[align=center] ومن ناحية أخرى أن على الفرد دور كبير أيضاً من خلال التعامل مع السياح تعاملا طيباً وحسناً ، نابعاً من عمق أصالة عاداتنا العربية ، وأهمية أن تتجسد في أفعالنا مدى رفعة سلوكنا ، وسمو أخلاقنا ورقي تعاملنا ، وسعة ثقافتنا ، وأصالة وعمق حضارتنا . ومن هنا نجد ضرورة تنمية الوعي السياحي لدى الطلاب المواطنين ، حيث أن عملية تطوير السياحة لا يتوقف مسارها على القطاعين العام والخاص ، وبما يتعداه إلى الطالب حاليا والمواطن مستقبلا . فالسياحة مرتبطة بسلوكيات الأفراد ، ولن تنهض السياحة وتزدهر إلا إذا شماها اهتمام المجتمع ككل ، فالسياحة قضية مجتمع لتحقيق التنمية الشاملة ( Cater, E & Good all, 1992 :49) .
إن صناعة السياحة عمل إبداعي يتضمن إيجاد عوامل الجذب بالنسبة للإفراد وذلك من خلال استغلال الإمكانات المتوفرة التي تدخل في إعداد ذلك ، وهذا الاستغلال والتوظيف هو عبارة عن عملية فنية يوظفها الفكر للوصول إلى الأهداف المرجوة . وهذا لن نصل إليه إلا بتنمية الوعي السياحي . والنشاط في غالبيته نشاط موسمي ، وهناك عوامل تؤدي إلى الموسمية ، أهمها العطلات المدرسية والجامعية في موسم معين كما أن العوامل المناخية والجغرافية تدعو إلى هذه الظاهرة وهذا ما يمكن ربطه بممارسة الأنشطة الجامعية وهذا لن يكون إلا من خلال تنمية الوعي والحس السياحي لدى الطلاب ( Gee. C . Y . Markens , J . C & Choy , D. J. L , 1989, 93 .
1-مردود الوعي السياحي على صناعة السياحة :
يشكل الوعي السياحي أهمية كبيرة في تحسين صورة السياحة في المجتمع والتقليل من بعض الآثار السلبية التي ترافق صناعة السياحة ، ويكون ذلك من خلال بناء مجتمع مثقف سياحياً ، وعلى دراية بأهمية الإنجازات والنجاحات التي حققها قطاع السياحة وما يقدمه هذا القطاع من فرص ومكاسب اقتصادية تنعكس في النهاية على الأفراد .
وهذا الوعي لا يتحقق إلا من خلال تضافر جهود كافة الجهات داخل المجتمع ، لأن عملية صناعة السياحة لا تتوقف على القطاعين الخاص والعام ، وإنما تتعداهما إلى الفرد داخل المجتمع باعتباره العنصر الأساسي والمهم في عملية صناعة السياحة من جهة ، ومعيارا حقيقيا للرضا والتقدم الحضاري للمجتمع من جهة أخرى . فصناعة السياحة مرتبطة بسلوكيات الأفراد ، ولن تنهض السياحة وتزدهر إلا إذا احتضنها المجتمع ككل واعتبرها قضية مجتمع ، وذلك للعمل على تصحيح الصورة وإعادة تفعيل العمل السياحي ( Cooper , C & others : 1993, 23 ) .
ومن هنا ، اعتبر الوعي السياحي على أنه المعرفة والفهم والإدراك لمجموعة من القيم والاتجاهات والمبادئ السائدة في مجال السياحة ، والتي تتيح للأفراد المشاركة بفاعلية في أوضاع مجتمعهم ومشكلاته ، وتحدد موقفهم منها ، وتدفعهم للتحرك من أجل تطويرها والعمل على غرسها في الأذهان بما يسهم في نجاح صناعة السياحة . كما يمثل الوعي السياحي المحصلة النهائية للعلاقات والنتائج التي تطرحها عملية التفاعل بين مختلف الأطراف الفاعلة في السياحة ، والتي تبرز في كفاءة وفاعلية كل عنصر من عناصر المنتج السياحي في تمثيل الأهداف المطلوبة منها ، وهؤلاء الفاعلون هم أطراف عديدة ، ينظرون إلى الوعي المجتمعي باعتباره أداة أساسية من أدوات صناعة السياحة ، بينما يبقى المجتمع هو المتلقى والمستخدم لنتائج تنمية الوعي السياحي . ( أسعد حماد أبو رمان : 2011 )
ويسهم الوعي السياحي من خلال الجامعة في خلق تنمية سياحية ووعي وإدراك للطالب بأهمية السياحة لا يرتبط بالجانب الاقتصادي فقط بل يرتبط بالخصوصية الثقافية للمجتمع وما تحمله من مضامين متعددة مرتبطة بالهوية والانتماء ، وهذه المفاهيم تحتاج إلى تنشئة قائمة على نقل وبث القيم والعادات والتقاليد والمفاهيم وكل ذي قيمة في ثقافة أو حضارة الوطن ، والتي تساهم في الوصول إلى حالة عالية من الوعي السياحي الذي يصنع السياح