يقول زملاء لبول بوجبا إن موهبة النجم الفرنسي تمثل ظاهرة، لكن مدربه يرى أنه لن يفوز بالكرة الذهبية، ويقال إن المبلغ الذي دفع لانتقاله إلى مانشستر يمثل عبئا عليه، ويدعو آخرون مورينيو إلى منحه الفرصة للعودة للتألق.
وضع الفرنسي بول بوجبا في مانشستر يونايتد حاليا يشبه وضع الأرجنتيني أنخيل دي ماريا (28 عاما)، الذي انتقل إلى النادي الإنجليزي عام 2014 قادما من ريال مدريد مقابل 75 مليون يورو فلم يسجل سوى أربعة أهداف في 32 مباراة فتم بيعه في العام التالي إلى باريس سان جيرمان مقابل 63 مليون يورو.
أما بوجبا (23 عاما)، الذي انتقل من يوفنتوس قبل ثلاثة شهور في أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم (105 ملايين يورو)، فحصيلته في الدوري الإنجليزي "برمييرليج" في منتهى الضعف مقارنة مع ما دفع لأجله وما كان ينتظر منه.
ففي 13 مباراة لم يسجل سوى هدفين وصنع هدفا وحيدا، ويقول ميشائيل رايس في مقال له بموقع "شبورت بيلد" الألماني إن بوجبا "يمثل رمزا للأزمة التي يعيشها حاليا مانشستر يوناينتد."
المدرب جوزيه مورينيو هو الذي طلب بنفسه التعاقد مع بوجبا ويدافع عنه قائلا إن السبب في اختفاء بريق اللاعب في الدوري الإنجليزي على عكس ما كان في الدوري الإيطالي لا يعود إلى طريقة اللعب وإنما "يعود إلى صعوبة تأقلم لاعبي خط الوسط خصوصا القادمين من دوري آخر على نظام جديد".
لكن بوجبا، اللاعب فارع الطول (طوله 191 سنتيمتر)، ليس جديدا على الدوري الإنجليزي فقد لعب في السابق مع مانشستر يونايتد بين عامي 2009 و 2012 في ظل قيادة السير أليكس فيرجسون، قبل أن يذهب إلى يوفنتوس في صفقة انتقال حر، حيث أصبح بعدها نجما يشار له بالبنان.
ويقول زميله في فريقه الجديد زلاتان إبراهيموفيتش إن "المبلغ الكبير يمثل حملا (على بوجبا)، فالتوقعات عالية وهو ما أسفر عن ضغوط كبيرة".
ويقول ميشائيل رايس إن تلك الضغوط لم يكن يشعر بها بوجبا عندما كان في يوفنتوس ويضيف: "تحت قيادة المدربين أنطونيو كونتي وماسيميليانو أليجري كان له مطلق الحرية، وكان معفيا تقريبا من المهام الدفاعية، فالدفاع حول الحارس الأسطورة جيانلويجي بوفون كان محصنا، وبوجود كلاوديو ماركيزيو وسامي خضيرة في منتصف الملعب كان يقف إلى جواره (يقصد بوجبا) اثنان يشتغلان مثل النحل".
ديشامب يصدم بوجبا
أما في مانشستر فالوضع مختلف حيث يقوم بوجبا بمهمة خط الوسط المدافع أيضا ويقول اللاعب "أنا أشعر بشكل أفضل (عندما ألعب) في الجهة اليسرى من خط الوسط، وصحيح أن بإمكاني أيضا مواصلة اللعب في الخلف لكني أشعر بالراحة أكثر في الأمام".
نجم خط وسط مانشستر يونايتد السابق بول سكولز، يدعم بوجبا ويطالب مورينيو بمنحه الفرصة لاستعادة مستواه ويقول: "يجب على مورينيو أن يمنحه الحرية، لأننا نريد أخيرا من جديد أن نرى بوجبا، الذي كان في يوفنتوس".
وبصرف النظر عن المركز الذي يلعب فيه فإن بوجبا تعرض لانتقادات زميله السابق في المنتخب الفرنسي سمير نصري لاعب إشبيلية الإسباني، "فيما يخص موهبته فإن بوجبا ظاهرة، أما بالنسبة لأدائه فوق أرض الملعب فإنه لا يظهر سوى القليل من تلك الموهبة"، حسب ما كتب ميشائيل رايس في "شبورت بيلد".
ديديه ديشامب مدرب منتخب فرنسا الحالي كان أثناء لعبه الكرة واحدا من أفضل لاعبي خط الوسط في أوروبا وفاز مع فرنسا بكأس العالم وكأس أمم أوروبا.
وديشامب مقتنع تماما بموهبة بوجبا ويحفظ له مكانا أساسيا في المنتخب الفرنسي؛ إلا أنه لا يعتقد أن بإمكان النجم الأسمر الفوز بلقب أفضل لاعب في العالم.
وقال ديشامب لراديو "مونتى كارلو"، حسب موقع "شبورت بيلد" إن "الكرة الذهبية هي تتويج للمهاجمين أو لاعبي قلب الهجوم، إلا في حالات استثنائية نادرة، وهم (أصحاب الكرة الذهبية) لاعبون يسجلون أهدافاً."
وتابع ديشامب "رغم أن بول سجل بعض الأهداف، وسيسجل أيضا المزيد منها إلا أنه ليس بذاك (اللاعب)، الذي يسجل ثلاثة أهداف في مباراة، فهذا ببساطة ليس من قدراته".