نظم مركز حوار للتنمية والإعلام برئاسة النائب حسين محمد إبراهيم ندوة متخصصة لشباب جامعة الإسكندرية بعنوان " مستقبل شباب الجامعة والمشروعات الصغيرة " بنادى المحامين بالاسكندرية 30/8/2005 شارك فيها الصحفى أحمد السيد النجار رئيس تحرير تقرير إتجاهات إقتصادية الصادر عن مركز الأهرام للدراسات الإستراتيجية والمهندس محمد سامى فرج خبير نظم المعلومات وإدارة المشروعات والكاتب السيد سليمان مؤلف كتاب كيف تكون ثروة من الصفر.
أفتتح الندوة النائب حسين محمد مؤكداً أن البطالة قنبلة موقوتة فى مجتمعنا وأن الحكومة فشلت فى السنوات الماضية فى علاجها لأن العلاج يحتاج إلى جدية وإتخاذ حلولاً غير تقليدية.
وقدم ضيف الإسكندرية أحمد السيد النجار تحليلاً لمشكلة البطالة فى مصر ما بين البيانات الحكومية التى تشير إلى 2.1 مليون عاطل ما يشكل 10.5% من قوة العمل على إعتبار أن قوة العمل المحتملة هى 20.7 مليون فقط بينما بيانات البنك الدولى تؤكد أن قوة العمل المحتلمة هى 26.7 مليون شخص أى أن معدل البطالة يصل إلى 30% لأن عدد العاملين لم يتجاوز 18.7 مليون عامل ويقدرعدد العاطلين بــ 8 مليون عاطل.
وقال النجار أن كل ما استطاعت أن توفره حكومات الحزب الوطنى فى الفترة السابقة هى 4.3 مليون فرصة عمل فقط وتم توفيرها فى القطاع الغير رسمى وأن العاملين فى القطاع العام والقطاع الخاص ثم تقليصهم بدرجة كبيرة جداً .
تكاليف فرص العمل
واستعرض النجار تكاليف فرص العمل فى المجالات المختلفة حيث أن المشروعات الإستثمارية وظفت 1.5 مليون عامل منذ عام 1981 وبتكلفة 375 مليار جنيه بما يعنى تكلفة فرصة العمل الواحدة تساوى 250 ألف جنيه مما لايعول عليها فى حل مشكلة البطالة لإرتفاع تكلفة فرصة العمل فيها.
وأكد أن المناسب لحل مشكلة البطالة فى مصر هو إنشاء حضانة قومية ترعى المشروعات الصغيرة بداية من دراسة الجدوى إلى التمويل ومتابعة ا لتنفيذ والمساعدة على التسويق وفتح أسواق داخلية وخارجية خاصة أن فرصة العمل فى قطاع المشروعات الصغيرة رغم تحركها من 5 آلاف جنيها عام 1981 إلى قرابة 15 ألف جنيه الآن إلا أنها تظل فى الحدود المناسبة لتوفير فرص العمل خاصة لو تم ربط حزم من هذه المشروعات الصغيرة كأجزاء ومدخلات للصناعات الكبيرة وهو ما لن يتوافر إلا بإيجاد حضانة قومية للمشروعات الصغيرة.
الديون والإنفاق العام
وأضاف الخبير الإقتصادى أحمد السيد النجار أن مصر تحتاج إلى إعادة هيكلة الإنفاق العام وألا تتخلى الدولة عن دورها فى إقامة مشروعات لايستطيع القطاع الخاص القيام بها ولابد أن نتخلص من الإبتزاز الإيدلوجى لأن الليبرالية وحرية السوق لاتعنى تخلى الدولة عن دورها فى الإقتصاد القومى.
وقال إن مصر تحتاج لمراجعة معدلات الإستهلاك (بالكبت والتخفيض) والإستثمار والإدخار (بالتنمية والتشجيع) لأننا أصبحنا من أقل المعدلات فى العالم 16 - 17% بينما الصين 37% وجنوب شرق آسيا 38% من الدخل القومى.
ورحب النجار بفكرة إعانة البطالة للعاطلين التى إقترحها برنامجى حزب الوفد والغد وأن الدولة بالفعل تستطيع تلبية وتوفير موارد هذه الإعانة وأنها ستكون بمثابة عبء على الحكومة يدفعها لتوفير فرص عمل ومساندة المشروعات الصغيرة بجدية لأن الدولة لاتساند المشروعات الصغيرة بالجدية الكافية من حيث الرعاية والتمويل فلو خصصت الدولة ما خصصته للديون المعدومة وهو مبلغ 49 مليار جنيه لدعم المشروعات الصغيرة لشهدت الأخيرة طفرة يعول عليها فى حل مشكلة البطالة وعاب على الجهاز المصرفى إنحيازه خلال الــ 30 سنة الماضية لكبار المستثمرين والمقترضين دون صغارهم بما خلف نكبة مالية بالمليارات المنهوبة والديون المعدومة !
مفاتيح المشروعات الصغيرة
ثم شرح المهندس محمد سامى فرج الأدوات والمفاتيح التى يحتاجها الشباب لإدارة وإنجاح المشروعات الصغيرة بداية من الصفات الشخصية إلى تقسيم المشروعات والترجيح بينها إلى نقاط التنافس التى تكفل النجاح فأما الصفات الشخصية فطالب بتغليب التفكير الإنمائى وفتح مجتمعات جديدة وعدم الخشية من المخاطرة والمغامرة المحسوبة وعدم الركون للسلبية (وقل إعملوا) وعدم الإستسلام للخضوع والظلم والأمر الواقع وضرورة تغليب مصلحة المجتمع لا التفكير الأنانى الجاحد لأن كل منا ( جزء من كل ) وأهمية أن يكون الشباب فى موضع المفيد النافع المقدم لا المتلقى والآخذ فقط لأن التميز الإنسانى يأتى بالعطاء لا بالأخذ .
ودعى المهندس سامى أن يبدأ الشاب مشروعه برفع واقعه وإمكانياته الذانية ولايبدأ من الصفر ولابد أن يدرس قدراته بطريقة الكم لا الوصف لأن الوصف يقوم على الإنطباع ولايحمل تقديرات علمية محسوبة وأوصى الشباب بالصبر وعدم إستعجال النجاح أو طلب الثراء السريع وأن هناك فرق بين الدراسة النظرية والتطبيق العملى لذا ينبغى على من يقدم على مشروع أن يبدأه من أول السلم الفنى (إدراك فنيات المشروع) ولو بالتدريب أولاً فى مشروعات قائمة بالفعل ولابد أن يكون لديه القدرة والإستعداد الدائم للتعلم وإكتساب الخبرات كل يوم كذلك أهمية توظيف العلاقات الشخصية فى إنجاح مشروعه والتسويق لمنتجاته.
التنافس والتميز
وأشار المهندس سامى أن المشروعات تصنف إلى خمسة أنواع حسب طبيعتها : إنتاجية (إنتاج السلع) وتجارية (تسويق وتجارة السلع) وخدمية (تقديم خدمات بناء على خبرات فنية) ومشروعات تأجير الأصول أو استثمار أموال لدى الغير ( مثل الأسهم والسندات ) ولكل منها سلبيات وإيجابيات تحكم إختيار الشاب لنوعية النشاط الذى يحبذ أن يخوضه وعليه أن يعمل على تعظيم الإيجابيات وتقليل وتحجيم السلبيات ... فمن هذه المشروعات ما يحتاج لرأس مال بصفة إساسية ومنها ما يحتاج إلى خبرات فنية فقط أو بالأساس كذلك يقارن المستثمرون بين المشروعات من حيث القدرة على تسييل رأس المال فى أى وقت.
وعدد المهندس سامى نقاط التنافس والتميز بين كافة المشروعات من حيث المواصفات المميزة ومشاكل التشغيل وعمر التشغيل المناسب والسعر المناسب والإلتزام بشروط التعاقد وطرق الدفع الميسرة والدقة فى مواعيد التسليم وأخلاقيات التعامل مع العملاء وتوفير خدمة ما بعد البيع وسهولة توصيل المنتج للمستهلكين.
ثروة من الصفر
ثم إستعرض الكاتب السيد سليمان صاحب كتاب كيف تكون ثروة من الصفر؟ نماذج من شباب - استطحب بعضهم معه فى الندوة وقدمهم للحضور - إستطاعوا أن يوظفوا قدراتهم الذاتية فى إدارة مشروعات صغيرة وشقوا طريقهم نحو الإستغناء والثروة وأكد أن القوة البشرية فى العمل تعتمد على 7% قدرات مهنية و93% قدرات شخصية وأن الإنسان يملك 15 ألف مليار خلية عقلية يوظف منها أقل من 10% فقط .
وأضاف أن الإنسان هو الذى يصنع الإمكانيات والوسائل والنجاح وأن الدراسات أثبتت أن مصروفات الإنسان الزائدة عن حاجته تبلغ 12% لو أنفق منها 1% فقط على نمو ذاته وتعظيم قدراته لآصبح من الـ 5% الناجحين فى العالم وذكر عدداً من 200 مشروع جمعها فى كتابه قام بها شباب وقد لاقت النجاح ووضعوا أقدامهم على أول طريق الثروة ودعى الشباب إلى إقتحام المشروعات الصغيرة وفق طاقتهم وقدراتهم وإمكانياتهم.
الإثنين 15 مايو - 11:57
