الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،
يعمد البعض إلى عمل أسحار خبيثة يكون القصد من ورائها قتل شخص بعينه أو إيذاءه في بدنه أو ماله ، ولخطورة ما يترتب على ذلك من مفاسد شرعية عظيمة على الإسلام والمسلمين ؛ كان لا بد من طرح هذا الموضوع ليحذر كل من تسول له نفسه فعل ذلك ، وليعلم الحكم الشرعي العادل بحقه وحق غيره ممن يرتكب مثل تلك الأفعال الدنيئة الخبيثة 0
قد أجمع المسلمون على تحريم القتل بغير حق ، قال ابن قدامة :
( وأجمع المسلمون على تحريم القتل بغير حق والأصل فيه الكتاب والسنة والإجماع ، أما الكتاب فقول الله تعالى : ( وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِى حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا ) ( سورة الإسراء – الآية 33 ) وقال تعالى : ( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلا خَطَأً ) ( سورة النساء – الآية 92 ) وقال : ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ 000 الآية ) ( سورة النساء – الآية 93 ) وأما السنة ، فروى عبدالله بن مسعود – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا يحل دم امرئ مسلم ، يشهد أن لا إله إلا الله ، وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث ، الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة ) ( متفق عليه ) 0 وروى عثمان ، وعائشة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله في آي وأخبار سوى هذه كثيرة 0 ولا خلاف بين الأمة في تحريمه ، فإن فعله إنسان متعمدا ، فسق ، وأمره إلى الله ، إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ، وتوبته مقبولة في قول أكثر أهل العلم ) ( المغني – 11 / 443 ) 0
هذا ما تيسر بخصوص هذه المسألة سائلاً المولى عز وجل أن يقينا شر السحر والسحرة والمشعوذين ، وأن يحفظنا بحفظه ، وأن يرعانا برعابته ، وأن يخلص لنا القول والعمل 0
بارك الله في الجميع ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني