، وأن تكون الأعمال كلها لله غير متطور فيها لعرض الدنيا ، والحذر من المفاجأة واليقظة في حالة الفوز والأخذ بنواميس الطبيعة حتى ولو كان الرسول بينهم
وكان يوم أحد يوم بلاء وتمحيص أختبر الله به المؤمنين وأمتحن المنافقين وكشف خبيئتهم مما جعل الرسول يحتاط منهم بعد ذلك
وكان يوماً أكرم الله فيه من أراد كرامته بالشهادة، كما هيأ الله فيه نفوس المسلمين لتتلقي نبأ وفاته بعد ذلك وفي هذا تعليم للمسلمين أن رباط المسلمين برسولهم إنما يكون عن طريق ما جاء به من تعاليم وما سنة من سنن وما حث عليه من توجيهات وإرشادات وإن هذه العلاقة هي الحبل الموصول الذي يربطهم بنبيهم حياً وميتاً
فواجب المسلم هو الثبات علي العقيدة ، والجهاد في سبيلها وفي الوفاء لها في حياة الرسول وبعد وفاته وهذا هو الحب الحقيقي والصلة الحقيقية بين المسلم ونبيه
قال تعالى:{وَمَا مُحَمًّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ}-سورة آل عمران آية 144
ومن آثار غزوة أحد
أن اليهود استغلوا هذه الهزيمة في بث بذور الفتن في المدينة وتوسيع شقة الخلاف بين أصحابها
كما أنها جرأت عليهم بعض البدو المجاورين للمدينة وفتحت لهم أبواب الأمل في الإغارة علي المدينة وانتهاب أهلها فقد اعتقد هؤلاء الأعراب أن معركة أحد قد غيرت ميزان القوة لغير صالح المسلمين ولقد أدرك النبي صلى الله عليه و سلم حرج الموقف ودقته فأخذ أهبته وأستعد لكل طارئ
شهداء غزوة أحد
حمزة بن عبد المطلب
أسلم في العام [1] السادس من النبوة، وكان قبل الإسلام يعيش حياة لهو ولعب وعبادة للأصنام، ويذهب للصيد، حياة لا قيمة لها، أما بعد الإسلام فقد انتقل من كونه سيِّدًا في قبيلته الصغيرة إلى كونه سيدًا لشهداء الأرض كلها إلى يوم القيامة، وكانت له مواقف تميزه سواء في مكة أو في شِعْب بني هاشم. وفي غزوة بدر قال المشركون: مَن هذا الملثم الذي على صدره ريشة النعام؟ فقالوا: حمزة. فقالوا: هذا الذي فعل بنا الأفاعيل. وقد أنفق رضي الله عنه كثيرًا، وضحى كثيرًا، وبذل كثيرًا، حتى وصل إلى مرتبة الشهادة في سبيل الله؛ لقد طلب الشهادة بصدق فنالها، فإن تصدق الله يصدقك
مصعب بن عمير
لقد سلك رضي الله عنه طريقًا طويلاً حتى وصل إلى درجة الشهادة في سبيل الله، فقد أسلم قديمًا وجاهد في سبيل الله في مكة، وفي الحبشة، وفي المدينة، وفي بدر وأُحُد، فلقي ربه شهيدًا، وصدق فيه قوله تعالى: { مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} الأحزاب: 23 وقد أورد الإمام القرطبي في تفسيره عن أبي هريرة أن رسول الله حين انصرف من أُحد مرَّ على مصعب بن عمير وهو مقتول، فوقف عليه ودعا له، ثم تلا هذه الآية: {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب: 23]. ثم قال رسول الله : "أَشْهَدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ شُهَدَاءُ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأْتُوهُمْ وَزُورُوهُمْ، والَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ يُسَلِّمُ عَلَيْهِمْ أَحَدٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ إِلاَّ رَدُّوا عَلَيْه فزيارة شهداء أُحد سُنَّة شرعها لنا رسول الله ، وكان يحرص على زيارتهم، والدعاء لهم.
سعد بن الربيع
لما قدم النبي المدينة مع أصحابه وآخى بين المهاجرين والأنصار، آخى بين عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع الأنصاري، فعرض سعد بن الربيع على عبد الرحمن أن يناصفه ماله، وقال له: "انظر أيّ زوجتيَّ شئتَ، أنزل لك عنها". فقال عبد الرحمن: "بارك الله لك في أهلك ومالك". ويحضر معركة أُحد ويقاتل قتالاً عظيمًا، ويقدِّم حياته لله عز و جل . بعد انتهاء معركة أُحد قال رسول الله : "مَنْ رَجُلٍ يَنْظُرُ لِي مَا فَعَلَ سَعْدُ بْنُ الرَّبِيعِ -وَسَعْدُ أَخُو بَنِي الْحَارِثِ بْنِ الْخَزْرَجِ- أَفِي الأَحْيَاءِ هُوَ أَمْ فِي الأَمْوَاتِ؟" فقال رجل من الأنصار: "أنا أنظر لك يا رسول الله ما فعل". فنظر فوجده جريحًا في القتلى به رمقٌ، فقلتُ له: "إن رسول الله أمرني أن أنظر له: أفي الأحياء أنتَ أم في الأموات؟" قال: "فأنا في الأموات، أبلغ رسول الله عني السلام وقل له: إن سعد بن الربيع يقول لك: جزاك الله خير ما جُزِي نبيًّا عن أمته، وأبلغ عني قومك السلام، وقل لهم: إن سعد بن الربيع يقول لكم إنه لا عذر لكم عند الله إن خُلِصَ إلى نبيكم وفيكم عين تطرف"، ثم لم أبرح حتى مات. فسعد بن الربيع إلى اللحظة الأخيرة وهو إيجابي يحفِّز المسلمين على الجهاد، ويقول لهم: "لا عذر لكم إن خُلص إلى رسول الله، وفيكم عين تطرف".
عبد الله بن حرام
قال عبد الله بن حرام : "رأيتُ في النوم قبل أُحد كأني رأيت مبشر بن عبد المنذر -وهو من شهداء بدر- يقول لي: أنت قادم علينا في هذه الأيام. فقلت: وأين أنت؟ قال: في الجنة نسرح فيها كيف نشاء. قلت له: ألم تقتل يوم بدر؟ قال: بلى، ثم أحييت". فذكر ذلك لرسول الله ، فقال رسول الله : "هذه الشهادة يا أبا جابر". حضر أبو جابر المعركة، ولقي ربه شهيدًا، ويقال إنه أول من قتل يوم أُحد. وقد ذهب إلى عبد الله بن أُبي بن سلول يعاتبه على انسحابه من أرض المعركة في هذا الوقت العصيب، ويرجوه أن يثبت للقتال، ولما رأى إصراره على الرجوع قال له: "قبحك الله! سوف يغني رسول الله عنك". وقاتل في المعركة قتالاً مجيدًا. وروى ابن ماجه أنه لما استشهد يوم أحد جاء ابنه جابر بن عبد الله وهو متأثر بموت أبيه، فيكشف عن وجهه ثم يضع الغطاء، ثم يعيده ثم يضعه ثانية، والصحابة ينهونه والرسول لا ينهاه؛ لأنه يقدِّر موقف الصحابي الجليل من فَقْدِ أبيه، فقال له رسول الله : "يَا جَابِرُ، أَلاَ أُخْبِرُكَ مَا قَالَ اللَّهُ لأَبِيكَ؟" وقال يحيى في حديثه: فقال: "يَا جَابِرُ، مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا؟ قال: قلت: يا رسول الله، استشهد أبي وترك عيالاً ودينًا. قال: "أَفَلاَ أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟" قال: بلى يا رسول الله. قال: "مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلاَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَكَلَّمَ أَبَاكَ كِفَاحًا، فَقَالَ: يَا عَبْدِي، تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ. قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي، فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً. فَقَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: إِنَّهُ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لاَ يَرْجِعُونَ. قَالَ: يَا رَبِّ، فَأَبْلِغْ مَنْ وَرَائِي. قال: فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {ولاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران: 169 فهو حريصٌ -حتى بعد موته -رضي الله عنه على المسلمين، وعلى أن ينال درجة الشهادة في سبيل الله مرات ومرات؛ لأنها منزلة لا تدانيها منزلة.
خيثمة أبو سعد
في غزوة بدر استهم خيثمة مع ابنه سعد وقد استشهد سعد يوم بدر، وفي غزوة أُحد يقول خيثمة: "وقد رأيت ابني أمس على أحسن صورة يسرح في ثمار الجنة وأنهارها، ويقول لي: الْحَق بنا". وقد أصبحت مشتاقًا إلى مرافقته في الجنة، فادعُ الله لي يا رسول الله أن أرافقه في الجنة، وقد كبرت سني ورقَّ عظمي. فدعا رسول الله له، فنال الشهادة في سبيل الله. لقد صدق الله في طلب الشهادة، فكتبها الله له.
عمرو بن الجموح
عمرو بن الجموح من [2]الأنصار, في أحد كان في أواخر الأربعينات وأعرج, لديه أربع أولاد: خلاب, معاذ, معوذ وهند. كان عمرو بن الجموح قبل إسلامه يعبد صنم يدعى مناة, وكان يحبها حبا شديدا ومن شدة حبه لمناة عمل صنم صغير لمناة في بيته لكي يعبده ليل نهار. وكان أولاده الأربعة قد أسلموا سرا فاتفقوا على أن يأخذوا مناة أثناء نوم أبيهم ويرموه في بئر مليء بالقاذورات فكان عندما يصحو عمرو بن الجموح يبحث عن الصنم فيخرجه من البئر ويزيل عنه القاذورات ويقول له: والله لو علمت من فعل بك هذا لأوذينه. وفعل أبناؤه نفس الأمر لثلاث ليال وكان عمرو بن الجموح يخرجه من البئر ويرجعه إلى بيته أما في اليوم الرابع شد عمرو بن الجموح السيف على رقبة الصنم مناة وقال له: آن لك أن تدافع عن نفسك يا مناة. وقام أبناء عمرو بن الجموح بوضع السيف على الأرض وأخذوا مناة ورموا به في البئر وربطوه بكلب ميت فاستيقظ عمرو بن الجموح من النوم فوجد السيف ملقى على الأرض وبحث عن مناة فوجده مقلى في البئر مربوط بكلب ميت فقال له: والله لا أخرجنك, إله لا يستطيع أن يدافع عن نفسه لا يستحق أن يُعبد, فأسلم عمرو بن الجموح. بعد حوالي أربع سنوات خرج عمرو بن الجموح للجهاد في أحد مع أنه أعرج وقد وضع الله عنه الجهاد وعندما حاول أبناؤه منعه قال لهم: أنتم خرجتم يوم بدر ومنعتموني من الجنة فلن تمنعوني اليوم من الجنة, دعوني أخرج إلى جنة ربي. فعندما رفض أباهم ذلك خرجوا للنبي يشتكون أباهم, فنادى النبي صلى الله عليه وسلم عمرو بن الجموح وقال له: يا عمرو أنت أعرج والله وضع عنك القتال فلا تخرج, فرد عليه عمرو بن الجموح: دعني يا رسول الله لعلي أطأ الجنة بعرجتي هذه. فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى أولاده وقال لهم: دعوه لعل الله يرزقه الشهادة, أخرج يا عمرو لك أن تخرج إلى الجهاد, ففرح عمرو بن الجموح وقال: شوقا إلى الجنة شوقا إلى الجنة. وفي المعركة بدأ عمرو بن الجموح يجري على الرغم من عرجته ويقول ركضا إلى الجنة, ويشم النسيم ويقول: واها لريح الجنة واها لريح الجنة. وفي المعركة كان ينظر للمدينة وللمسجد النبوي ويقول: اللهم لا ترجعني إليها ويسقط عمرو بن الجموح شهيدا. ويقف الرسول صلى الله عليه وسلم ويقول والذي نفسي بيده, أرى عمرو بن الجموح يطأ الجنة بعرجته. ويستشهد عمرو بن الجموح ومعه إبنه خلاب في معركة أحد. وبعد إنتشار إشاعة قتل النبي خرجت زوجة عمرو بن الجموح تسأل عن الرسول وتقول: ما فعل برسول الله؟ فقيل لها: مات زوجك عمرو بن الجموح فسألت مافعل برسول الله؟ فقالوا: هو بخير فقالت: لا حتى أراه. فاقتربت وسألت ما فعل برسول الله؟ فقيل لها:إحتسبي مات إبنك خلاب فقالت ما فعل برسول الله؟ فقالوا لها: هو بخير فقالت لا والله حتى أراه فنظرت ورأت النبي فقالت: كل مصيبة بعدك هينة. ويحمل عمرو بن الجموح وإبنه ليدفنا في المدينة ولكن ترفض البغلة أن تتحرك لأن عمرو بن الجموح أقسم أن لا يرجعه الله إليها. وأمر النبي الصحابة بوقف دفن الشهداء وقال: لا تدفنوا أحد, إبحثوا لي عن عبدالله بن حرام وعمرو بن الجموح وقال إدفنهما سويا لأنهما كانا متحابين في الدنيا.
عبد الله بن جحش
عبد الله بن جحش من المهاجرين وهو إبن عمة النبي صلى الله السيدة أميمة بنت عبد المطلب وهو صهر النبي لأنه أخو زينب بنت جحش زوجة النبي صلى الله عليه وسلم. وهو أول من عقد له النبي لواء في سرية قبل غزوة بدر وقسم له بالغنائم. وفي ليلة غزوة أحد جلس عبدالله ابن جحش مع سعد بن معاذ وقال له: يا سعد هيا بنا ندعو ونؤمن على دعاءنا فدعا سعد ابن معاذ: اللهم إني أسالك أن ترزقني غدا رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأقتله ثم أسألك أن ترزقني رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأقتله ثم أن ترزقني رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأقتله فأمن عبدالله بن جحش على دعاء سعد. أما هو,عبد الله ابن جحش, فدعا: اللهم إني أسألك أن ترزقني غدا رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأقتله ثم ترزقني رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فأقتله ثم ترزقني رجل من الكفار شديد القوة أقاتله ويقاتلني فيقتلني ويبقر بطني ويقطع أذني ويجدع أنفي فآتيك هكذا يوم القيامة فتقول لي: لم حدث ذلك لك يا عبدالله؟ فأقول: فيك يا رب, من أجلك يا رب قتقول لي: صدقت. فقال سعد بن معاذ بعد المعركة للرسول صلى الله عليه وسلم: فما كان لي هم إلا أن أرى ما فعل الله به, والله يا رسول الله رأيته(عبد الله بن جحش) يوم أحد شهيدا مقتولا وقد بقرت بطنه وقطعت أذنه وجدعت أنفه ورأيت بجانبه إثنين من الكفار قتلى فقلت صدق الله فصدقه الله, وإني لأرجو أن يتم الله له باقي الأمنية بأن يقول الله له يوم القيامة صدقت.
حنظلة بن أبي عامر
كانت ليلة زفاف حنظلة بن أبي عامر هي ليلة غزوة أحد, وبعد ساعتين من دخوله بزوجته سمع مناديا ينادي: يا خيل الله إركبي, فهب عن زوجته وأرتدى ملابس الحرب وخرج قبل أن يغتسل ودخل إلى المعركة فسقط شهيدا. فقال النبي: رأيت حنظلة تغسله الملائكه في قسط من ذهب بين السماء والأرض. فعجب النبي من ذلك وسأل زوجة حنظلة أخبريني بفعل حنظلة الأمس؟ فقالت: يا رسول الله, كان معي فسمع المنادي للجهاد فهب من جواري قبل أن يغتسل فقال النبي: فلذلك غسلته الملائكة. و لهذا سمي بغسيل الملائكة
أنس بن النضر
هو عم أنس بن مالك ولم يحضر غزوة بدر لأنه كان في تجارة خارج المدينة, فقال لنفسه: والله لإن أشهدني الله تبارك وتعالى موقعة أخرى مع رسول الله ليرن الله ما أصنع. وفي معركة أحد كان أنس بن النضر في تجارة خارج المدينة ولكنه عندما سمع بالمعركة عاد من تجارته وذهب جريا للمعركة في الوقت الذي كان قد حصل الإنكسار لجيش المسلمين في المعركة وإشاعة قتل الرسول صلى الله عليه وسلم فعاد عدد من الصحابة للمدينة. ففي الطريق لاقى أنس من رجع من الصحابة للمدينة فقال لهم: أين تذهبون؟ فقالوا: قتل رسول الله فرد عليهم: فماذا تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه, فرجع كل الجيش. ويقول سعد بن معاذ: يا رسول الله, رأيت الناس يوم أحد يجرون هكذا من الكفار أي يفرون وأنس بن النضر يجري هكذا أي إلى المعركة فسأله سعد بن معاذ: إلى أين يا أنس؟ فقال: الجنة ورب النضر,إني أشم رائحة الجنة دون جبل أحد, يقول سعد ابن معاذ: فحاولت أن أقلده فما أستطعت يا رسول الله, ويقول سعد بن معاذ: فوجدته يا رسول الله شهيدا هناك تحت جبل أحد فقلت صدق الله فصدقه الله. وكان من وفاء أنس بن النضر لعهده مع الله أن وجدوا في جسده أكثر من ثمانين طعنة حتى أنهم لم يتعرفوا على جثته حتى أتوا بأخته التي عرفته من بنانه الذي كان المقطوع. فنزل فيه قول الله عز وجل" من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا(سورة الأحزاب, آية 23).
مقبرة شهداء أحد:
هي أحد أهم معالم في المدينة المنورة، تقع شمال المسجد النبوي على بعد 5 كيلومترات،عند سفح جبل أحد وبجوار جبل الرماة، سُميت بهذا الاسم لأنها تضم رفات سبعين من الصحابة استشهدوا في غزوة أحد ومنهم عم النبي محمد “حمزة بن عبد المطلب”، والصحابي “حنظلة بن أبي عامر”،وكان النبي يزورها باستمرار حتى وافته المنية في العام 11 للهجرة.
----------------------
بحث عن غزوة أحد كامل مميز جدا,بحث عن غزوة أحد,بحث عن غزوة أحد جاهز للطباعة,بحث عن غزوة أحد منسق,أفضل بحث عن غزوة أحد,أقوي بحث عن غزوة أحد,بحث عن غزوة أحد,بحث عن غزوة أحد جديد,بحث عن غزوة أحد حصري,تحميل بحث عن غزوة أحد,