تعتبر العمرة من الشعائر الدينية الأكثر تعلُّقاً بقلب المسلمين بعد فريضة الحج، وكون أنه ليس لها وقتٌ محدَّد من العام لأدائها؛ فنجد أن بيت الله الحرام لا يخلو من المعتمرين على مدار العام. يقصد المسلمون من جميع أنحاء العالم مكة المكرمة لأداء مناسك العمرة، ومنهم من يعود سنوياً لداء العمرة، حيث أن العمرة للعمرة كفَّارة لما بينهما كما جاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبالنسبة لأداء مناسك العمرة للمرأة؛ فإنه يجب أن يكون معها مُحرَم في أثناء رحلتها درءاً للفتنة، أو أن تكون في عصبة من النساء بشرط ألا يفترقن عن بعضهم أبداً. وتبدأ أول المناسك بالإحرام، فتلبس ملابسها العادية على ألا تكون مزخرفة ولا معطَّرة، وتُغطي جميع جسدها ما عدا وجهها ويديها، وتنوي الإحرام للنُّسُك عند الميقات بأن تقول "لبيك اللهم عمرة"، وإن خافت أن يمنعها شيء من إتمام مناسكها مثل الحيض أو اقتراب المِخاض وحدوث النفاس؛ أو أي أمرٍ آخر تخشى معه المرأة ألا تستطيع إتمام المناسك؛ فإنها تقول عند نية الإحرام "لبيك اللهم عمرة، وإن حبسني حابس فمحلي حيث حبستني"، ومعنى هذا الشرط أنه لو حصل أمرٌ خارجٌ عن إرادة الحاج أو المعتمر أثناء تأدية المناسك أو قبلها أو قبل إتمامها؛ فإنه يتحلل من إحرامه وليس عليه هَدي. ويكون الإحرام بعد الإغتسال والوضوء، ثم تُصلي ركعتين سُنة الوضوء؛ أو الفرض إن كان وقته.
وبعد أن تُحرم المرأة تبدأ في التلبية وهي أن تقول"لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنِّعمة لك والملك، لا شريك لك"، ولا ترفع المرأة صوتها بالتلبية على عكس الرجل. وتقطع تلبيتها عند دخولها إلى بيت الله الحرام، حيث تقرأ دعاء دخول المسجد الحرام وهو "بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم افتح لي أبواب رحمتك". ثم تُلبِّي حتى تصل إلى الكعبة، فتبدأ من عند الحجر الأسود وتحاول أو تصل إليه بلا مُزاحمةٍ لتقبيله، فإن لم تستطع تقبيله مسحت عليه، وإن لم تستطع اشارت إليه من بعيد وتقول "بسم الله والله أكبر"، وهذا ما يجب عليها أن تقوله في كل مرة تصِل إليه في طوافها، حيث أن كل شوطٍ من أشواط الطواف يبدأ وينتهي بالحجر الأسود. يكون طواف المرأة بمشيها العادي دون إسراع في أي شوط على الإطلاق، فالرَّمَل للرجال فقط دون النساء. وتقرأ في أثناء الطواف ما شاءت من القرآن وتدعو بما تشاء أن تدعو لنفسها ولوالديها ولزوجها وأبنائها والمسلمين. وبعد أن تنتهي من الطواف؛ تُصلي ركعتين في مقام سيدنا إبراهيم عليه السلام، ويجوز لها أن تصلِّيهما في مكانٍ آخر في البيت الحرام إن شقَّ عليها أن تُصليهما في مقام إبراهيم.
بعد الإنتهاء من صلاة، تتوجَّه إلى جبل الصفا وتعتليه وتُشير باتجاه الكعبة وتقول " الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده"، ثم تنزل عن جبل الصفا وتتجه نحو جبل المروة، وتمشي مشيها العادي ولا تُسرِع في المشي في المنطقة ذات العلامات الخضراء، حيث أن هذه السُّنة للرجال فقط وليست للنساء. وعندما تصل إلى جبل المروة تصعد إليه وتقرأ نفس الدعاء الذي قرأته عند جبل الصفا، وتفعل مثل ما فعلت في السعي في الشوط الأول، فتقرأ ما شاءت من القرآن وتدعو بما يستطيب لها أن تدعو. وعند إتمام السعي سبعة أشواط، تكون قد انهت مناسك العمرة، وبقيَ لها أن تقصِّر من شعرها قليلاً لتتحلَّل من إحرامها. ولم يبق لها إلا أن تؤدي طواف الوداع في حال رغبتها بمغادرة بيت الله الحرام والعودة إلى بلدها.