نبذة بسيطة عن خامس الخلفاء و هو عمر بن عبد العزيز
خامس الخلفاء عمر بن عبد العزيز
الموقف الأول:
أخي المسلم انالكلام عن حياة الخليفة الزاهد عمر بن عبدالعزيز يحتاج منا الى تأمل وتدبر فأنت لاتكاد تلم بصورة من صور حياته الفريدة حتى تسلمك الى اخرى اكثر بهاء فتعالوا لنعيشهذه اللحظات مع حياة الخليفة الخامس اول هذه المواقف يرويها احد الشعراءوهو (دكينبن سعيد الدارمي) فيقول: امتدحت عمر بن عبدالعزيز يوم كان واليا على المدينة فأمرلي بخمس عشرة ناقة من كرائم الابل فلما صرن في يدي تأملتهن فراعني منظرهن أي أدهشنيمنظرهن وكرهت أن امضي في فجاج الارض وحدي خوفا عليهن ولم تسمح نفسي ببيعهن وفيماانا كذلك قدمت علينا رفقة تبتغي السفر نحو ديارنا في (نجد) فسألتهم الصحبة فقالوا : مرحبا بك ونحن سنخرج الليلة فأعد نفسك للخروج معنا فذهبت الى عمر بن عبدالعزيزمودعا فوجدت في مجلسه شيخين لا اعرفهما فلما هممت بالانصراف التفت اليّ عمر وقال يادكين ان لي نفسا تواقة فان عرفت انني بلغت اكثر مما انا فيه فأتني ولك مني البروالاحسان.
خامس الخلفاء عمر بن عبد العزيز
فقلت اشهد لي بذلك ايها الامير فقال : أشهد الله تعالى على ذلك فقلتومن خلقه فقال هذين الشيخين وكان هذان الشيخان هما الاول سالم بن عبدالله بن عمرالخطاب والثاني أبو يحيى مولى الامير فانصرف بالنوق الى ديار قومه ثم دارت الايامدورتها ويقول دكين فبينما أنا بصحراء في أرض اليمامة في نجد.
اذا ناع ينعي اميرالمؤمنين سليمان بن عبدالملك فقلت للناعي ومن الخليفة الذي قام بعده؟
فقال عمربن عبدالعزيز فما ان سمعت مقالته حتى شددت رحالي نحو بلاد الشام فلما بلغت دمشقلقيت جريرا منصرفا من عند الخليفة وجرير هذا شاعر معروف من كبار شعراء العصر الاموييقول (دكين فانطلقت حتى بلغت دار الخليفة فاذا هو في باحة الدار وقد احاط بهاليتامى والارامل واصحاب الظلامات فلم اجد سبيلا اليه من تزاحمهم عليه فرفعت صوتيقائلا:
يا عمر الخيرات والمكارم
وعمر الدسائع العظائم
اني امرؤ من قطن مندارم
طلبت ديني من اخي المكارم
معنى الدسائع هي الجفنة العظيمة التي يستعملهااهل الجود في اطعام المساكين وقطن وادي بحضرموت ـ دارم ـ بنو دارم من عرب الحجاز ـالمهم ان مولى عمر بن عبدالعزيز وهو ابو يحيى عرف هذا الرجل فقال يا امير المؤمنينان عندي لهذا البدوي شهادة عليك فقال عمر اعرفها ثم التفت الي وقال : أدن مني يادكين فلما صرت بين يديه مال عليه وقال: اتذكر ما قلته لك في المدينة من ان نفسي مانالت شيئا قط الا تاقت اي اشتاقت ورغبت الى ما هو اعلى منه فقلت نعم يا اميرالمؤمنين فقال: وها أناذا قد نلت غاية ما في الدنيا وهو ـ الملك ـ فنفسي تتوق الىغاية ما في الاخرة وهو الجنة وتسعى الى الفوز برضوان الله عز وجل ولئن كان الملوكيجعلون الملك سبيلا لبلوغ عز الدنيا فلاجعلنه الى بلوغ عز الاخرة ثم قال يادكين
اني والله ما اخذت شيئا من اموالهم لا درهما ولا دينارا منذ وليت هذا الامروانني لا املك الا الف درهم فخذ نصفها واترك لي نصفها فأخذت المال الذي اعطانيهفوالله ما رأيت أعظم منه بركة فهذه صورة اخي المسلم تدل على مدى صدق الخليفة العادلفي وعده وقوة ذاكرته وعزمه على ان يجعل من الحكم سببا لدخولهالجنة
خامس الخلفاء عمر بن عبد العزيز
الموقفالثاني:
من حياة سيدنا عمر فيرويها لنا قاضي الموصل (يحي بن يحيى الغساني) فيقول : بينما عمر بن عبدالعزيز يطوف ذات يوم في اسواق حمصليتفقد الباعة ويتعرف على الاسعار اذ قام اليه رجل عليه بردان احمران وقال يا اميرالمؤمنين : لقد سمعت انك امرت من كان مظلوما ان يأتيك فقال : نعم وها قد اتاك رجلمظلوم بعيد الدار فقال عمر: واين اهلك ؟ فقال الرجل في (عدن) فقال عمر والله انمكانك من مكان عمر ببعيد ثم نزل عن دابته ووقف امامه وقال ما ظلامتك ؟ اي ما هوالظلم الذي وقع عليك؟
فقال ضيعة لي وثب عليها رجل ممن ينتسبون اليك وانتزعها منيفكتب عمر كتابا الى (عروة بن محمد) واليه على عدن يقول فيه اما بعد فاذا جاءك كتابيهذا فاسمع بينة حامله يعني دليله وحجته فان ثبت له حق فادفع اليه حقه ثم ختم الكتابوناوله للرجل
فلما هم الرجل بالانصراف قال له عمر على رسلك اي لا تعجل انك قداتيتنا من بلد بعيد ولا ريب في انك استنفذت اي انفقت في رحلك هذا زادا كثيرا وابليتثيابا جديدة ولعله نفقت لك دابة ـ نفقت اي هلكت وماتت.
ثم حسب ذلك كله فبلغ احدعشر دينارا فدفعها اليه وقال اشع ذلك في الناس حتى لا يتثاقل مظلوم عن رفع ظلامتهبعد اليوم مهما كان بعيد الدار
فانظر ايها المسلم الكريم الى هذه المواقفالمشرقة في حياة من سبقونا في الاسلام كان هناك تواضع بين الناس وكان هناك تراحمفيما بين المسلمين فندعو الله ان يوفقنا ويهدينا الى سواء السبيل اللهم آمين