الشوفان Avena sativa هو نوع من الحبوب الغنية بالألياف الغذائية، ويتفوق في محتواه منها على جميع أنواع الحبوب الأخرى. يتميز الشوفان ببعض الخواص الصحية الخافضة للكوليسترول الضار LDL cholesterol، ويعود ذلك بشكل خاص إلى نوع من الألياف يدعى بيتا غلوكان Beta-glucan. يقدر محتوى الكوب الواحد من الشوفان الجاف (أي حوالي 81 غرام) بحوالي 8.2 غرام من الألياف -في حين تبلغ الكمية المنصوح بتناولها يومياً من الألياف الغذائية 25 غراماً للنساء، و38 غراماً للرجال-،
كما تعطي نفس الكمية طاقة مقدارها 307 كيلوكالوري.
يتمتيز الشوفان أيضاً بمحتواه المميز من المعادن، فهو غني بالمنغنيز Manganese، والسيلينيوم Selenium، والفوسفور Phosphorus، والمغنيزيوم Magnesium، والزنك Zinc. إلى جانب غناه بالكاروتينوئيدات Carotenoids، والتوكوفيرولات (ومنها خاصة فيتامين E)، والفلافونوئيدات Flavonoids وأحد أنواع البولي فينولات Polyphenols والمسمى أفينانثراميد Avenanthramides.
وتشير ادعاءات إدارة الغذاء والدواء الأمريكية U.S. Food and Drug Administration (FDA) إلى أن الشوفان قادر على خفض خطر مرض القلب عند استهلاكه كجزء من حمية متوازنة، وتشمل فوائده خفض كل من مخاطر مرض الشريان التاجي Coronary artery disease بالإضافة إلى خفض مستوى الكولسترول في الدم. حيث بينت نتائج إحدى الدراسات التي تم نشرها في مجلة The American Journal of Lifestyle Medicine أن تناول الأغذية الغنية بمصادر ألياف الشوفان الذوابة (أي الشوفان، ونخالة الشوفان، وطحين الشوفان) تساعد في التقليل من خطر مرض الشريان التاجي.
كما يقلل الشوفان من خطر سرطان المستقيم colorectal cancer وفقاً للباحثين في انكلترا وهولندا، وذلك نتيجة لدراسة شملت مليوني شخص أجريت لتقدير دور الحمية الغنية بالألياف (خاصة من الحبوب الكاملة مثل الشوفان) في خفض سرطان المستقيم. وقد خلصت الدراسة إلى أن كل زيادة قدرها 10% في مدخول الجسم من الألياف يقابلها تقليل الخطر بنسبة 10%.
وبالمقابل، نشرت مجلة American Journal of Clinical Nutrition مقالاً أشار إلى أن الحمية الغنية بالحبوب الكاملة مثل الشوفان فعالةٌ في خفض ضغط الدم بقدر الأدوية المستخدمة للتحكم به.
أما أحدث الدراسات، فقد نشرت بتاريخ 23 كانون الأول من العام الجاري في مجلة Annals of Nutrition and ,,,,bolism وكانت مثيرة للاهتمام من حيث تسليط الضوء على دور تناول الشوفان عند الفطور في زيادة الإحساس بالشبع، الأمر الذي يؤدي بدوره إلى انخفاض الوحدات الحرارية المتناولة عند الغداء بنسبة 31%.
تم خلال هذه التجربة المقارنة بين تناول كمية محددة من الشوفان المرتفع المحتوى من الألياف الغذائية أو أحد الأنواع الأخرى من الحبوب خلال وجبة الفطور، حيث أجريت التجربة على 36 شخص نصفهم يعاني من البدانة. وقد اعتمد الباحثون على فحص مستوى الغلوكوز، والأنسولين، والغلوكاغون، والليبتين في الدم إضافة إلى تقييم المشاركين لإحساسهم بالجوع وكمية الطعام المتناولة على الغداء بعد مرور 3 ساعات. بينت التجارب أن الشعور بالجوع وكمية الطعام المتناولة خلال وجبة الغداء كانا أقل عند الأشخاص الذين تناولوا الشوفان على الفطور، خاصةً عند الأشخاص البدينين بالمقارنة مع الأشخاص النحيلين. إن هذا التجاوب الواضح للأشخاص البدينين مع هذا التغيير في الحمية الغذائية يمكن أن يلعب مستقبلاً دوراً مهماً في عمليات التحكم بالوزن لديهم.
أما عن المحاذير، فإن الشوفان خالٍ من الغلوتين، وبالتالي فهو آمن الاستعمال عند الأشخاص الذين يعانون من الحساسية تجاه الغلوتين. إلاَّ أن زراعته في نفس الحقول إلى جانب الشعير والقمح قد يؤدي إلى اختلاط جزء ضئيل من حبوبهما مع حبوب الشوفان عن طريق الخطأ، ولذلك وجب على مرضى الحساسية تجاه الغلوتين توخي الحذر الزائد عند استهلاكه والتأكد من خلوه من حبوب نباتات أخرى.