الاحتباس
الحراري.. كارثة تنتظرنا
وربما
يفسر إحساسَ الناس في المدن الصناعية مثل القاهرة بالارتفاع الكبير في نسبة
الرطوبة وجود عوامل أخرى تتمثل في الانبعاثات الناتجة عن الأنشطة الإنسانية
والمصانع والتي تتسبب في ارتفاع نسبة الملوثات التي تؤدي بدورها إلى زيادة تأثير
ظاهرة الاحتباس الحراري.
فما
نشعر به من تغيرات في المناخ -كما ذكر الدكتور مصطفى كمال طلبة خبير البيئة
العالمي في أحد بحوثه المنشورة- يعد جزءاً مما يسود العالم ككل، ولهذا علينا أن
نتعايش مع هذا الوضع الغريب لسنوات قادمة، إلى أن يتحرك العالم بجدية لمواجهة هذه
الكارثة الحرارية، حيث يشهد العالم حالياً أقصى
ارتفاع لدرجة حرارة الأرض منذ مائة عام.
ويرى
أنصار حماية البيئة أن ذلك التطور الخطير من شأنه أن يرفع حرارة الغلاف الجوي
بحلول عام 2050، بحيث تؤدي الحرارة إلى إذابة الجليد في القطبين
الشمالي والجنوبي؛ وهو ما يرفع مستوى المياه في البحار والمحيطات،
الأمر الذي يؤدي إلى إغراق الأراضي المنخفضة في الكرة الأرضية، بما في ذلك أجزاء
من الساحل الشمالي للقارة الإفريقية.
ويتركز
اهتمام أنصار حماية البيئة حول السعي لخفض كثافة الطاقة المستخدمة لإنتاج السلع
وأداء الخدمات، وهو ما يترتب عليه بالضرورة خفض كثافة الكربون الذي يتخلف عن
استهلاك الطاقة وينطلق في الغلاف الجوي مسببا ظاهرة الاحتباس الحراري. وفي مصر
يعتبر إحلال الغاز الطبيعي محل السوائل البترولية أحد العوامل المساعدة على تخفيف
حدة التلوث الجوي؛ نظرا لضآلة ما يحتويه الغاز الطبيعي من الكربون.
وكانت
الأمم المتحدة قد أقرت في العام الماضي 2001 الاتفاق الدولي بضرورة
تقديم دعم مالي وتكنولوجي أكبر للدول النامية؛ لمساعدتها على مكافحة
الاحتباس الحراري، وضرورة توفير قاعدة سياسية متينة للدول الصناعية للتصديق على
اتفاقية "كيوتو 2001" بشأن محاربة الاحتباس الحراري. وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة قد
رفضت اتفاقية كيوتو 2001 من أساسها، وانسحب منها الرئيس الأمريكي جورج
بوش بذريعة أنها معيبة وغير عادلة، فإن مساعد وزير الخارجية الأمريكية قد أعلن في
واشنطن وقتذاك أن الموقف الأمريكي كان بنّاء بهذا الصدد!
وقد
أوضح الباحثون مؤخرا -في تقرير صدر عن مجلس الأبحاث الوطني التابع لأكاديمية
العلوم الأمريكية- أن الاحتباس الحراري وارتفاع حرارة الجو يزيدان من احتمالات
وقوع كثير من الظواهر المناخية المدمرة. وطالب التقرير بضرورة استمرار الدراسات
ووضع سياسات جديدة بهدف تحاشي تفاقم أوضاع الطقس في هذا الاتجاه. ويرى التقرير
أن النشاط البشري الكبير وانبعاثات الغازات المستمرة من جراء هذا النشاط تمثل
السبب الرئيسي للظواهر المناخية السيئة المتوقعة.
منقول بكل التقدير