استقلالية المعلم teacher Autonomy
الأهداف: ينبغي على المشاركين بعد دراسة هذه الوحدة أن:-
· يحددوا مفهوما واضحا وصحيحا لاستقلالية المعلم.
· يحددوا جوانب استقلالية المعلم.
· يدركوا الروابط بين استقلالية المعلم واستقلالية المتعلم.
· يشعروا بقيمة استقلالية المعلم.
· يحددوا عددا من العوامل التي تساعد على استقلالية المعلم.
· يحددوا عددا من العوامل التي تقلل من استقلالية المعلم.
الموضوعات:
1- اختلاف الرؤية إلى أدوار المعلم (مقدمة لا بد منها)
2- مفهوم استقلالية المعلم.
3- جوانب استقلالية المعلم.
4- العلاقة بين استقلالية المعلم واستقلالية المتعلم.
5- أهمية استقلال المعلم.
6- العوامل المؤثرة في استقلالية المعلم.
1- اختلاف الرؤية إلى أدوار المعلم (مقدمة لا بد منها)
المعلم إلى فترة ليست ببعيدة كان ينظر إليه على أنه مصدر المعلومات، ومقدمها وشارحها، والساعد الأول على اكتسابها، وكانت تقوم على جهده داخل الفصل، معظم عمليات تعلم الطلاب.
وقد اختلفت هذه النظرة في هذا القرن، وأصبح ينظر إلى أدوار المعلم من منظور آخر، فلم يعد مصدر المعلومات بل ميسر الحصول عليها، ومديرا لمصادرها، ومسهلا للتعامل معها، ومن ثم تغير المسمى لدى البعض من المعلم إلى الميسر أو المسهل.
وهذا التغير في النظرة صحبه تطور في مسئوليات المعلم، فقد أصبح من أساسيات أدوراهم ابتكار بيئة أو مجتمع تعلم مناسب.
وهذا يتطلب وعيا دائما ومفصلا بأدوارهم المهنية ومهاراتهم التي يجب أن تنمي للوفاء بهذه الأدوار ومن ثم ظهر مفهوم استقلال المعلم ليواجه هذا التطور في الأدوار والمهارات.
2- مفهوم استقلالية المعلم
يشير هذا المفهوم في أبسط تعريفاته إلى الشروط المتطلبة لبدء المعلم في الابتكار والإبداع في الممارسات التربوية في المواقف التدريسية.
وتشير تعريفات هذا المفهوم إلى عدد من الجوانب المهمة في شخصية المعلم والتي من أهمها:
أ- القدرة على إدارة الحدث المهني التربوي داخل الفصول الدراسية.
فالمدرس يكون مستقلا لو أنه أحس بقوة مسئولياته عن التدريس واستطاع أن يحلل انطباعاته عنه، وكانت لديه القدرة على التحكم في الموقف التدريسي والتأثير فيه.
ب- القدرة على التنمية المهنية الذاتية
المدرس المستقل هو الذي يكون لديه وعي بمهاراته المهنية، وتكون لديه القدرة على تحديد الأسباب التي تدفعه إلى تطوير مهاراته، والوقت المناسب لذلك، والموطن والمكان الذي يساعده على تطويرها، وهذا لن يتأتى إلا إذا توافر لديه وعي مستمر بمماراساته التدريسية، وفطن إلى مواطن القوة والضعف فيها.
جـ - التحرر من تحكم الآخرين سواء في ممارساته المهنية أو تنمية مهاراته التدريسية
المعلم المستقل هو الذي لا يترك أمر ممارساته المهنية في يد غيره، أو ينتظر حتى يحدد له الآخرون الجوانب التي تحتاج إلى تدعيم وتنمية في هذه الممارسات، فهو على الأقل يجب أن يقرر البرامج المهنية اللازمة لتطوير ممارساته، ويساهم في إعادة تشكيلها، معتمدا في ذلك على بحوث التدريس الفعال التي أصبحت منتشرة ومتاحة الآن.
ومن ثم فإنه يمكن لنا أن نقدم تعريفا لاستقلالية المعلم على أنها "قدرات خاصة لدى المعلم تساعده على إنجاز أعماله التدريسية معتمدا على ابتكاراته الخاصة، وتساعده على ملاحظة أدائه التدريسي بشكل يساعده على تحديد جوانب القوة والضعف محددا الأساليب والبرامج التي تساعده على تنمية مهاراته المهنية دون الخضوع لضوابط من الآخرين، ودون اعتماد على محك خارجي يحدد له ما ينبغي أن يقوم بفعله، يؤسس ذلك على نتائج البحوث العلمية المرتبطة بأدواره المهنية.
3- جوانب استقلالية المعلم
إن التعريفات السابقة لمفهوم استقلالية المعلم تقودنا لتحديد جانبين مهمين من جوانب استقلالية المعلم وهما:-
أ- جانب الممارسات التعليمية المهنية، وقد يتطلب ذلك ما يلي:-
· قدرته على تحديد أهداف التعليم بدقة.
· القدرة على اختيار طريقة التدريس المناسبة لأهدافه ولطلابه وللموقف التدريسي.
· القدرة على بناء مواد التعليم والتعلم أو اختيارها بما يتناسب والأهداف والطلاب والموقف التدريسي.
· السيطرة على الموقف التدريسي وتوجيهه نحو تحقيق الأهداف بكفاءة.
· قدرته على بناء واستخدام أدوات التقويم المناسبة وإلى غير ذلك من الجوانب التي يتطلبها الحدث الفعلي والموقف التدريسي.
- الاستقلال والتحرر من تحكم الآخرين في الحدث التعليمي
ب- جانب التنمية المهنية والتعلم المستمر، ويظهر ذلك في مظهرين أساسيين:-
* قدرته على تحديد القوة والضعف في أدائه التدريسي.
* قدرته على تحديد المهارات والممارسات التي تحتاج إلى تدعيم.
* المشاركة في اختيار البرامج والأساليب التي تساعده على تطوير أدائه المهني.
* الإطلاع والإلمام بنتائج البحوث والدراسات المرتبطة بممارساته التدريسية، وتحديد التطبيقات التي يمكن له الأخذ بها لتطوير عمله.
* الوعي الدائم والمستمر بممارساته وأفعاله.
* التحرر من الضوابط والقيود في تطوير نفسه مهنيا، وقد يتطلب ذلك البحث الذاتي واستخدام أساليب التدريس الذاتي للوصول إلى معدل الأداء المرضي في ممارساته التدريسية.
4- العلاقة بين استقلالية المعلم واستقلالية المعلم:
لن يستطيع أي معلم خلق الاستقلالية لدى المتعلم إن لم يكن لديه القدرة على الاستقلال، فاستقلال المتعلم يعتمد بشكل كبير وواضح على استقلال معلمه، وتظهر هذه الروابط من خلال الجوانب التي يبدوا فيها استقلالية المعلم وارتباطها باستقلالية المتعلم كالتالي:-
أ- قدرة المعلم على إدارة الحدث التدريسي بنفسه
إن ابتكاراية المعلم وقدرته على إدارة الموقف التدريسي استقلاليا، سوف يقوده لتطبيق هذه الأفكار في المواقف التدريسية، مما يكتسب خلاله مهارات الاعتماد على النفس والاستقلال والابتكار في مواقف التعلم، حيث تنعكس ابتكاراية المعلم بشكل واضح في عمليات تعلم طلابه.
ب- قدرة المعلم على التحرر من القيود في الموقف التدريسي.
إن إيمان المعلم بالتخلص من القيود في الموقف التدريسي والتحرر فيها، والانطلاق الإبداعي في هذا الوقت يولد لدى الطلاب الاستقلالية من خلال الساحة التي يتيحها لهم ليعبروا عن أنفسهم، ويعتبروا ظواهر تعلمهم فرصة ويبئة ثرية لنمو الابتكار والابداع.
جـ - قدرة المعلم على تنمية نفسه مهنيا
وينعكس ذلك على طلابه من خلال وعيهم وفهمهم لطبيعة استقلال المعلم، أساليب تحقيقها وتقارير المهارات المهنية للمعلم تعتمد على بحوث التدريس الفعال التي تضع يد المعلم على جوانب استقلال المتعلم لأساليب تحقيقها.
د- وعي المعلم بجوانب التنمية المهنية
وبخلق وعي المعلم بجوانب التنمية المهنية روابط بين استقلاله واستقلال طلابه من خلال إحساس المعلم بحقه في تنمية الجوانب الإنسانية لدى طلابه، ومن خلال وعيه بطبيعة التلميذ الذي يعد جانبا مهما من جوانب تنميته المهنية، ومن ثم يصبح التلميذ واستقلاله جانبا مهما من جوانب استقلال المتعلم ذاته.
5- أهمية استقلال المعلم
تبدو أهمية استقلال المعلم في عدة جوانب من أهمها:
أ- الموقف التدريسي:
إن استقلال المعلم يعطي للموقف التدريسي قوة من حيث اعتماده على الإبداعات الخاصة للمعلم، والابتكارات المتنوعة في جميع مواقف الموقف التدريسي وآلياته وأدواته، ومن ثم تضفي استقلالية المعلم على الموقف التدريسي فعالية أكبر وتعطي مساحة لتحقيق الأهداف المنشورة منه بشكل أفضل وأسرع.
ب- الطلاب
إن استقلال المعلم يرتبط بشكل واضح باستقلالية طلابه كما وضح، بالإضافة إلى ذلك فإن استقلال المعلم في عمله يساعد على تنمية مهارات الطلاب عموما بما يخلق الاستقلالية من تنمية لمهارات المعلم وممارسات التدريس، التي تنعكس بشكل إيجابي على أداء الطلاب، وعلى نمو شخصياتهم ومعارفهم ومهاراتهم.
جـ - المعلم ذاته
إن استقلال المعلم يتيح له الفرصة لتنمية مهاراته بنفسه، ويوسع مدى وعيه بممارساته، مما ينعكس على إكساب المعلم الثقة بنفسه، ويخلق لديه دوافع إيجابية نحو مهنته ورضائه عنها مما ينعكس على أدائه داخل حجرات الدراسة بالإيجاب.
6- العوامل المؤثرة في استقلال المعلم
هناك عدد من العوامل قد تؤثر بالإيجاب أو بالسلب على استقلال المعلم من أهمها:
أ- رؤية المعلم لأدواره ومعتقداته حول مهنته وجوانبها:
إن رؤية المعلم لأدواره والممارسات والمهارات اللازمة للقيام بها قد تنعكس بالإيجاب أو السلب على استقلاله، فالعلم الذي يظن أن دوره هو تقديم المعلومات للطلاب لا يزال معتمدا على غيره في إدارة جوانب الموقف التدريسي، ولا يعطي لنفسه الفرصة في التفكير في الجوانب المختلفة للموقف التدريسي والتي قد تتطلب منه إبداعات وابتكارات خاصة، يعكس المعلم الذي يرى لنفسه الفرصة في التفكير في الجوانب المختلفة للموقف التدريسي والتي قد تتطلب منه إبداعات وابتكارات خاصة، يعكس المعلم الذي يرى لنفسه أدوارا متعددة منها تحديد الأهداف وإعداد المواد وخلق بيئة مناسبة للتعلم، لاشك أن ذلك سيدفعه إلى مزيد من الاستقلال ومزيد من تفعيل قدراته للقيام بأدواره وبالمثل فإن معتقدات المعلم يكون لها دور في تفعيل استقلاله أو اعتماده.
ب- المناخ التعليمي ولوائحه
لاشك في أن المناخ التعليمي ولوائحه تؤثر إيجابا وسلبا في استقلال المعلم، فالمعلم الذي لا يعطي له المناخ التعليمي الفرصة لإبراز إبداعاته وقدارته سيمد كثير من ظهور استقلاله واللوائح التي تفرض على المعلم أهدافا بعينها وطرائق ومواد لا يتعداها سوف تكف وتعطل الإمكانات الكامنة لدى المعلم وتصده عن تقديم ابتكاراته لتفعيل الموقف التدريسي بخلاف المناخ واللوائح التي تعطي للمعلم حرية الحركة، وحرية الاختيار في إطار من المسئولية والمساءلة.
جـ - الإمكانات
لا شك أن تطوير المعلم لإمكاناته، ولقدراته ولممارساته، وظهور القدرات الابتكارية لديه لتفعيل الموقف التدريسي يتطلب توافر إمكانات خاصة في البيئة التعليمية، أو في الموقف التدريسي، فالمعلم لن يقرر استخدام مادة تعليمية إلا إذا توافرت الإمكانات اللازمة لإنتاجها، تتوافر الإمكانات من عدمه قد يحد من إبداعات المعلم وابتكاره لتفعيل الموقف التدريسي.
د- البحوث والدراسات
إن جانبا مهما من جوانب استقلال المعلم هو بناؤه لرؤية لتطوير أدائه التدريسي، وبناؤه لهذه الرؤية لا يتأتى من فراغ، بل يعتمد بشكل كبير على مناخ البحوث والدراسات التي تهم بالتدريس الفعال، والذي يتبقى منه تطبيقات مناسبة لطلابه وللموقف التدريسي، وعدم توافر هذه البحوث والدراسات قد يعطل جانب مهما من جوانب استقلال المعلم.