Labza.Salem Admin
عدد المساهمات : 43954 نقاط : 136533 تاريخ التسجيل : 12/09/2014 العمر : 29 الموقع : سيدي عامر
| موضوع: الإعجاز النبوي في من أحيا أرضا ميتة فله فيها أجر الجمعة 28 أبريل - 12:00 | |
| الكاتب: أ./ فرانسيسكا دو شاتِل جُعِلت لي الأرض مسجدا وطهورا
هكذا تكلم رسول الله عن الأرض، مسجد يسجد فيه لله، وطهور يتطهر بترابها ليعبد الله، ولو تأملت هذا الحديث سترى شيئاً عجيباً أحدثك عنه وهو.
في هذا الحديث يؤكد محمد الطبيعة المقدسة للأرض أو التربة، لا بوصفها ذاتا طاهرة فحسب، بل بوصفها مادة مُطَهِّرة كذلك.
ويَظْهَر أيضا هذا الاحترامُ للأرض في شعيرة التيمم التي تجيز للمسلم استعمال التراب في الطهارة الواجبة عند الصلاة في حالة فقدان الماء.
وينظر محمد إلى الأرض على أنها مسخَّرة للإنسان، لكن لا ينبغى له مع ذلك أن يفرط في استخدامها أو يسىء استعمالها.
كما أن لها ذات الحقوق التي للأشجار والحيوانات البرية التي تعيش فوقها.
ومن أجل المحافظة على الأرض والغابات والحيوانات البرية جعل محمد عددا من المحميات، أي الأماكن التي يحرم فيها استعمال الموارد الطبيعية، وهو ما لا يزال معروفا إلى اليوم.
إذ هناك مناطق ممنوعة حول بعض الآبار وعيون الماء غايتها حماية المياه الجوفية من الاستهلاك المفرط والنفاد.
ومنها المناطق الخاصة بالحيوانات البرية والغابات حيث يُمْنَع الرعي وقطع الأشجار أو يحرم التعرض لأنواع معينة من الحيوانات.
ولم يشجع محمد فقط الاستعمال الرشيد للأرض، بل لفت أنظار أتباعه أيضا إلى المكاسب التي يجنيها الإنسان من إحياء الأرض البور، إذ جعل زرع شجرة أو غرس بذرة أو سَقْى أرض عطشى من أعمال البر والإحسان: "من أحيا أرضا ميتة فله فيها أجر".
وعلى هذا فأيما شخص ساق الماء إلى قطعة أرض قاحلة فهي له، ايثبت محمد للعالم من بعده أن أول رائد للحفاظ على البيئة، خرج من وسط الصحراء، ولم يتعلم في جامعات.
هذا الرائد في كل شيء هو، نبي الإسلام، محمد "صلى الله عليه وسلم"
============== *ترجمها عن الإنجليزية د. إبراهيم عوض
|
|