Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: السيدة عائشة رضى الله عنها وعن ابيها الإثنين 1 مايو - 10:34 | |
| تمهيد يطلق على زوجات النبي "محمد" – صلى الله عليه وسلم – اسم " أمهات المؤمنين"؛ تكريمًا لشأنهن وإعلاء لقدرهن ، وقد شرفهن الله- تعالى- بأن جعلهن أمهات للمؤمنين ، فقال تعالى :
" النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ " (الأحزاب 6) وقد كرم الله- عز وجل- "أمهات المؤمنين" وصان حرمة نبيه – صلى الله عليه وسلم- فأمر المؤمنين بمخاطبتهن من وراء حجاب، ومراعاة الأدب عند دخول بيوت النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : "وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ " (الأحزاب53) ولما جعل الله- تعالى- زوجات النبي – صلى الله عليه وسلم – أمهاتٍ للمؤمنين ، فإنه قد حرم عليهن الزواج بعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم .
وأمهات المؤمنين هن خير نساء المسلمين تقوى وصلاحًا ، فقد كن خير عونً للنبي – صلى الله عليه وسلم – في حياته , وتحملن معه أعباء الدعوة ونشر الإسلام ، وتفقيه المسلمات وتعريفهن أحكام دينهن .
وعدد أمهات المؤمنين إحدى عشرة ، وقد توفيت اثنتان منهن في حياة النبي – صلى الله عليه وسلم – وهما السيدة خديجة ، والسيدة "زينب بنت خزيمة"- رضى الله عنهما - ، وتوفى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عن تسع منهن، ودفن جميعا في البقيع بالمدينة المنورة ، ما عدا السيدة خديجة رضى الله عنها فدفنت في "الحجون" بمكة، والسيدة "ميمونة بنت الحارث" -رضى الله عنها - فدفنت في "سرف" قريبًا من مكة .
* وأمهات المؤمنين حسب ترتيب زواج النبي – صلى الله عليه وسلم – منهن :
أم المؤمنين خديجة بنت خويلد .........................
هي أول امرأة تزوجها النبي – صلى الله عليه وسلم - ، فهي أم المؤمنين الأولى ، تزوجها النبي – صلى الله عليه وسلم – قبل البعثة وهو في الخامسة والعشرين من عمره ، وكان عمرها آنذاك أربعين سنة ، وعاشت معه خمسًا وعشرين سنة ، ولم يتزوج عليها ، ورزق منها جميع أبنائه عدا "إبراهيم" ، وهم "القاسم" و"عبد الله" و"زينب" و"رقية" و"أم كلثوم" و"فاطمة" .
ولما بعث النبي – صلى الله عليه وسلم – كانت خديجة أول من آمن به سواء ، من الرجال أو من النساء ، ووقفت إلى جانبه تعاونه وتشد من أزره وتخفف عنه ما كان يلقاه من قومه من عناد وإيذاء وتكذيب .
وظلت على هذا العون والمساندة لزوجها النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى توفيت قبل الهجرة بثلاث سنوات عن خمس وستين سنةً ، وفقد النبي خير معاون له ونصير ، وحزن عليها حزنًا شديدًا ، وكان قد سبقها إلى الموت "أبو طالب" عم النبي – صلى الله عليه وسلم – وسمى ذلك العام عام الحزن .
وظل النبي -صلى الله عليه وسلم- يذكرها ولا يكف عن الحديث عنها حتى إن السيدة "عائشة" كانت تقول :
" ما غرت على أحد من نساء النبي – صلى الله عليه وسلم – ما غرت على "خديجة" وما رأيتها ، ولكن كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يكثر ذكرها ، وربما ذبح الشاة ثم قطعها ثم يرسلها لصديقات "خديجة" .
أم المؤمنين سودة بنت زمعة ........ تزوجها النبي – صلى الله عليه وسلم – بمكة قبل الهجرة وبعد وفاة زوجته "خديجة" ، وكانت "سودة" امرأة في الخامسة والخمسين من عمرها ترملت بعد وفاة زوجها ، فتزوجها النبي – صلى الله عليه وسلم – جبًرا لخاطرها وإعزازًا لشأنها.
وقد هاجرت إلى المدينة واستقرت مع النبي – صلى الله عليه وسلم – حتى وفاته، وامتدت بها الحياة حتى خلافة "عمر بن الخطاب" - رضى الله عنه
أم المؤمنين عائشة بنت ابي بكر الصديق .........
ولدت بمكة بعد أربع سنين أو خمس من بعثه النبي – صلى الله عليه وسلم ، وأسلمت وهى صبية صغيرة هي وأختها أسماء ، تزوجها النبي – صلى الله عليه وسلم – بمكة قبل الهجرة ودخل بها في المدينة وعمرها تسع سنوات ، ولم يتزوج النبي – صلى الله عليه وسلم – بكراً غيرها .
وكانت السيدة عائشة أحب أزواج النبي – صلى الله عليه وسلم – إلى قلبه ، كما كان أبوها أبو بكر الصديق أحب الناس إليه ، ولما مرض النبي – صلى الله عليه وسلم – استأذن زوجاته أن يمرض في بيت عائشة ، وتوفى عليه الصلاة والسلام وهو في بيتها .
وبعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – كانت عائشة هي الفقيهة الأولى في الإسلام ، فكان الصحابة الكبار يسألونها في المسائل الفقهية العويصة ، وإلى جانب علمها الواسع في الفقه والحديث كانت من أعلم الناس بالطب وبالشعر وتوفيت وهى في السادسة والستين من العمر في (رمضان 58 هـ = يونيو 677م)
أم المؤمنين حفصة بنت عمر بن الخطاب
تزوجها النبي – صلى الله عليه وسلم – بعد استشهاد زوجها "خنيس بن حذافة السهمي" في غزوة "بدر" في العام الثاني من الهجرة ، وكانت في الثانية عشرة من عمرها ، وكانت هذه المصاهرة توثيقًا لروابط المحبة بين النبي – صلى الله عليه وسلم – وأحد أصحابه الكبار وتكريمًا له وتقديًرا لجهاده مع النبي – صلى الله عليه وسلم .
وبعد وفاة النبي – صلى الله عليه وسلم – عاشت في "المدينة" عاكفة على العبادة والصيام ، ولما جمع المصحف الشريف في عهد "أبى بكر الصديق" كانت "حفصة" هي التي اختيرت من بين أمهات المؤمنين لتحفظ النسخة الأولى للمصحف الشريف .
وظلت هذه النسخة في بيتها حتى عهد "عثمان بن عفان" الخليفة الثالث ، الذي أخذ منها هذه الوديعة الغالية ونسخ منها عدة مصاحف ووزعت على الأقاليم .
وطالت الحياة بالسيدة "حفصة" حتى توفيت في عهد "معاوية بن أبى سفيان"- رضى الله عنه- في (ربيع الأول 45 هـ = أكتوبر 665م) عن ستين عاماً .
عائشة بنت عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن كعب بن سعد بن تيم القرشي أي بنت أبي بكر ، وأمها أم رومان ولقبت بـ أم المؤمنين بنت عامر بن عويمر. كانت عائشة إحدى زوجات رسول الله محمد بن عبد الله, وولدت في السنة الرابعة بعد البعثة، لزواجها من رسول الإسلام فإنه يشار إليها في العديد من الكتابات الإسلامية بـ"أم المؤمنين"، ونقلت عائشة العديد من الأحاديث النبوية عن الرسول وخاصة ما يتعلق بحياته الخاصة. تعتبر عائشة شخصية مثيرة للجدل بسبب التصوير المختلف لها في الرؤية الشيعية للتاريخ الإسلامي ودورها في "الفتنة الأولى" وقيادتها لجيش في وجه علي بن أبي طالب في معركة الجمل. نسبها • أبوها: أبو بكر بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. • أمها : أم رومان بنت عامر بن عمير بن ذهل بن دهمان بن الحارث بن تيم بن مالك بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. [] زواج رسول الله منها تزوجها الرسول محمد بن عبدالله بعد وفاة زوجته الأولى أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وزواجه من أم المؤمنين سودة بنت زمعة العامرية القرشية، وكان ذلك قبل الهجرة بسنتين، ورغم ورود ان عمرها كان ست سنين، حين تزوجها الرسول وتسع سنين حين بنى بها كما في البخاري و مسلم[1] الا ان هذا ورد على لسانها فقط بعد ان كبرت في السن ولم يرد على لسان الرسول ذلك ولذلك كان هذا موضع جدل لدى العلماء اذ قال بعضهم مثل الشيخ خالد الجندي بان زواجه تم وهي أكبر من ذلك خصوصا وان تواريخ الميلاد لم تكن تدون انذاك وسنها الحقيقى آنذاك أربعة عشر سنه تبعا لقياس عمرها بعمر ذات النطاقين، وقد عاشت مع الرسول ثمانية أعوام وخمسة أشهر. [] فضائلها هناك اعتقاد منتشر بين بعض المسلمين خاصة السنة منهم أن النبي محمد تزوجها بأمر من ربه وعائشة من أكثر النساء رواية للحديث عن الرسول في كتب أهل السنة. قال ابن القيم:[3] ومن خصائصها: أنها كانت أحب أزواج رسول الله إليه كما ثبت عنه ذلك في البخاري وغيره وقد سئل أي الناس أحب إليك قال عائشة قيل فمن الرجال قال أبوها . ومن خصائصها أيضا: أنه لم يتزوج امرأة بكراً غيرها ، لكن هذه الحقيقة مُختلف عليها فجَمْعٌ من المسلمين يرون أنّ خديجة بنت خويلد رضوان الله عليها لم تتزوج قبل الرسول صلى الله عليه و آله و سلم . ومن خصائصها: أنه كان ينزل عليه الوحي وهو في لحافها دون غيرها . ومن خصائصها: أن الله عز وجل لما أنزل عليه آية التخيير بدأ بها فخيرها فقال : " ولا عليك أن لا تعجلي حتى تستأمري أبويك فقالت أفي هذا أستأمر أبوي فإني أريد الله ورسوله والدار الآخرة فاستنّ بها ( أي اقتدى ) بقية أزواجه وقلن كما قالت . ومن خصائصها: أن الله برأها مما رماها به أهل الإفك وأنزل في عذرها وبراءتها وحياً يتلى في محاريب المسلمين وصلواتهم إلى يوم القيامة وشهد لها بأنها من الطيبات ووعدها المغفرة والرزق الكريم وأخبر الله أن ما قيل فيها من الإفك كان خيراً لها ولم يكن ذلك الذي قيل فيها شراً لها ولا عائباً لها ولا خافضاً من شأنها بل رفعها الله بذلك وأعلى قدرها وأعظم شأنها وصار لها ذكراً بالطيب والبراءة بين أهل الأرض والسماء فيا لها من منقبة ما أجلها ... ومن خصائصها: أن الأكابر من الصحابة من كان إذا أشكل عليهم أمر من الدين استفتوها فيجدون علمه عندها . ومن خصائصها: أن رسول الله توفي في بيتها وفي يومها وبين سحرها ونحرها ودفن في بيتها . ومن خصائصها: أن الملَك أَرى صورتَها للنبي قبل أن يتزوجها في سرقة حرير فقال النبي إن يكن هذا من عند الله يمضه . ومن خصائصها: أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يومها من رسول الله تقرباً إلى الرسول فيتحفونه بما يحب في منزل أحب نسائه إليه صلى الله عليه وسلم وعليهن أجمعين [3]. [] رواياتها عن رسول الله كانت أكثر النساء رواية للحديث عن محمد وقد عاشت بعده قرابة 50 عاما تروي عنه وتفقه المسلمين في أمور دينهم لذا فهي تعد أول فقيهة في الإسلام السني. [] حادثة الإفك مرت عائشة في ملابسات حادثة الإفك وذكرها الله تعالى في القرآن الكريم ذكر القرآن: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ{النور-11} وقد برّءها الله من فوق سبع سماوات وطهّرها وزكّاها، وقد حكم ابن عباس بالكفر على من اتهمها بالفاحشة بعد تبريء الله لها. [] معركة الجمل في اليوم العاشر من جمادى الأول سنة 36 هجري بعد مقتل الخليفة الثالث عثمان بن عفان بايع المسلمون علي بن أبي طالب طوعاً وكانت أم المؤمنين عائشة قد سألها الأحنف بن قيس عن من يُبايع بعد عثمان. فأمرته بمبايعة علي . لكن عائشة وطلحة والزبير بعد أن بايعوا علياً قصدوا البصرة مطالبين سِلمياً بمعاقبة قتلة عثمان، فقصد الإمام علي بن أبي طالب البصرة في بِضع فرسان يدعوهم للتريّث حتى تهدأ الأمور فيتسنّى له القبض على القتلة وتنفيذ حُكم الله فيهم، فإن الأمر يحتاج إلى الصبر. فاقتنعوا بفكرة علي التي جائهم بها القعقاع بن عمرو التميمي، فاتفقوا على المُضِيّ على أمر أمير المؤمنين علي وباتوا بأهنأ ليلة، حتى إن عبد الله بن عباس -وكان ممن جاء مع علي- بات ليلته تلك في معسكر طلحة والزبير، وبات محمد بن طلحة بن عبيد الله -وكان جاء مع أبيه- في معسكر أمير المؤمنين علي أجمعين.[4]
وبات تلك الليلة رؤوس الفتنة بشر حال، فاجتمعوا ورأوا أن اصطلاح الفريقين ليس من صالحهم، فأرادوا اغتيال أمير المؤمنين علي فأشار بعضهم ألا يفعلوا، فإن وقعوا في أيدي المسلمين ذبحوهم فإنهم لم يهدأ حزنهم على عثمان فكيف بقتل خليفته. فقرر ذلك المؤتمر الآثم إشعال الحرب بين الفريقين. وقبل دخول الفجر أمروا بعض زبانيتهم بدخول معسكر الإمام علي وقتل بعض الجنود هناك، والبعض الآخر يدخل معسكر طلحة والزبير ويقتل بعض الجنود هناك. فيظن كلا الفريقين أن الآخر قد غدر به، وفعلاً ظن الفريقين ذلك. فقام الجنود إلى سلاحهم في ذعرٍ وذهول، فجاء علي إلى الزبير وذكره بأن النبي صلى الله عليه وسلم قال للزبير أنه سيقاتل علياً وهو له ظالم، فرجع الزبير على أعقابه فمنعه ابنه عبد الله وقال له بأنهم لم يأتوا لقتالٍ ولكن للإصلاح بين الناس، أي حتى هذه اللحظة لم يخطر ببال الصحابة أن ستنشُب الحرب. فلما سمع طلحة بن عبيد الله كلام أمير المؤمنين علي للزبير رجع هو الآخر أدباره، فرماه أحد رؤوس الفتنة بسهمٍ في عنقه فمات ، لأنه ليس من مصلحة رؤوس الفتنة انتهاء الحرب. ودارت رحى المعركة وأمير المؤمنين علي يقول: " يا عباد الله كُفّوا يا عباد الله كُفوا ". فلما رأت أم المؤمنين ما يجري من قتال ناولت كعب بن سور الأزدي كان يُمسك بلجام ناقتها مصحفاً وأمرته أن يدعوا الناس للكف عن القتال قائلةً: " خل يا كعب عن البعير، وتقدم بكتاب الله فادعهم إليه "، هنا تحرّك رؤوس الفتنة فرأوا أنها مبادرة خطيرة لوقف الحرب فأرادوا أن يأدوها، فرموا كعباً بسهامهم فأردوه فتيلاً. في وسط المعركة دخل سهم طائش في هودج أم المؤمنين فأدمى يدها الشريفة فأخذت بلعن قتلة عثمان ذو النورين فسمعها الجيش الذين معها فلعنوهم فسمعهم أمير المؤمنين علي وجيشه فلعنوهم. فاشتاط رؤوس الفتنة - قتلة عثمان - غضباً فقرروا اغتيال أم المؤمنين عائشة لأنها لن تكُفّ عن توحيد الفريقين بإظهار حبهم لذو النورين وحقدهم على قتلته ولن تكف عن مبادرات إيقاف الحرب وتهدئة النفوس، فأخذوا يضربون هودجها بالسهام من كل مكان حتى صار كالقنفذ. ولكن كان قلب أمير المؤمنين خائفاً على سلامة أمه أم المؤمنين فأمر بعقر (أي قتل) البعير الذي عليه هودج أم المؤمنين لأنه مستهدف ما دام قائماً. فعُقِرَ البعير وانتهت المعركة التي لم تكن بحُسبان الصحابة والمؤمنين أنها ستقع فكلا الفريقين قصد البصرة على غير نية القتال، ولكن قدّر الله وما شاء الله فعل .[4] إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب لم ينسَ قول النبي له ذات يوم: " إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر " -أي أمر ظاهره الخلاف-، قال علي متعجباً ومصدّقاً: " أنا يا رسول الله؟! "، فقال النبي : " نعم "، قال علي: " أنا أشقاهم يا رسول الله "، فقال : " لا، ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها ". روى الحديث الإمام ابن حجر والإمام الهيثمي. فأمر أمير المؤمنين علي بتنحية هودج أم المؤمنين جانباً وأمر أحد قادة جنده وهو أخوها محمد بنأبي بكر الصديق بتفقّد حالها أن يكون أصابها مكروه، فرأها بخير وسُرّت هي برؤيته حياً بقولها: " يا بأبي الحمد لله الذي عافاك ". فأتاها أمير المؤمنين علي وقال برحمته المعهودة: " كيف أنتِ يا أمه ؟ "، فقالت بقلب الأم: " بخيرٍ يغفر لله لك "، فقال: " ولكِ ". فأدخلها دار بني خلف فزارها بعد أيام فسلم عليها ورحبت هي به. وعند رحيلها من البصرة جهزها بكل ما تحتاج إليه من متاع وزاد في طريقها للمدينة المنورة وأرسل معها 40 امرأة من نساء البصرة المعروفات وسيّر معها ذلك اليوم أبنائه الحسن والحسين وابن الحنفية وأخوها محمد بن أبي بكر الصديق . فلما كان الساعة التي ارتحلت فيه جاء أمير المؤمنين علي فوقف على باب دار بني خلف -حيث أقامت أم المؤمنين- وحضر الناس وخرجت من الدار في الهودج فودعت الناس ودعت لهم، وقالت: " يا بني لا يعتب بعضنا على بعض، إنه والله ما كان بيني وبين علي في القِدم إلا ما يكون بين المرأة وأحمائها وإنه على معتبتي لمن الأخيار "، فقال أمير المؤمنين علي: " صدقت والله ما كان بيني وبينها إلا ذاك، وإنها لزوجة نبيكم صلى الله عليه وسلم في الدنيا والاخرة " وسار علي معها أميالاً مودّعاً لها حافظاً لحبيبه رسول الله حق حرمه وأحب زوجاته. [] وفاتها ودفنها جاء عبد الله بن عباس يستأذن على عائشة عند وفاتها فجاء ابن أخيها عند رأسها -عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق-، فأكب عليها ابن أخيها عبد الله فقال: " هذا عبد الله بن عباس يستأذن "، وهي تموت، فقالت: " دعني من ابن عباس ". فقال: " يا أماه !! إن ابن عباس من صالح بنيك يسلم عليك ويودعك ". فقالت: " ائذن له إن شئت ". قال: " فأدخلته "، فلما جلس قال ابن عباس: " أبشري ". فقالت أم المؤمنين: " بماذا؟ "، فقال: " ما بينك وبين أن تلقي محمداً والأحبة إلا أن تخرج الروح من الجسد، وكنت أحب نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه، ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب إلا طيباً. وسقطت قلادتك ليلة الأبواء فأصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصبح الناس وليس معهم ماء، فأنزل الله آية التيمم، فكان ذلك في سببك، وما أنزل الله من الرخصة لهذه الأمة، وأنزل الله براءتك من فوق سبع سموات، جاء بها الروح الأمين، فأصبح ليس مسجد من مساجد الله إلا يتلى فيه آناء الليل وآناء النهار ". فقالت الصديقة الطاهرة: " دعني منك يا ابن عباس، والذي نفسي بيده لوددت أني كنت نسياً منسياً ". توفيت ليلة الثلاثاء السابع عشر من رمضان من السنة السابعة أو الثامنة أو التاسعة والخمسين للهجرة. صلى عليها أبو هريرة بعد صلاة الوتر، ونزل في قبرها خمسة: عبد الله وعروة ابنا الزبير بن العوام من أختها أسماء بنت أبي بكر والقاسم وعبد الله ابنا أخيها محمد بن أبي بكر، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر، وكان عمرها يومئذ سبعا وستين سنة. حكم سب السيدة عائشة - رضي الله عنها- في شريعة الإسلام:
في الحقيقة أن أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن- داخلات في عموم الصحابة رضي الله عنهم؛ لأنهن منهم، بل لهن خصوصية في اقترانهن بشخص النبي صلى الله عليه وسلم كزوجات رضيهن الله له، وكل ما جاء في تحريم سبّ الصحابة من آيات قرآنية وأحاديث نبوية فإنه يشمل أمهات المؤمنين، ولما لهن من المنزلة العظيمة وقوة قربهن من سيد الخلق -صلى الله عليه وسلم-، ولم يغفل أهل العلم عن حكم سابهن وعقوبته، بل بيَّنوا ذلك أوضح بيان في أقوالهم المأثورة ومؤلفاتهم المختلفة.
لذلك: فإن أهل العلم من أهل السنة والجماعة أجمعوا على أن من طعن في عائشة -رضي الله عنها- بما برَّأها الله منه وبما رماها به المنافقون من الإفك فإنه كافر مكذِّب بما ذكره الله في كتابه من إخباره ببراءتها وطهارتها، بل قالوا: إنه يجب على ولاة الأمر قتله إذا ثبتت تهمة التعمد والقصد لديه. وهذه بعض النقول في ذلك:
1- ساق أبو محمد بن حزم الظاهري بإسناده إلى هشام بن عمار قال: سمعت مالك بن أنس يقول مَن سبّ أبا بكر وعمر جُلِد، ومن سب عائشة قُتِلَ. قيل له: لِمَ يُقتل في عائشة؟ قال: لأن الله تعالى يقول في عائشة -رضي الله عنها- يَعِظُكُمَ اللَّهُ أَنْ تَعُودُوا لِمِثْلِهِ أَبَدًا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [النور: 17]، قال مالك: فمن رماها فقد خالف القرآن، ومن خالف القرآن قُتِلَ. قال أبو محمد بن حزم -رحمه الله-: قول مالك هذا صحيح، وهي ردة تامة، وتكذيب لله تعالى في قطعه ببراءتها.
2- حكى أبو الحسن الصقلي أن القاضي أبا بكر الطيب قال: إن الله تعالى إذا ذكر في القرآن ما نسبه إليه المشركون سبَّح نفسه لنفسه، كقوله: وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ [البقرة: 116]، وذكر تعالى ما نسبه المنافقون إلى عائشة فقال: وَلَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ قُلْتُمْ مَا يَكُونُ لَنَا أَنْ نَتَكَلَّمَ بِهَذَا سُبْحَانَكَ [النور: 16]، سبح نفسه في تبرئتها من السوء كما سبح نفسه في تبرئته من السوء، وهذا يشهد لقول مالك في قتل مَن سبَّ عائشة، ومعنى هذا -والله أعلم- أن الله لما عظَّم سبّها كما عظَّم سبَّه، وكان سبّها سبًّا لنبيه، قرن سبّ نبيه وأذاه بأذاه تعالى، وكان حكم مؤذيه تعالى القتل، وكان مؤذي نبيه كذلك.
3- قال أبو بكر بن العربي: إن أهل الإفك رموا عائشة المطهرة بالفاحشة فبرأها الله، فكل مَن سبَّها بما برَّأها الله منه فهو مكذب لله، ومن كذَّب الله فهو كافر، فهذا طريق قول مالك، وهي سبيل لائحة لأهل البصائر، ولو أن رجلاً سبَّ عائشة بغير ما برَّأها الله منه لكان جزاؤه التأديب.
4- ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- بعض الوقائع التي قُتِلَ فيها مَن رماها -رضي الله عنها- بما برَّأها الله منه، حيث يقول: وقال أبو بكر بن زياد النيسابوري: سمعت القاسم بن محمد يقول لإسماعيل بن إسحاق أُتي المأمون في (الرّقة) برجلين شتم أحدهما فاطمة والآخر عائشة، فأمر بقتل الذي شتم فاطمة وترك الآخر، فقال إسماعيل: ما حكمهما إلا أن يقتلا؛ لأن الذي شتم عائشة رد القرآن . قال شيخ الإسلام: وعلى هذا مضت سيرة أهل الفقه والعلم من أهل البيت وغيرهم.
قال أبو السائب القاضي: كنت يومًا بحضرة الحسن بن زيد بطبرستان، وكان بحضرته رجل فذكر عائشة بذكر قبيح من الفاحشة، فقال: يا غلام اضرب عنقه، فقال له العلويون: هذا رجل من شيعتنا، فقال: معاذ الله، إن هذا رجل طعن على النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال الله تعالى: الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُولَئِكَ مُبَرَّءُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ [النور: 26]، فإن كانت عائشة خبيثة، فالنبي -صلى الله عليه وسلم- خبيث، فهو كافر فاضربوا عنقه، فضربوا عنقه وأنا حاضر.
وروي عن محمد بن زيد أخي الحسن بن زيد أنه قدم عليه رجل من العراق فذكر عائشة بسوء، فقام إليه بعمود فضرب دماغه فقتله، فقيل له: هذا من شيعتنا ومن بني الآباء، فقال: هذا سمَّى جدي صلى الله عليه وسلم (قرنان) – أي من لا غيرة له-، ومن سمى جدي قرنان استحق القتل، فقتلته. وقال القاضي أبو يعلى: من قذف عائشة بما برَّأها الله منه كفرَ بلا خلاف، وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد، وصرَّح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم. وقال أبو موسى – وهو عبد الخالق بن عيسى بن أحمد بن جعفر الشريف الهاشمي إمام الحنابلة ببغداد في عصره -: ومن رمى عائشة -رضي الله عنها- بما برَّأها الله منه فقد مرق من الدين، ولم ينعقد له نكاح على مسلمة.
و5- قال ابن قدامة المقدسي: "ومن السنة الترضي عن أزواج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أمهات المؤمنين المطهرات المبرآت من كل سوء، وأفضلهن خديجة بن خويلد وعائشة الصدِّيقة بنت الصدِّيق التي برَّأها الله في كتابه، زوج النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة، فمن قذفها بما برَّأها الله منه فقد كفر بالله العظيم. 6- وقال الإمام النووي في صدد تعداده الفوائد التي اشتمل عليها حديث الإفك: الحادية والأربعون: براءة عائشة -رضي الله عنها- من الإفك، وهي براءة قطعية بنص القرآن العزيز، فلو تشكك فيها إنسان -والعياذ بالله- صار كافرًا مرتدًّا بإجماع المسلمين، قال ابن عباس وغيره: لم تزن امرأة نبي من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وهذا إكرام من الله تعالى لهم.
7- حكى العلامة ابن القيم اتفاق الأمة على كفر قاذف عائشة -رضي الله عنها-، حيث قال: واتفقت الأمة على كفر قاذفها.
8- قال الحافظ ابن كثير عند قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور: 23]: أجمع العلماء رحمهم الله قاطبة على أن مَن سبَّها بعد هذا، ورماها بما رماها به بعد هذا الذي ذكر في هذه الآية، فإنه كافر؛ لأنه معاند للقرآن.
9- قال بدر الدين الزركشي: مَن قذفها فقد كفر؛ لتصريح القرآن الكريم ببراءتها.
10- قال السيوطي عند آيات سورة النور التي نزلت في براءة عائشة -رضي الله عنها- من قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِنْكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ مَا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور: 11] الآيات،": نزلت في براءة عائشة فيما قُذِفَت به، فاستدل به الفقهاء على أن قاذفها يُقتل لتكذيبه لنص القرآن، قال العلماء: قذف عائشة كفر؛ لأن الله سبَّح نفسه عند ذكره، فقال: سُبْحَانَكَ هَذَا بُهْتَانٌ عَظِيمٌ [النور: 16]، كما سبَّح نفسه عند ذكر ما وصفه به المشركون من الزوجة والولد".
يتضح من هذه الأقوال المتقدمة عن هؤلاء الأئمة أن فيها بيان واضح بإجماع الأمة على أن من سبَّ أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- وقذفها بما رماها به أهل الإفك، فإنه كافر؛ حيث كذَّب الله فيما أخبر به من براءتها وطهارتها رضي الله عنها، وإن عقوبته أن يقتل مرتدًّا عن ملة الإسلام.
ويبقى أخيرًا في حكم سبّ وقذف السيدة عائشة وأمهات المؤمنين الآتي: أخرج سعيد بن منصور، وابن جرير الطبري والطبراني وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ سورة النور ففسَّرها، فلما أتى على هذه الآية إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ [النور: 23]، قال: هذه في عائشة وأزواج النبي -صلى الله عليه وسلم-، ولم يجعل لمن فعل ذلك توبة، وجعل لمن رمى امرأة من المؤمنات من غير أزواج النبي -صلى الله عليه وسلم- التوبة، ثم قرأ وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا [النور:4] إلى قوله إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا [النور: 5].
المصادر و مراجع 1. ^ صحيح مسلم (10) باب تزويج الاب البكر الصغيرة 69 - (1422) صحيح مسلم - كتاب النكاح 2. ^ صحيح البخاري/ 3564, صحيح البخاري - كتاب فضائل الصحابة 3. ^ أ ب أ.هـ " جلاء الأفهام " ( ص 237 - 241 ) 4. ^ أ ب العواصم من القواسم - للقاضي أبي بكر العربي - تحقيق محب الدين الخطيب خير الدين الزركلي/ الأعلام /قاموس تراجم لأشهر الرجال والنساء من العرب /دار العلم للملايين /بيروت–لبنان / المجلد الثامن. عبد الغني عبد الرحمن محمد/ زوجات النبي محمد وحكمة تعددهن /دار المسيرة/بيروت-لبنان/ط الأولى . عمر رضا كحالة ، أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام ، مؤسسة الرسالة ، بيروت . آمال قرداش بنت الحسين ، دور المرأة في خدمة الحديث في القرون الثلاثة الأولى، كتاب الأمة ، عدد ( 70 ) تراجم سيدات بيت النبوة ، عائشة عبد الرحمن ، دار الريان للتراث ، القاهرة . الموسوعة العربية العالمية ، ج11/ 687 |
|