الحمحد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على افضل الخلق ملائكة و لحم و طين ثم اما بعد:
فكان من حكمة الباري سبحانه و تعالى في علاه ان يكون هناك اصطفاء و اختبار من جهة و بلاغ و انذار من جهة أخرى....
بينما رحى الاسلام و المسلمين تدور حول نفسها للعجز الذي اصاب مقتلها فهي على شفا جرف من هذا الضعف..
يتجرأ اعداء الله و المسلمين للنيل منهم بين الفنية و الاخرى ليستقر بالهم و تطمئن قلوبهم مدة الغيبوبة التي احلت علينا كسحابة سوداء....
فكذّب الرسول صلى الله عليه و سلم مرارا و تكرارا بين عينيه و بعد وفاته و شتم و ضُرب و غير ذلك مما يستدعى المؤمن الفطن للوقوف طويلا....ثم قيل عنه ساحر...مجنون...كاهن....شاعر....مفتر....و ما أشبة الليلة بالبارحة!!!
فندما ضُرب و عُذّب هو اصحابه هاجر حيث الراحة و السكينة فنزل بكة و قبلها الحبشة من دونه و عندما اتّهم في عرضه و مع زوجه الودود فتريّس و علا شأن الصديقة بنت الصديق فبراءها الله من فوق سبع سموات...
و عندما كُذّب في دعوته صبر على آذاهم و عاملهم بالحكمة (قل ان كان للرحمن ولد فانا اول العابدين)...
فبُهت الذي كفر كالنمورد مع ابراهيم عليه السلام (ان الله يأتي بالشمس من المشرق فأتي بها من المغرب ...)
و سجد السحرة لمعجزة موسى عليه السلام (فالقى عصاه فاذا هي تلقف ما يأفكون...فالقي السحرة ساجدين...)
و هذا ديدن الرسل و اتابعهم (لو كان فظا غليظ القلب لانفضوا من حوله) و هذا ما يتطلبه الشارع منا...الحكمة...الصبر...و الدعوة....
فلم يعبأ نبي الله تعالى عيسى بعد شجّ وجهه الكريم بقوله( اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون) و من لبث مقام نوح الف سنة الا خمسين عاما فليقل قولته (رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا) و هذا بعد ( قال رب اني دعوت قمي ليلا و نهارا)(.....)( ثم اني دعوتهم جهارا)(ثم اني اعلنت لهم و اسررت اسرارا) و الخير كله في اتّباع خاتم الرسل و الرسائل( عسى الله ان يخرج من اصلابهم من يوحد الله...)
فكفرهم لا يضر الله تعالى شيئا (ان تكفروا انتم و من في الارض جميعا فان الله لغني حميد)( فمن كفر كفر لنفسه)
و نصر الله تعالى وعده المأتي( انا لننصر رسلنا و الذي آمنوا...) ثم هنا سؤال يطرح نفسه هل نحن مثل تلك الطائفة الذي آمنوا؟؟؟؟
(ان تنصروا الله ينصركم و يثبّت اقدامكم) فهل قمنا بنصر دين الله تعالى وفق ما جاء به خليل الرحمن محمد صلى الله عليه و سلم ليُتمّ لنا النصر من عنده!!!
ام هي سبل ما انزل الله بها من سلطان سلكناها و جعلناها الفيصل في نصرة النبي صلى الله عليه و سلم على قاعدة (من كان معنا فهو معنا و الا فضدنا)
فقال صلى الله عليه و سلم كما في الصحيح (.............نصرت بالرعب مسيرة شهر....) فهل بحثنا عن اسباب ذاك النصر؟؟؟؟ فوجهنا يقابل وجه عدونا و يستفزنا مرة تلو المرة و بتنا نخافه من دون الله تعالى لا مسيرة شهر بله شهور.....
فعندما عجز مشركوا قريش عن حماية بيت الله الكعبة فكان (للبيت رب يحميه) و كذلك (لمحمد صلى الله عليه و سلم رب يحميه) فقد دوّن كتّاب التاريخ حادثة في زمن نور الدين الزنكي عندما عمد بعض اليهود لسرقة جسد النبي صلى الله عليه و سلم و باتوا قاب قوس او قوسين منه صلى الله عليه و سلم فكانت رؤيا الزنكي لخير دليل على نصرة النبي صلى الله عليه و سلم.....
فقال تعالى (و اعدوا لهم ما استطعتم من قوة...) و الاعداد هنا بكلتيه المادي و المعنوي فعجزنا عن الاول و تكاسلنا عن الاخر ....و سنة الله تعالى تتحقق في الاخر و قليل من الاول....فلا بدّ من الايمان و بعض السلاح و عندها النصر يأتي من السماء.....
و ما الثمرة المرجوة من المظاهرات و الاعتصامات غير السير على سنن من كان قبلنا!!!ام هي الاخرى تحظى باعلى مقامات ارهاب اعداء الله تعالى!!!و لا أدناها.....تظاهرنا و اعتصمنا...فزاد الطين بلّة....و انتقلت عدوى نشر الرسوم الى الدول المجاورة و منها دول عربية و الله المستعان و عليه التكلان.
تظاهر لبنانيو لبنان للازمة نفسها فاحرقوا البيوت و حطّموا وسائل النقل..و بعثروا في ممتلكات الغير...و اضرموا النيران في كنائس عبّاد الصليب....و كل هذا تحت شعار برّاق(نصرة النبي صلى الله عليه و سلم)
و ما ابعدنا عن اهداف تلك النصرة...اهكذا ننصر النبي صلى الله عليه و سلم و ننصر اقواله و نقرر افعاله!!
فسُبَّ النبي صلى الله عليه و سلم مرارا على خلفية ما حدث و ما هكذا تورد يا سعد الابل!!!
فلو نظرنا من وجه آخر لكنا على خير عظيم....هلا اعملنا جانب نشر الخير و دعوة الاخرين اليه....هلا بيّنا حقيقة ذاك الرسول المسيئ اليه؟؟؟هل و هل؟؟؟؟
لم يفعل ذلك الا القلة منا و هم طلبة العلم حيث لا يتحركون الا وفق الشرع و على منظور الكتاب فلا تعمل العواطف عملها معهم بيد الجانب الاخر من المسلمين من الذي جانبوا العلم و اهله تأخذهم العواطف كالعواصف فلا يدرون اين وجهتعم و مكان استقرارهم فهم مسيّرون مع تلك العاصفة و حيث ترقد يرقدون!!!
فلو امتثلنا بما هو منطوق و مفهوم لفكى الله عنا القتال و السجال و لاعاد الينا الرهبة و المكانة....فكان رعيلنا الاوائل يستبشرون بنصر الله تعالى لهم عندما يُسَب رسولهم صلى الله عليه و سلم فقد قدموا ما بوسعهم و على الله تعالى اكمال النصر....فلنستبشر بنصر الله تعالى عندما نخطو على خطاهم بلّغنا الله اياها....اللهم آمين...
يقول شيخ الإسلام : ( إن كنا لنتباشر بتعجيل الفتح إذا سمعناهم يقعون فيه صلى الله عليه وسلم ) الصارم المسلول ص123
فاقول:و كم كانت رسالتي هذه تفتقر الى مثل اقوال شيخ الاسلام و غيره للسبب المذكور آنفا...العجالة...و المفاوز بيني و بين مكتبتي فانا اكتب ما تعلق في ذهني لا غير...
فليضاف قول شيخ الاسلام الى الرسالة و ازيد هنا فاقول:
ان الرعب الذي اختص به النبي صلى الله عليه و سلم و اصحابه عن بعد...يتفاوت بعدا و قربا بقدر اقترابنا من الرعيل الاول عملا و قولا و اعتقادا...فهو اقصاه شهر و ادناه ليس من مسمياته....
ثم ازيد ايضا....يقول تعالى في سورة التوبة....(و لئن سألتهم ليقولن انما كنا نخوض و نلعب قل ابالله و ءايته و رسوله كنتم تستهزءون)(لا تعتذروا فقد كفرتم .....)
فلعل يظن ظانهم انهم باعتذارهم يبرءون من فعلتهم و يرجون كيوم ولدتهم امهاتهم فهيات لهم هيات ما لم يتوبوا باسلامهم....
و اننا لننظر الى ما هو اعلى من الاعتذار حيث النفع فلا فائدة في اعتذارهم غير تكرار فعلهم ثم يعتذرون فالمخرج معروف سلفا....
و لم يسجل لنا تاريخنا العظيم فيما اعلم من بدوّه الى يومنا هذا الحث على طلب الاعتذار من شاتم النبي صلى الله عليه و سلم ...اما الحد و اما التوبة لا ثالث لهما و لا يمطّ الاعتذار الى التوبة بصلاة فلنكن على هدى و علم يا رعاكم الله.....