مقـــــــدمة :
سعادة الأسرة في الأطفال وسعادة الأطفال ففي أيدي الأسرة التي تسعى لجعلهم سعداء وتكافح من أجل ذلك ,ويعيش الطفل على خط أهله حيث يحمل في داخله الروح الحقيقية للأسرة ,فإذا كانت هذة الروح صادقة فإنها تساعده على العيش وسط الآخرين ,أما إذا كانت غير صادقة فإنها تعيقه
في حياته ,فالأسرة ما يسودها من اتجاهات وأساليب مختلفة للتنشئة دور فعال في حياة الأبناء فهي كونها البيئة الأولى التي تستقبل الفرد منذو ولادته
ففيها يمارس الطف أولى علاقاته الأنسانية ,وهي مسؤولة عن اكتسابه أنماط سلوكه الاجتماعي والتوافق وسوء التوافق من خلال العلاقات الاجتماعية داخلها ويقول مكارينكو (أن الأسرة التي ينعدم فيها الاحترام المتبادل بين أعضائها لا ترى السعادة ولا الكرامة ) فشخصية الطفل تتكون من خلال المعاملة الوالديه ,والتعرف علىقدرات واستعدادات وإمكانات أبنائهم وتوجيههم بما يحقق لهم قدراًمناسباًمن بناء ذواتهم وأشباع حاجاتهم وتطلعاتهم للمستقبل الناجح 0لهذا فأن العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة تحتل في الوقت الحاضر اهتماماً بالغاً من قبل جميع الجهات المختصة في المجتمع وذلك من خلال أصدار القوانين والتشريعات والقيام بالدراسات الاجتماعية والنفسية والتربوية والاقتصادية من أجل تعزيز هذة العلاقات وأختيار أفضل الأساليب لتربية الأطفال بحيث يحقق لهم النمو السليم لشخصيتهم المتكاملة ,فحن يسود الانسجام والتآزر يؤدي هذا لسعادة الأبناء وتوافقهم فقد اشار أحد الباحثين إلى أن الأستقرار الأسري يعد من العوامل الإيجابية التي تساعد على تهيئة الجو النفسي والاجتماعي المريح لأفراد الأسرة ,أما الاضطرابات الأسرية تبدد طاقات الأفراد بحيث لا يعود عليهم بالنفع وبهذا الصدد يقول سوخومالينكس(سنوات طفولتنا كانت مليئة بالمحرمات فلتكن طفولة أطفالنا مليئة بالسعادة ولا تشوبها شائبة )0000 وبعد هذة المقدمة سوف نسلط الضوء على طبيعة العلاقات داخل الأسرة :
1:علاقة الزوجين في حياة مشتركة بينهما *
2:العلاقة بين الأباء والأبناء *
العلاقة بين الأبناء فيما بنهم *
علاقة الزوجين في حياة مشتركة بينهما :-
تختلف الأشكال ل التي يتم ا للقاء فيها بين زوجي المستقبل,فقد يتم عن طريق الصدفة أو بعد مشاورات ودراسة أو بعد عاطفة قوية ,أو عن طريق الأهل أو الأصدقاء,فينتقل الزوجين من جوين اجتماعيين وبيئتين مختلفتين ليعيشا ولأول مرة تحت سقف واحد تسود بينهما فيه مكاشفة تامة ,وعلاقات لم تكن موجودة من قبل بل وحتى محرمة ,وهو جديد بالنسبة لكيهما ,وهذه الحياة الجديدة تنطوي على عدد من أهم حالات التكيف بالنسبة للأنسان إذا كل منهما مسلح بخبرات خاصة ودوافع وعادات ومفاهيم قد حملها من أسرته ,وشروط اجتماعية ل لا يمكن أن تتمثل مع شروط الأخر وكل منهما يحمل إلى بيته نوعاً من الاعتبار لذاته ,ونوعاً من الاعتبار للآخر ,وقد يحمل أحدهما أوكليهما بعض الاتجاهات لا تكون باتجاه الاستواء المقبول اجتماعياً, ويعيشان معاً لا مفر من ذلك وليست ضر وفهما تسمح بأن يبقى أي منهما مطوي على نفسة ,ورغم أن لكل منهما أساليب في التكيف والتنشئة الاجتماعية وهو الآن يواجه بها الآخر ويتفاعل معه محاطا بعاطفة المحبة ومن خلال هذه العواطف تلبى حياة الأسرة المشتركة حاجات كثيرة وتكمل شخصية أحدهما الآخر وتتفاعل معه وقد تقترب عوامل التنازل والمسايرة بين الزوجين ,وقد يحل الصدام والخلاف محل ذلك كله,وأن وجدت المشكلات فيعود السبب إلى أساليب التكيف التي يسلكانها ,فمثلاً(الفتاة التي عاشت معتمدة على أهلها,فيغلب عليها أن تنقله إلى بيتها الجديد ,فإن لقيت زوجاً رُبى مثلها على الاعتماد على أهله ,شحنت حياتهما بالكثير من المتاعب ,وأن لقيت زوجا ألف في تكيقة تحمل المسؤولية والقيادة فأنها تلاقى تربة صالحه لما ألفته والعكس صحيح ولو رجعنا إلى معظم الخلافات والمشاحنات بين الطرفين لوجدناها تنطوي على أمور تافهه ومز في الأصل إلى نزوع كل منهما نحو التسلط والتفرد بالقرارات داخل المنزل , وقد دلت الدراسات حول حياة الزوجين أن زوجان اللذان استطاعا الوصول للتكيف الجيد قبل الزواج ويغلب ان يكونان تكيفهما مع بعضهما البعض بعد الزواج ,والسعيدان في حياتهما الزوجية يعلب ان يكونا قد نعما وعاشا في جو من العاطفة الحميمة والدافئة وتفاهم جيد بين والديهما ,فالخلافات الزوجية غالباً ما نرى فيها الروح القوية والقاسية منذو أيام الطفولة ومن موقف الطفل اتجاه أمه أو أبوه ,وتمت عامل آخر في عملية التكيف وهو عامل الاكتفاء الجنسي وهو عامل مهم في عملية التكيف بين الزوجين وليس الوحيد فهو يتعلق بالحاجة البيولوجية لكيهما , وقد يكون مصدر الاضطرابات في الحياة الزوجية في المستقبل 0
وكما ان الأحباط والفشل الأسري قد يكون سببه الفشل والقلق واضطراب وهذا بدوره يؤثر على حياةو أفراد الأسرة ويشعرهم بعدم الاستقرار والأمن ,ولا ننسى دور التنشئة الاجتماعية للأطفال وطريقة كل منهما في التنشئة فله دور هام في العلاقة بينهما (التنشئة الاجتماعية هي :عملية تعلم وتعليم وتربية تقوم على التفاعل الاجتماعي وتهدف إلى اكتساب الفرد سلوكاً ومعايير واتجاهات مناسبة لأدواره المستقبلية وهي تنقل له ثقافة المجتمع )وفي هذه المسألة قد يتبع الزوجين أو أحدهما في عملية التنشئة إحدى الأساليب النفسية والاجتماعية مثل :1:الاستجابة لسلوك الطفل مما يؤدي \إلى تغيير في هذا السلوك
2:الثواب أو العقاب المادي لسلوك الطفل 0
3:المشاركة في المواقف والخبرات الاجتماعية المختلفة بقصد تعليم الطفل السلوك الاجتماعي 0
4:التوجيه المباشر الصريح لسلوك الطفل وتعليمه المعايير الاجتماعية والقيم والأدوار الاجتماعية 0
فعلاقة الأسرة السائدة وخاصة بين الزوجين لها أثر في عملية التنشئة (1_السعادة الزوجية تؤدي إلى التماسك الأسري مما يخلق جو يساعد على نمو الطفل بشخصية متزنة 0
2_الوفاق والعلاقات السوية بين الزوجين تؤدي إلى إشباع حاجة الطفل للأمن النفسي والتوافق الاجتماعي
العلاقات المتبادله بين الاباء والابناء
اولا : علاقة الوالدين بالابناء :
فرض الاسلام على الابناء طاعة الاباء واحترامهم كما فرض ايضا على الاباء رعاية الابناء واظهار الحب لهم فقد قال تعالى : (( الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا )) وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : (( اكرموا ابنائكم واحسنوا ادبهم يغفر لكم )) فواجب الاباء نحو الابناء هو :
1- ان يحسنوا ادبهم بحل مشاكلهم وتفهم حاجتهم : يعبر الاباء عن ذلك بطرق مختلفة بعضهم يرى مصلحة الابناء بمعاملتهم بالشدة والعنف والبعض الاخر في الحنان والحب والتدليل والبعض الثالث يتخذ طريقا وسطا بين العنف والشده وبين التدليل والعطف وفي جميع الحالات هدف الوالدين واحد وهو مصلحة الابناء
2- ان يوفروا للابناء الحاجات المختلفة من غذاء وكساء وادوات مدرسية ورعاية صحية ومسكن مريح امن وان يهتموا بهم ويهواياتهم ويتفهمون حاجاتهم النفسيه والعاطفيه
3- ان يعدلوا في المعاملة وان يساووا بين الابناء في الحقوق والواجبات
ثانيا : علاقة الابناء بالاباء :
اما علاقة الابناء بالاباء علاقة حب واحترام وتقدير قال تعالى : (( وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )) فقد قرن الله الاحسان الى الوالدين بالعبادة ومن حق الوالدين على الابناء ما ياتي :
1- تحيتهما بادب صباح ومساء
2- عدم رفع الصوت فوق صوتهما وعدم مقاطعتهما بالحديث
3- تقديم المساعده لهما كلما احتاجا لذلك واقل مساعدة يمكن تقديمها للام مثلا ان يحسن الابناء استعمال غرف المنزل ومرافقه فيحافظون على نظافته ويضعون كل شي في مكانه بعد الانتهاء من استعماله
4- عدم ارهاق الوالدين بكثرة الطلبات خصوصا اذا كانت امكانات الاسره محدوده ومسئوليتها كبيره
5- تعاون الابناء معا في تحقيق جو من التالف والمحبة لاسعاد الوالدين وتوفير الجو الملائم لهما لتحقيق رغبات الابناء ويمكن التعبير عن شعور الابناء بالحب والتعاون في المناسبات المختلفة وذلك بمساعدتهما في الاستعداد لها وبتقديم الهدايه الرمزيه
ثالثا : علاقة الابناء بعضهم ببعض
ان الاحترام المتبادل بين افراد الاسره ووجود نوع من التضحيه والايثار يوفر الهدوء في المنزل ويحقق لافراده كثيرا من الرغبات وفيما يلي بعض الامور العامه التي يجدر بالابناء ان يتذكروها دائما لتحقيق علاقات طيبه بينهم :
1- الاحترام المتبادل وعطف الكبير على الصغير وتقديم المساعده له عند اللزوم
2- عدم عبث الفرد بالادوات الخاصة بغيره دون اذن منه
3- التفاهم مع بقية الاخوة لحل ما ينشأ من مشكلات بسبب استعمال امكانات الاسره المختلفة مشاهدة برامج معينه على التلفزيون مثلا ولك بان توزع الفرص لاعطاء كل فرد حقه في استغلال تلك الامكانات
4- المحافظة على المواعيد المختلفة للاسره كوقت تناول الوجبات تظيف المنزل والنوم ... الخ فان ذلك يريح الجميع ويقلل من المشاكل العفويه .