دفعني إلى كتابة هذا الموضوع مارأيته من أحوال الناس في معتقداتهم عن الجن بين إفراط وتفريط ، فلقد شهدت أقواما يعلقون كل صغيرة وكبيرة من أمور حياتهم بعالم الجن ، وهم بهذا يُسدلون الستار على الجانب الطبي والنفسي وكأنه لاشيء يؤثر في الإنس إلا الجن ، والحق أننا بحاجة إلى نظرة متزنة نتناول بها كافة أمور حياتنا نظرة تعطي لكل جزئية ماتستحقه من العناية .
هل أمراض الصدفية والأكزيما والكدمات التي تظهر على الجلد سببها الجن ؟؟
الأمراض الجلدية تكون لها أربعة أسباب رئيسية :
1- إضطرابات نفسية .
2- أسباب طبية .
3-أسباب روحية .
4-أسباب مختلطة ( اضطراب نفسي – سبب طبي – إصابة روحية ) .
والذي يهمني أن أتحدث عنه هو السبب الثالث والرابع ، فالمريض الذي لديه إصابة روحية ( مس أو سحر أو عين ) ، وتظهر هذه الإصابة على جلده على شكل من أشكال الأمراض الجلديه كالصدفية والأكزيما وغيرهما ، يكون سبب إصابته الروحية في الغالب تعرض المريض لسحر مأكول أو مشروب أو مشموم ، ويحصل في بعض الأحيان أن تكون الإصابة بالعين وراء هذا الحدث .
كيف يمكن للمريض أن يعرف السبب في إصابته الجلدية إن كان نفسيا أو طبيا أو روحيا ؟
المريض الذي يتأثر بالقرآن إستماعا أو قراءة فهذا يعني أنه مصاب روحيا ، وخضوعه للعلاج الروحي بالقرآن الكريم يحقق له المصلحة المنشودة ، ولايمنع هذا من إستمرار تعاطيه للعاقير الطبية التي تساعد في ذهاب الأثر من جلده .
وأريد أن أُشير إلى أمرين :
الأول : يمكن للمريض أن يختبر نفسه بأداء الإختبار الموضح على الرابط التالي :
الإختبار القرآني للسحر والمس الشيطاني
الثاني : الكدمات التي تظهر على سطح الجلد قد فصلت فيها الكلام على الرابط التالي :
موجز الكلمات في ظهور الكدمات
وهنا تنبيه مهم جدا وهو أن المريض الذي يعاني من مرض جلدي وإصابة روحية في ذات الوقت وخضع للعلاج بالقرآن الكريم وحصل له الشفاء التام فإن هذا يعد مؤشرا واضحا أن السبب روحي بنسبة 100% ، وأما حصوله على الشفاء الجزئي فيعني أن حالته مختلطة مابين الأسباب الطبية والروحية .
وهذه قصة حصلت لمريض كان يظن أن به عرضا طبيا في حين أن إصابته كانت روحية بنسبة 100% ، كان يعاني من الأكزيما بشكل شديد كان لون جلده مقززا حتى أنك لاتستطيع أن تطيل النظر فيه ، طلبت منه أن يؤدي الاختبار الذاتي بالقرآن الكريم والذي أشرت إليه أعلاه ، بعد أن بدأ في القراءة اشتدت عليه أعراض المعدة والرغبة في القيء ، عندما أخبرني بما حصل له أكدت له أنه بحاجة إلى الدخول في برنامج علاجي لتطهير الجسد من الأذى الذي نزل به ، ودار بيننا الحوار التالي :
قال : هل الأكزيما وهم ؟ وهل ماأعاني منه سحر مأكول فقط ؟
قلت : لايمكنني القول بأن الأكزيما وهم ، ولكنني أجزم بأنك قد تعرضت لسحر مأكول .
قال : يعني أن العلاج سينفعني أم لا ؟
قلت : علم ذلك عند ربي ، فلا يعلم عواقب الأمور إلا هو ؟
قال : حيرتني !
قلت : بعد إلتزامك بالبرنامج العلاجي ، إن حصل لك الشفاء التام فهذا يعني أن السحر المأكول هو الذي أوصلك إلى هذه الحالة التي عجز الطب عنها ، وإن كان الشفاء جزئيا فهذا يعني أن وضعك مختلط مابين الطبي والروحي .
غاب الرجل عني أيام ثم هاتفني مؤكدا رغبته في العلاج ، بدأتُ معه في الشرب المكثف للماء المنفوث عليه بكلام الله عز وجل ، وبدأت حالة شديدة من الإسهال والقيء معه منذ الجرعات الأولى من الماء ، ثم بدأ الجلد يتحسن تدريجيا منذ الأسبوع الثاني من العلاج ، وبدأت رغبته في الطعام تشتد أكثر من ذي قبل ، ولم يجاوز الرجل أسبوعه الثالث إلا وقد منَّ الله عليه بتمام الشفاء ، ولله الحمد أولا وآخرا ، وإليكم المنهجية التي اتبعتها معه في الشرب على الرابط التالي :
قَدْرُ الكِفَاية من ماءِ الرُقية
ختاما أود أن أعطيكم نماذجا من بعض معتقدات الناس التي مرت عليَّ والتي يسود فيها الإعتقاد بأن الجن هم السبب والأمر ليس كذلك :
النموذج الأول :
يعتقد كثير من الناس أن مرض السكر وأمراض السرطان سببها العين ، وأن المريض يمكنه أن يضرب بكافة تعاليم الطبيب عرض الحائط ، وألا يطرق إلا جانب العلاج بالقرآن أو أن يبحث عن الذي أصابه بالعين ، وأنا أقول أن العين من الممكن أن تؤثر عضويا في المصاب ، ومن الخطأ أن نقول أن كل مرض عضوي سببه العين ، ولقد أتتني سيدة تطلب مني أن أقرأ على ابنها الصغير ثلاث مرات في الأسبوع حتى يذهب عنه مرض السكر ، فقلت لها لماذا هذا التحديد ؟ قالت : قال لي الشيخ فلان أن إبنك مصاب بعين وعلاجه يستلزم القراءة عليه ثلاث مرات في الأسبوع ، فتبسمت من قولها وقلت لها : من شخص إبنك بهذا التشخيص هو الأقدر على تنفيذ الوصية ، فاختبرت حالة الطفل وكانت النتيجة أن مَنَحْتُ الجن شهادة براءة من ذنب هذا الصغير .
النموذج الثاني :
يعتقد بعض الناس أن الصدفية وسائر الأمراض الجلدية لاتكون إلا بسبب الجن والسحر ، وأنا أقول أن السحر قد يؤثر على سطح جلد الإنسان فيلحق به أضرارا ظاهرة ، وقد تكون فطريات من نوع معين هي هي السبب في هذا المرض ، ومما شاهدته في هذا الجانب سيدة في الثلاثين من عمرها كانت تشتكي الأكزيما وكانت ترفض الذهاب إلى الطبيب معتقدة أن عين فلانة هي التي أوصلتها إلى هذا الحال ، والقراءة أثبتت أنها لاتشتكي من إصابة روحية ، فقلت لها أشير لك بالذهاب إلى الطبيبة فلانة ، فقد عُرفت بمهارتها في علاج الأمراض الجلدية فعندها ستجدين حاجتك بإذن الله ، وكان الأمر كما قلت وشُفيت بفضل الله مما كانت تشتكي منه ، وبعد أن أنهت مكالمتها الهاتفية ، قلتُ لنفسي ممازحا هذه الطبيبة تملك سرا عجيبا لعلاج العين !!!
النموذج الثالث :
يعتقد بعض الناس أن الصداع دلالة على أن الإنسان به مس من الجن ، وأنا أقول تتعدد أسباب الصداع ولايمكن حصرها في المس فقط ، ولقد تعجبت من فتاة في الثانية والعشرين من عمرها ، ترددت بين القراء لتُخرج المس من جسدها ، حتى كنتُ آخر من أتتني ، فقلت لها ليس بك مس من الجن ، أنت لم تتأثري إطلاقا بقراءة وسماع القرآن ، اذهبي للطبيب واطلبي منه أشعة مقطعية للرأس ، لتأتي النتيجة مفاجئة لها ولأهلها بوجود ورم في الرأس ، وقد حدثتني الفتاة بعد أن استأصلت هذا الورم جراحيا وقد أنعم الله عليه بالراحة التي كانت تنشدها ، وثبتت براءة الجن شرعا من أذيتها .