لــمـاذا يـكـره الاطـفـال الـمـدرسـة ؟
قد لايصح طرح هذا
السؤال بالاساس لانه ينطلق من مسلمة مفادها ان جميع الاطفال يكرهون المدرسة.لكن ما
ان نلقي نظرة على الواقع حتى نكتشف ان نسبة الاطفال الذين يحبون التوجه الى المدرسة
ضعيفة مقاترنة مع من لا يبدون رغبة حقيقية في التعلم.اي ان دافعيتهم للتعلم ضعيفة
او شبه منعدمة.لذلك فالقاعدة الحالية هي ان الغالبية لا يرغبون في هذه المؤسسة
والاستثناء هو ان يتواجد في عالمنا العربي اطفال لازالوا يحبون جو التعلم
السائد.هنا يطرح سؤال بديهي ما الذي افضى الى هذه الحالة الشاذة.
يتفق الجميع ان
الطفل بطبعه ميال الى التحرر والانطلاق واللعب في سنوات عمره الاولى.لذلك يشكل
اللعب بالنسبة له مجاله الارحب والمدرسة تمثل ذلك المجال الذي يحد من حريته ويجعله
حبيس كرسي لمدة طويلة.فلا عجب ان نرى السعادة بادية على وجوه التلاميذ حين العطلة
او حينما يتغيب المعلم,خاصة اذا كان هذا المعلم سيئ التعامل مع التلاميذ ويضطرهم
بتصرفاتهم الى كراهية المؤسسة التعليمية ككل.هذا المعطى يحيلنا على سبب اخر من
اسباب ضعف الرغبة في التعلم.يتعلق الامر بسوء التواصل بين معلم يتوخى منه ان يكون
مرشدا ومربيا وقدوة وبين متعلم يهمه اللعب اكثر من التعلم.فالعنف الذي يطبع العلاقة
بين المربي والمتعلم يكون سببا رئيسا في النظرة السلبية للمدرسة.تم نأتي بعد هذا
الى ذكر سبب اخر يبدوا اساسيا في حالة عدم الرضى العامة التي تميز نظرة التلميذ
ورغبة في التعلم.انها طبيعة العمل التعليمي نفسه والذي يغلب عليه طابع الالقاء
والهرولة في محاولة لادراك نهاية المقرر في الوقت المحددة.هذا الوضع يؤدي الى روتين
يقتل الابداع والا يدع مجالا للانشطةو الموازية التي تجعل من التعلم متعة وليس مجرد
روتين ممل.
يبدو واضحا ان كل
سبب يحمل بين طياته الحل الذي يعتبر نقيضه.اذ بات من الضروري تحسين الخدمات التي
تقدمها المدرسة والابتعاد عن الطابع التقلدي للتعليم الذي يرادف الالقاء في
معناه.وايضا يجب ان تتحسن العلاقة بين المتعلم والمعلم ويبتعد المعلم ما امكن عن
العنق اللفضي والجسدي ويعمل على تحديث طرق ووسائل عمله.اننا فعلا بحاجة الى ثورة
حقيقية على اشكال يائسة من السلوك المتجاوز لنصع لانفسنا مستقبلا تعليميا مسايرا
لتطورات العصر